منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو : استمرار المساعي لفكِّ تجميد عضويته… الاتحـاد الأفـريقي،، دراسة ملف السـودان

0

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو :

استمرار المساعي لفكِّ تجميد عضويته… الاتحـاد الأفـريقي،، دراسة ملف السـودان

 

لجنة برئاسة موريتانيا، للنظر في استئناف أنشطة السودان بالاتحاد..

خطوة الاتحاد الأفريقي تأتي بُعيد زيارة ناجحة للبرهان إلى غرب أفريقيا..

السودان نجح في حشد الدعم لبناء تحالفات من أجل إصلاح الاتحاد الأفريقي..

عدم تفاؤل بوجود الرئيس الكيني بسبب علاقته بحميدتي..

السودان يتطلع إلى استعادة الاتحاد الأفريقي لدوره وفق تخطيط الأباء المؤسسين..

 

يعتزم الاتحاد الأفريقي رفع تجميد عضوية السودان في المنظمة الأفريقية التي حُظر منها حوالي أربع سنوات، وكشفت مصادر دبلوماسية عن تشكيل الاتحاد الأفريقي لجنة رباعية يقودها الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، رئيس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي، وعضوية كلٍّ من الرئيس الكيني وليام روتو، والرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيلي، والرئيس الصومالي الشيخ حسن محمود، وتُعنى اللجنة الرباعية بدراسة ملف السودان والنظر في استئناف أنشطته بالاتحاد وإعادة عضويته التي تم تجميدها منذ العام 2021م، على خلفية الإجراءات التصحيحية التي كان قد اتخذها رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في الخامس والعشرين من أكتوبر من العام 2021م والتي فضّ بموجبها شراكة المؤسسة العسكرية مع المكوِّن المدني الذي كان يقوده تحالف قوى الحرية والتغيير – المجلس المركزي، حيث تم حل مجلسي السيادة والوزراء وفرض حال الطوارئ في البلاد، الأمر الذي اعتبره الاتحاد الأفريقي انقلاباً عسكرياً.

أجواء الموقف الأفريقي:
ويأتي موقف الاتحاد الأفريقي الجديد بُعيد أيام معدودات من جولة ناجحة لرئيس مجلس السيادة، القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، شملت خمس دول في منطقة غرب أفريقيا هي مالي، غينيا بيساو، سيراليون، السنغال، وموريتانيا، حيث بحث البرهان مع رؤساء هذه الدول العديد من ملفات التعاون المشترك سياسياً، وأمنياً، وتجارياً، واقتصادياً، وأطلعهم على حقيقة الأوضاع الأمنية والتحولات الميدانية التي أحدثتها القوات المسلحة والقوات المساندة لها على الأرض وامتلاكها زمام المبادرة في كافة جبهات ومحاور العمليات، في وقت تتراجع فيه ميليشيا الدعم السريع التي كانت قد حاولت الانقلاب على الجيش والاستيلاء على السلطة بالقوة، وتقويض النظام الدستوري، في الخامس عشر من أبريل 2023م، مسنودة بمحاور إقليمية ودولية، بيد أن أهم مخرجات زيارة البرهان إلى غرب أفريقيا تمثلت في تطابق رؤى السودان وحشد الدعم لبناء تحالفات مع دول ذات ظروف متشابه كونها مُعاقَبة بتجميد عضويتها في الاتحاد الأفريقي.

لفتة ذكية:
وكانت لفتة ذكية من رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة أن يحرص على تضمين موريتانيا لتكون من بين الدول الخمس التي قرر زيارتها في منطقة غرب أفريقيا، ذلك أن الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، هو رئيس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي، ويضطلع بجهود متعاظمة ويُبدي مواقف مشرِّفة وداعمة للسودان في المحافل الإقليمية والدولية، وهو الأمر الذي أقرّ به الرئيس عبد الفتاح البرهان من خلال إشادته بالدور البارز الذي ظل يلعبه الرئيس الموريتاني رئيس الاتحاد الأفريقي في دعم السودان، وأكد البرهان خلال لقائه الغزواني في نواكشوط، على متانة العلاقات التأريخية التي تجمع البلدين الشقيقين، متعهداً بالمضي قدماً في تعزيزها وتطويرها لتحقيق المصالح المشتركة للبلدين، مشدداً على أهمية هذه العلاقات في ظل التحديات التي تواجه المنطقة.

