منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

حديث السبت يوسف عبد المنان يكتب : *الفاشر تنتصر والمليشيا تحتضر!!*

0

حديث السبت
يوسف عبد المنان يكتب :

*الفاشر تنتصر والمليشيا تحتضر!!*


*هجمات الجنجويد على الفاشر عاصمة السلطان بلغت 171 !!!.*
*قصة شهيد وأبناؤه الثلاثة مجاهدون، وأرملته في صف البراء.*

1️⃣
قصص البطولات في التاريخ تروي دوماً من قبل المنتصر، وقصص الهزائم يرددها المحايدون، وحرب الكرامة التي تخوضها بلادنا الآن في مواجهة الأعداء بعدد الحصى، لم ولن يكتب عنها التاريخ القريب بمداد الصدق، لأن تغبيش الرؤيا التي تمارسها القوى الداعمة للملشيا، وهي قوى تملك المال وابواق الفضائيات والمواقع، وقد اشتري ال دقلو من أرض الله كل فاقد ضمير بائع نفسه. ولكن ماحدث أمس صباح الجمعة الثالث والعشرين من يناير عام خمسة وعشرين بعد الألفين في مدينة الفاشر عاصمة إقليم دارفور، لهي قصة جديرة بأن تروي للأجيال، لأنها قصة صمود شعب، وجسارة مقاتلين، انتصرت بالإرادة على السلاح والتقنية المتطورة التي حدث في إنتاج آلة الموت.
2️⃣
منذ شهرين لجأ عبدالرحيم دقلو الذي يتولى فعليا قيادة مليشيا الدعم السريع، بغياب قائدها عن دائرة الفعل، الا من بيانات مصطنعة من حين لآخر، وظهور باهت في الفضاء الإعلامي، بتقنية الذكاء الصناعي، واصبح بذلك عبدالرحيم دقلو الشقيق الأكبر لمحمد حمدان دقلو هو المخطط والمنفذ للحرب، وبعد أن استيأس من انتصار تحققه قواته، في المدرعات بالخرطوم، وإسقاط بابنوسة، والابيض، والاقتراب من شندي، فكر وقدر الرجل، ومعه الكفيل الإماراتي، والداعم السعودي، والأجير التشادي، في فصل إقليم دارفور عن السودان، ولم ولن يتحقق ذلك إلا باحتلال عاصمة الإقليم الفاشر، وفصل الإقليم عن السودان عمليا، وربطه بليبيا والإمارات وإرغام سكان الإقليم الأصليين من قبول الأمر الواقع، والاذعان لقوة الجنجويد. وقد نجحت دولة الإمارات في التبضع من الساقطين من أحزابهم ووضعهم كرموز صورية لنفي عنصرية الجنجويد، والقبول بالعيش تحت كنف دولة العطاوة، التي تشبه مشيخات الخليج، من حيث السيطرة الأسرية، على مفاصل الدولة. ولما وهنت قوات الدعم السريع، وأدرك شباب القبائل العربية عبثية الحرب، في دارفور وكردفان، زهدوا في القتال لصفها، وأنقسم حتى الرزيقات مابين موالين لآل دقلو، وبين مناصرين للشيخ موسى هلال، ومتطلعين لتنسيقية الرزيقات.
3️⃣
ولسد الفراغ الذي حدث في العشيرة الكبيرة، توجه عبدالرحيم دقلو إلى ليبيا، حيث الفوضى وغياب الإرادة، وسبقته حقائب تفيض بالدرهم الإماراتي لشراء مقاتلين، لصالح الدعم السريع، ونشط السماسرة في شراء الرقيق الأفريقي من السودانيين، والتشاديين، وقبائل التبو الليبية، التي تعاني القهر والاضطهاد، وفتحت مراكز لشراء الرقيق، وحدد للرأس الواحد خمسة الف دولار!!
