د. ليلى الضو أبو شمال تكتب : الليلة البشائر جات
د. ليلى الضو أبو شمال تكتب :
الليلة البشائر جات
حينما تختلط معاني الفرح والبكاء أعرف أنها اسمى آيات ودلائل الإحساس ، إنها دموع تنهمر زلالا صافية رغم عكر المشاعر ، حين تبكي فرحا، وحين تفرح دمعا هطالا ، حين تقف الكلمات عاجزة أن تعبر عن المشهد ، إنه يوم طال شوقه وانتظاره ،، ودعوني اليوم أسرق كل كلمات الشعراء والأدباء فاليوم السرقة فيه حلال حيث أننا نسرق منكم الكلمات لنعبر بها عما يجيش بدواخلنا نفرح بيوم طال انتظاري له في ليلة السبت وليلة الأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس وجمعة مباركة طيبة حلت فيها لحظة استجابة لشيخ صادق تبتل لله سبحانه وتعالى ، وامرأة صالحة نهضت قبل الفجر لترفع يديها للسماء تطلب نصرا من صاحب الكون الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء ، فكانت فرحة نابعة من كل قلبي يا بلادي اليوم يا أرض المعارك دنياي أنتي وفرحتي ومنى الفؤاد اذا تمنى،، أنتي السماء بدت لنا واستعصمت لعمر من الزمان بالبعد عنا
لكنها رحمت متيما عصفت به الأشواق وهنا
ويا لفرحة ونشوة النصر وطعم النصر في قلوب العاشقين لك يا وطن ، لن تضيع الدماء التي سكبت على أرضك لتطهرها من دنس الأوباش والأوغاد .
اليوم أيها الشهداء أنتم بلا شك أكثر فرحا منا لأنكم اليوم تحديدا نلتم النصر ونلتم الشهادة ، أيها الشهداء الأحياء بيننا هنيئا لكم وأنتم ترقدون في سلام وروحكم الطاهرة ترفرف حولنا تكبر معنا وتهلل
اليوم أنتم أسعدنا بلا شك وأفضل منا وأشرف منا
( فالصبر يا قلبي فأنا الراجي لحوقهم ،،، هناك في الجنة ابقى رفيقهم )
يا لعظمة الفرح بعد الحزن ويا لطعم السعادة بعد الشقاء
اما أنتي يا بلادي فقد علمتي اليوم بمدى حب أبناءك لك ،، و تعلم شعبك كيف يعبر لك عن حبه ، أنتي غالية وفي حدق العيون ( وحدق العيون ليك يا وطن)
اليوم تفرح كل محبة بعاشقها وفاتنها تفخر حواء السودان بأبيها وأخيها وزوجها وابنها وكل من دافع عن تلك الأرض وقاتل من أجل أن تبقى عزيزة شامخة وأخرج منها الخبث والدنس بغير عودة بحول الله وقوته.
حق لكن نساء بلادي أن تقر أعينكن وتطلقن زغاريد الفرح لرجال السودان .
فهؤلاء الرجال لا تكفيهم كل الأوسمة والرتب والدرجات، يكفي أنه سيحكي عنهم التاريخ ويسطر ما لم تسطره كتابات كل من سبقوه عن معارك خلت، سيحكي التاريخ عن جلد الرجال وصبر النساء وشجاعة الغلمان ، سيحكي عن ملاحم الجزيرة بمدنها وقراها،، والخرطوم بأفرعها الثلاث ،، سيحكي عن معارك النيل الأبيض وما يدور في دارفور وكردفان ، سيحكي عن قوم عندما نودي الجهاد ما توانوا
ذخروا الأجر إلى يوم التناد وتفانوا
كان شأنهم أن يصدقوا القوم القتال لا هوادا
اليوم تعجز الكلمات وتتبعثر لا تستطيع أن تعبر عن صدق المشاعر بدواخل كل سوداني أصيل حسبها أن تقول الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة و أصيلا
ودمت وطنا عزيزا سيدا
د. ليلى الضو سليمان
الجمعة ٢٤ يناير ٢٠٢٥