عدم تفاؤل:
ورغم اعتزام الاتحاد الأفريقي رفع تجميد عضوية السودان واستئناف أنشطته داخل المنظمة الإقليمية، إلا أن مراقبين يخشون من ألا يكون السودان متفائلاً بموقف الاتحاد الأفريقي الذي “قدّم السبت” بتشكيل هذه اللجنة الرئاسية الرباعية، ويأتي تخوف المراقبين من موقف السودان المسبَّق من الرئيس الكيني وليام روتو عضو اللجنة، رئيس مجموعة شرق أفريقيا، الذي تربطه علاقات شخصية، وشراكات اقتصادية مع قائد ميليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو ” حميدتي” وقد ظهر ذلك جلياً خلال تماهي الهيئة الحكومية للتنمية بشرق أفريقيا “الإيغاد” مع حميدتي ودعوته للحضور إلى كمبالا حيث تنعقد قمة طارئة لمناقشة الأزمة في السودان، الأمر الذي اعتبرته الحكومة السودانية سابقة خطيرة في تأريخ إيغاد والمنظمات الإقليمية والدولية، وفيه انتهاك صارخ لسيادة السودان فضلاً عن كونه مخالفة جسيمة لمواثيق إيغاد، والقواعد التي تحكم عمل المنظمات الدولية والإقليمية، وهي مواقف دفعت السودان إلى تجميد عضويته في الهيئة الحكومية للتنمية بشرق أفريقيا “الإيغاد” منذ يناير من العام الماضي 2024م.

بيانات روتو وجيلي:
واستبق الرئيس الكيني وليام روتو اختياره عضواً في اللجنة الرباعية لبحث ملف عودة السودان إلى عضوية الاتحاد الأفريقي ببيان دان فيه بشدة الأحداث التي شهدتها مدينة ود مدني بولاية الجزيرة، مستنكراً عمليات القتل والهجمات المستمرة التي قال إنها تستهدف المدنيين من شرق أفريقيا وغيرهم من الأفراد ذوي الأصول الأفريقية في السودان، ووصف روتو، أعمال العنف بـغير المقبولة وغير الإنسانية، داعياً قيادة مجلس السيادة في السودان إلى اتخاذ إجراءات فورية وحاسمة، وزاد: “قتل المدنيين الأبرياء يعد انتهاكاً جسيماً لحقوق الإنسان والمبادئ التي نؤمن بها كقارة”، وعلى ذات الأوتار التي لعب عليها الرئيس الكيني وليام روتو، عزف الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيلي الذي أعرب عن قلق بلاده العميق إزاء التقارير التي تفيد بوقوع عمليات قتل وانتهاكات لحقوق الإنسان ضد المدنيين في ود مدني بولاية الجزيرة ومناطق أخرى في جميع أنحاء السودان، ودانت جيبوتي في بيان لها هذه الأعمال، وحثت على المساءلة وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة وضمان حماية حقوق المدنيين، مؤكدة على ضرورة منع المزيد من التصعيد للأزمة السودانية وتأثيرها المحتمل على الدول المجاورة.

خاتمة مهمة:
على كلٍّ لا تبدو الأمور مُبشِّرة رغم أهمية أن يستعيد السودان عضويته بتفعيل أنشطته داخل الاتحاد الأفريقي، حيث حرم التجميد السودان من الدفع بمرشح لرئاسة مفوضية الاتحاد الأفريقي التي ستنطلق في السابع عشر من فبراير القادم، ومع ذلك فإن السودان الذي يسعى إلى استئناف عضويته، يتطلع إلى إصلاح البيت الأفريقي، والنهوض بمؤسسات الاتحاد الأفريقي، واستعادة سيرة الآباء والأجداد المؤسسين والذين أرسوا قواعد متينة لمنظمة الوحدة الأفريقية تقوم على مباديء وقيم تنادي برفض الهيمنة الأجنبية، والدفاع عن سيادة الدول الأفريقية، وتعزيز أمنها وسلامتها وحماية استقلالها، وقد قطعت أفريقيا شوطاً مقدراً في تحقيق تلك التطلعات حتى صدح شاعرنا العظيم محمد مفتاح الفيتوري رحمه الله في ملحمته المشهورة ” أغاني أفريقيا”..
أفريقيا طوت الظلام وودعت،، حقباً عجافاً لا تعي لا تنطقُ.
كانت كأهل الكهف إلا أنها،، في كهفها تحسو الآسى فتؤرقُ
إن الشعوب وإن تطاول ليلها،، كالشمس تسري في الظلام فتشرقُ.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.