*وفي أقل من ثلاثة أشهر تم إعداد أكبر قوة عسكرية في تاريخ أفريقيا بعدد 570 مركبة قتالية،* نصيب القرعان التشادين منها عدد 220 عربة مسلحة، وللقرعان ثار قديم مع قبيلة الزغاوة ولهم دوافع أخرى في السودان، غير الحصول على المال الإماراتي. والقرعان يحلمون بعودة ملكهم الضائع بالقضاء على الزغاوة في السودان، الذين كانوا وراء إسقاط حسين هبري وتنصيب إدريس دبي. والرئيس التشادي محمد كاكا يشعر بخطر القرعان على حكمه، لذلك سعي للزج بهم في حرب السودان للقضاء على شوكتهم، هناك وإذا انتصروا على الزغاوة والجيش في السودان ستشغلهم الغنائم عن السلطة في تشاد والمكون الثاني للقوة التي أعدها عبدالرحيم دقلو هم التبو وهؤلاء جاءت بهم المسغبة والفقر وبحثا عن المال الإماراتي. وتم منحهم مائة وخمسون عربة وبقية السيارات لابناء الرزيقات، وعرب آخرين من شمال تشاد، وجنوب الصحراء الغربية. وكان الهدف غير المعلن دخول الولاية الشمالية واحتلال مدينة الفاشر، وكانت أولى معارك الصحراء الأسبوع الماضي بمثابة قاصمة ظهر لتشتيت شمل أقوامٍ اختلطوا، ومع ضربات القوات الجوية والمعارك على الأرض من قبل القوات المشتركة شعرت القوات القرعانية انها تخوض معارك خاسرة، وانها بعد حصولها على السلاح والمال لاشان لها بسقوط الفاشر، أو بقائها، وأمس مع نشوب معركة الفاشر عادت مائة عربة من القرعان إلى الحدود التشادية وحاولت مليشيا الدعم السريع تعقبها وتجريدها من السلاح ولكنها وصلت الحدود لتواجه بالجيش التشادي الذي رفض دخولها الأراضي التشادية خوفاً من طموحاتها السلطوية بينما آثر التبو الليبيين، بعد المعركة الأولى، التراجع إلى داخل العمق الليبي. وترددت معلومات عن تخلص التبو من الأسلحة التي كانت محملة في عربات الدفع الرباعي ودخلت ليبيا في وقت اندفعت فيه بقية المليشيا نحو الفاشر من أربعة اتجاهات في وقت واحد وبدأت مليشيا الجنجويد السياسي والإعلامي من غرف القحاته في الترويج إلى سقوط وتحقيق نصف حلم القحاته بعد أن تعذر تحقيق كل مبتغاهم.
4️⃣
ومع بزوغ فجر الجمعة واجهت المليشيا رجالا يدافعون عن الأرض بشراسة وفراسة ونسور الجوية وإبطال معركة الكرامة الأوائل يرجمون السيارات التي بلغت تكلفتها أكثر من 250 مليون دولار أمريكي وهو مبلغ لايسوي شيئا لدولة الإمارات التي اشترت مسيرات من بلغاريا ومن الصين بمليار دولار أمريكي وانفقت مثله في شراء الرقيق من السوق الليبي وماان بلغت الشمس كبد السماء إلا وتقهقر الجنجويد وانتصرت القوات المسلحة والقوات المشتركة وزغردت حسان الفاشر وارتفعت الاكف بالدعاء في صلاة الجمعة حمدا لله على نعمته ونصره المستضعفين في الأرض ومرة أخرى يسجل التاريخ في صفحاته بطولات أهل دارفور ومرة أخرى تثبت القوات المشتركة انها كنز السودان الغالي ومصدر فخره وعزته، وأبناء دارفور لم يغوهم مال الإمارات، ولا سلاح ليبيا، ولا وعود ال دقلو، ولكنهم في كل يوم يناصرون الجيش وفي كل يوم ينتصرون.
5️⃣
