تقرير: إسماعيل جبريل تيسو : فشلت في أول امتحان لها أمام الإرادة الجماهيرية،، العقوبات الأمريكية،، شعب السودان خلف البرهان
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو :
فشلت في أول امتحان لها أمام الإرادة الجماهيرية،،
العقوبات الأمريكية،، شعب السودان خلف البرهان
حشود جماهيرية غفيرة تستقبل البرهان في نهر النيل..
رسالة قوية من الجماهير لواشنطن: ” جيشٌ واحد، شعبٌ واحد”..
الركابي: التدابير الأمريكية لن تعيد إنتاج المشهد إلى ما قبل 15 أبريل 2023م..
وقفة الجماهير شيّعت ” تقدم” إلى مثواها الأخير..
..
فاجأ رئيس مجلس السيادة، القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، قرار الأمريكان، قبل أن يفاجئ الشعب السوداني وهو يحط رحاله في مدينة عطبرة بولاية نهر النيل التي وصلها بُعيد سويعات قليلة من فرض عقوباتٍ عليه من قبل وزارة الخزانة الأمريكية، ولم يكن هول المفاجأة في وصول البرهان إلى عطبرة التي غادرها إلى شندي، وإنما تمثلت المفاجأة في الجماهير الحاشدة التي تدفقت من كل حدب وصوب لاستقبال البرهان رغم التكتم الذي اكتنف الزيارة، الأمر الذي أربك الجهات الأمنية المختصة وهي تواجه الكتل البشرية التي حاصرت الموكب الرئاسي المتحرك بصعوبة بالغة في ظل تدافع الجماهير التي حاولت الوصول إلى البرهان الذي خرق بدوره البروتكول ووقف من على بوابة سيارته اللاندكروزر في شجاعة بالغة ليصافح من يمد إليه يده من المواطنين الذين ارتفعت حناجرهم بالهتاف ” شعب واحد جيش واحد”.
خط أحمر:
وازداد مشهد الحشود كيل بعير خلال اللقاء الجماهيري الكبير الذي خاطبه رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بمدينة عطبرة، وما أدراك ما عطبرة، فقد رسم مواطنو مدينة الحديد والنار لوحة زاهية عكست قيمة الوفاء والانتماء، قبل أن تبلور المعني الحقيقي للتلاحم منقطع النظير ما بين الجيش والجماهير، ووجد البرهان نفسه مضطراً إلى قطع خطابه بين فينة وأخرى بسبب ارتفاع الهتافات بالتكبير والتهليل، وترديد شعار ” جيشٌ واحد شعبٌ واحد” هذا فضلاً عن ارتفاع صوت الحرائر بالزغاريد، لترسل مدينة عطبرة أيقونة النضال في السودان رسالة واضحة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وإلى حليفتها وربيبتها دولة الإمارات العربية، مفادها أن البرهان خطرٌ أحمر، وأن هذه العقوبات لن تزيد الشعب إلا التفافاً حول قائده، واصطفافاُ خلف قواته المسلحة التي تمضي بثبات في ميدان العمليات، وهي تمسك بزمام المبادرة في مختلف المحاور والجبهات.
رب ضارة نافعة:
وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم، لقد خشي البعض على تداعيات العقوبات التي فرضتها واشنطن على البرهان في أن تحدَّ من تحركات الرجل وتضيق عليه الخناق، وترمي بظلال بعيدة في ميادين ومسارح العمليات بما يثبِّط همة القوات المسلحة والقوات المساندة لها، ويخمد داخلها جذوة الحماس والروح المعنوية التي تلامس بارتفاعها عنان السماء، ولكن ما وجده البرهان من تدافع جماهيري وحشود بشرية عفوية في عطبرة وشندي، زاد من حماس الجيش وشفى صدور قوم مؤمنين قبل أن يلقي الرعب في قلوب الأمريكان الذين اتخذوا قرار العقوبات على البرهان، وأحسبهم الآن قد أصبحوا على قرارهم نادمين، وحدث بلا حرج عن ما اعتمل في نفوس ميليشيا الدعم السريع المتمردة، وأعوانها من الخونة والعملاء والمارقين، جراء ما شاهدوه في عطبرة وشندي، وهي ذات المواقف والصور نفس المشاهد التي ستتكرر في كل مدينة يصل إليها البرهان، وما أكثر مدن السودان التي تشتاق الآن، أن يزورها الرئيس البرهان.
