صلاح التوم من الله يكتب : ليس بالبندقية وحدها … البيادة تنظيم وقيادة
صلاح التوم من الله يكتب :
ليس بالبندقية وحدها … البيادة تنظيم وقيادة
التدريب علي [ البيادة ] في الجيش ليس مجرد شكل الحركة الذي نراه بل دروس عملية نفسية وذهنية تعلم الجندي وترسخ في عقله ان الاداء الأفضل والأمثل في الجيش في الحرب والسلم واداء الانسان عامة لمجابهة تحديات الحياة يستند ويقوم علي الاتي :
* روح المجموعة والكتلة البشرية الواحدة والبنيان المرصوص وان الحائط القوي يأخذ قوته من صلابة الطوب المتلاصق والمتماسك واذا انحرفت كل طوبة في اتجاه مضاد ينهار البنيان ..
* تنمية روح المجموعة تنزع من الشخص المدني الراغب في الانضمام الي الجيش اي نوازع فردية او الاعتداد ب [ الأنا ] علي حساب آل [ نحن ] ..
* الشخص المدني يمكن أن يعمل لوحده دون مسؤولية لكن في الجيش هذا ممنوع طبعا لذلك لابد من تأهيل المدني ليتحول من مدني الي انسان آخر صالح للعمل في الجيش ..
* لايستطيع الجندي الخروج عن الجماعة لانه بذلك الفعل يرتكب جريمة يعاقب عليها قانون الجيش
* يتعلم الجندي من [ البيادة ] والدروس الاخرى اهم ركن في الجيش وهو [ الطاعة ] في تنفيذ الاوامر وبصرامة لاتقبل [ الميوعة ] أو [ التلكؤ ] أو [ التردد ] ناهيك عن جريمة رفض تنفيذ الامر ..
* يتعلم الجندي من [ البيادة ] الايمان والاقتناع بالتراتبية التي تقوم عليها الطاعة في تنفيذ الاوامر ..
* الجيش ان تطيع أمر الأعلى رتبة منك وان تصدر الامر الي الادنى منك رتبة في تسلسل ..
* [ الي الامام سر ] علي جميع الطابور التقدم الي الامام بخطوات منظمة ليس فيها [ اعوجاج ] ..
* [ الي الخلف الي اليمين الي اليسار ] نفس الشيء الجميع يطيع واذا اتخذ جندي واحد أو أكثر اتجاها وفعلاً [ اشتر ] هذه مخالفة
* علي المتدرب في البيادة وخطوات التنظيم ان يدرك ان تمرين [ الي الامام سر والي الخلف در ] سيتعرض له في الحرب ومواجهة العدو حسب تنفيذ أوامر الخطة في التقدم والتراجع عند صدور الامر من القائد ومخالفة ذلك تترتب عليها عواقب وخيمة
* الجندي شخص استثنائي يحمل البندقية أو أسلحة أخرى أشد فتكاً وتعني الموت وهذه مسؤولية تستوجب تنظيمها جماعياً للحماية لتصوب الأسلحة فقط نحو العدو في الزمان والمكان والاوامر الصادرة ..
* صرامة المعلم في البيادة والتدريبات الاخرى وتعمده الشدة والاستفزاز احياناً مقصودة في حد ذاتها كوسيلة تعليم لتمتين قدرة الجندي علي تحمل ما يطلب منه في أحلك الظروف واسوأ الاوضاع ..
* تنطوي البيادة علي ترديد شعارات وجلالات ومارشات وفيها تثقيف وتوجية وتعبئة وبث حماس وتوليد قدرة أكثر علي النشاط والحركة وربط الحركة الجسدية بالقيمة المعنوية
* مظهر طابور البيادة المتحرك بكل ما فيه من تنظيم وقوة ولبس موحد وهتافات يظهر نوعاً من الحسن والجمال ويشتمل علي اعلام عملي مشاهد يترك بالغ الأثر والانفعالات في نفوس المدنيين الذين يعبرون عن ذلك برفع قبضات الأيدي وفرد الأصابع والزغاريد والصياح وأشكال التأييد والمساندة الاخرى مما يقوي العلاقة الوطيدة بين الجيش والشعب كاصدق مثال لشعار [ جيش واحد شعب واحد ]
* البعض المستعجل يقول : يا اخوانا انتو المدنيين ديل ادوهم سلاح وماف داعي للبيادة والتدريبات الاخرى .. وحدوث ذلك يعني انتفاء كل القيم والضوابط التي ذكرناها
* مائة عام تهاوت الاحزاب والتنظيمات السياسية السودانية وغيرها وظل الجيش السوداني الوحيد الذي لم يتفتت ولم يتضعضع رغم المؤامرات المحاكة ضده وحقق هذا الإنجاز العظيم بفضل النظام والتنظيم والتراتبية والطاعة .. واذا فعل المدنيون مثل ذلك لاستقام السودان .
* هذا المقال بمناسبة تخريج مستنفرين ومستنفرات الحارة ١٠٠ [ الصحفيين ] الدفعة الاولى محلية كرري يوم الثلاثاء ٢١ يناير ٢٠٢٥
صلاح التوم من الله
الثلاثاء ٢١ يناير ٢٠٢٥