في ظل الحرب والتدفق الإعلامي، واللهث وراء الانتصار، كثير منا، وكاتب هذه السطور لايعفي نفسه، من تقصير في حق من قدموا الأرواح فداءً لهذا الوطن، ونسجت اشلاؤهم دروب الانتصار، وغسلت دماؤهم دموع الأمهات، وقصص البطولة في واقع السودان اليوم، يجترها البعض في جلسات الإنس، ومجالس الأفراح، على قلتها ومجالس الاتراح على كثرتها، ونحن هنا نروي قصة أسرة سودانيه كلها ضحت من أجل هذا الوطن الوالد إبراهيم عمر إسماعيل، عبدالرحمن ضابط صف في جهاز الأمن والمخابرات أفنى زهرة شبابه في خدمة الوطن حتى قبل أن يصير وطنيين عمل الشهيد في المخابرات بمدينة جوبا وانتدب إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية وعاد ليتنقل مابين القضارف وكسلا والدمازين والابيض وبحري وعند نشوب حرب الخامس عشر من أبريل كان أول من لبى النداء وحمل السلاح وما إبراهيم عمر إسماعيل الا مثالا واحدا للتضحية والفداء والإيمان العميق بأن هذا الوطن يستحق أن نفديه بالأرواح، ونغسل حزنه بدموع الأمهات، ظل إبراهيم مقاتلاً في كرري من سركاب حتى الاحتياطي المركزي بأم درمان الذي شهد اشرس المعارك، وقدم فيه الرجال تضحيات كبيرة وفي الثاني والعشرين من أغسطس العام الماضي سقط الشهيد وارتقت روحة إلى علياء السماء، لم يفزع أبناؤه ونهض كبيرهم أحمد وحمل بندقية والده و التحق بفرسان جهاز الأمن والمخابرات، وظل في جبل سركاب يواجه في كل يوم رسائل المليشيا من دانات الاربجي والمدافع ١٢٠ والراجمات والفارس أحمد ثابت مثل جبل كرري، مؤمناً بقضيته ولكن الشهيد احسن تربية بنيه وترك من ورائه شباب أنقياء أتقياء حمل ابنه الآخر مهند السلاح، وهو الآن يقاتل ضمن المستنفرين في الخرطوم، اما الأرملة الصابرة حواء أحمد حماد فقد خرجت من بيت الحزن مسرعة الخطى وتدربت على حمل السلاح، وتعد الآن نفسها للالتحاق بفرسان لواء البراء ابن مالك تلك قصة أسرة سودانيه، مجاهدة بالفطرة، وقدمت شهيداً ومجاهدين، وأما صالحة وهذه الأسرة سليلة قبيلة كبيرة، في غرب السودان قبيلة الحوازمة اولاد غبوش، وهؤلاء أقل بطون الحوازمة انخراطا في الدعم السريع، وذلك للأثر الكبير لابناء القبيلة مثل الدكتور سعيد حبيب الله والدكتور عبد المحمود الصبيح والدكتور محمد بدر والأستاذ أحمد علي الفكي والأستاذ بشارة الحازمي وآخرين، يتواجدون في مناطق المليشيا ليس من الحكمة الإشارة إليهم ولكن اولاد غبوش من اشرف بطون الحوازمة وأكثر عددا واثرا ويطلق عليهم( غبشه عريضه) كناية عن تمددهم في نطاق واسع بكردفان رمالها َوجبالها وهم الاكثر تعايشا مع النوبه وتصاهرا، قبل أن تحملهم عصبية العطاوة والمليشيا على ركوب الصعاب، والدفع بهم لاتون حرب، لايعرف أحد منهم لها هدفاً، ولكن مثال واحد لهذه الأسرة المجاهدة يكشف زيف ادعاء أن هؤلاء يمكن وصفهم بحاضنة الجنجويد ..
✒️ يوسف عبدالمنان..
25 يناير 2025م

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.