فشل وخيبة:
لقد خاب فأل الولايات المتحدة الأمريكية وهي تحاول ممارسة ضغوط على رئيس مجلس السيادة، القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، بفرض هذه العقوبات ليقدم تنازلات تتيح لميليشيا الدعم السريع تنفس الصعداء، وتفتح نوافذ الأمل لتنسيقية ” تقدم” بإمكانية إعادة عقارب الساعة إلى الوراء واستعادة الأراضي التي فقدتها منذ الإجراءات التصحيحية التي قام بها البرهان نفسه في الخامس والعشرين من أكتوبر من العام 2012م بإخراج القحاتة من المشهد السياسي، قطعاً ذلك زمان قد ولى ولن يعود، ولعلها من محاسن هذه الحرب إن كانت للحرب محاسن، أنها كشفت وجوه الخونة والعملاء والمرتزقة والمأجورين الذين باعوا وطنهم بثمن بخس “دراهم” معدودة، لقد فشلت العقوبات الأمريكية في تحقيق أهدافها ومقاصدها، وعادت واشنطن من مسعاها بخفي حنين لأن الجماهير أثبتت وعيها، ونظرتها الثاقبة، وأكدت أنها القوة الضاربة بوقفتها الصلبة مع قواتها المسلحة، وتحملها آذى وعفانة الميليشيا المتمردة وأعوانها، وبالتالي فإن القوى السياسية الداعمة للميليشيا المتمردة لن تجد لها موقع قدم في مشهد ما بعد الحرب، ناهيك عن الميليشيا البغيضة نفسها، لقد قال الشعب كلمته ولن تثنيه عن بلوغ مراده أي قوة في الأرض.
طي ملف حقبة:
ويرى الباحث والكاتب الصحفي الأستاذ الركابي حسن يعقوب أن العقوبات الأمريكية المفروضة على البرهان قد فشلت في تحقيق مرادها، وأن أي تدابير أخرى ستقوم بها إدارة الرئيس القادم لولايته الثانية دونالد ترامب بشأن الوضع في السودان لن تعيد إنتاج المشهد في البلاد إلى ما قبل 15 أبريل 2023م، وأكد الركابي في إفادته للكرامة أن هذه الحرب قد طوت تلك الحقبة وأصبحت من الماضي، مبيناً أن الانتصارات التي حققها الجيش والقوات المتحالفة معه على ميليشيا الدعم السريع غيَّرت شكل المسرح السياسي والعسكري تماماً، حيث تحطمت القوة الصلبة لميليشيا آل دقلو التي تقطعت بها السبل، وفقدت قياداتها المؤثرة، وخسرت الكثير من عتادها العسكري، ووقع الشقاق والانقسام وسط جناحها السياسي، حيث أصبح هذا الحلف منبوذاََ وغير مقبول، وبالتالي لن يكون له مستقبل في حقبة ما بعد الحرب، وتابع الأستاذ الركابي: ” لقد أتت العقوبات الأمريكية على البرهان بنتائج عكسية لما كانت تريده واشنطن” مؤكداً أن الرصيد الشعبي لرئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان في ازدياد مضطرد، تتماشى مع حالة اصطفاف واضحة من قبل جماهير الشعب السوداني والتفاف منقطع النظير حول قيادة الجيش دعماََ ومساندة، الأمر الذي خذل تطلع واشنطن التي أرادت ضرب سياج من العزلة على البرهان، وختم الباحث والكاتب الصحفي الأستاذ الركابي حسن يعقوب إفادته للكرامة بقوله إن العقوبات الأمريكية ستدفع الحكومة السودانية إلى اتخاذ خيار الحسم العسكري كحل أوحد لحسم تمرد ميليشيا الدعم السريع، وهو خيار أصبح تحقيقه الآن سهل المنال.
خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر فقد سقطت العقوبات الأمريكية في أول امتحان لها نظمته إرادة الجماهير السودانية بعد سويعات قليلة من صدورها في حق رئيس مجلس السيادة، القائد العام للقوات المسلحة، لقد أوصلت هذه الجماهير رسالتها الواضحة من عطبرة مباشرة إلى واشنطن مفادها: أن “البرهان صمام أمان السودان” وأن الشعب سيظل خلف قواته المسلحة والقوات المساندة لها إلى حين القضاء على آخر ميليشي يدنِّس الأراضي السودانية، ولا عزاء للخونة والمرتزقة والعملاء.