منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

مقدم مهندس إبراهيم عبد الواحد يكتب : *الجيش السوداني : ملحمة الكرامة وعنوان العزة و الصمود*

0

مقدم مهندس إبراهيم عبد الواحد يكتب :

*الجيش السوداني : ملحمة الكرامة وعنوان العزة و الصمود*

في صفحات التاريخ، تنبض قصص الشعوب التي قاومت المستحيل وكتبت بدمائها معاني الكرامة. وفي أرض السودان، حيث النيل يجري كشريان حياة لا ينضب، وقف الجيش السوداني شاهدًا على عظمة أمة عصية على الانكسار. في معركة خُلدت في ذاكرة الوطن، حَق لها أن تحمل اسم *ملحمة الكرامة* ، أثبت الجيش أن الإرادة الصلبة تُحطم الحصار، وأن التضحية في سبيل الوطن أسمى معاني الوجود.

*قيادة تحت الحصار وصمود بلا حدود*

لم تكن معركة القيادة العامة مجرد حدث عابر في تاريخنا، بل كانت فصلًا أسطوريًا كتبه الجنود بدمائهم وعرقهم وصبرهم. تحت حصار خانق فرضته مليشيات مدججة بأحدث العتاد، وبينما كان العدو يظن أنه قاب قوسين أو أدنى من إحكام قبضته، انبثقت من بين الركام قوة لا تعرف الهزيمة.

لما يقارب العامين، صمد الجنود في مواجهة قاسية، حيث الحصار ينهش كل مقومات الحياة. الطعام شحيح، الدواء نادر، لكن الإيمان بالوطن كان زادهم الذي لا ينضب. تحت هدير المدافع ونيران الغدر، وقفوا، لا كجنود فحسب، بل كرموز للشجاعة والعزة. بعضهم فقد أطرافه، وآخرون أصيبوا بجروح أقعدتهم، لكن إخوتهم حملوا العبء عنهم، مقدمين مثالًا نادرًا للأخوة الحقيقية والوفاء.

*الحفر بالإبرة: فن المستحيل*

حين وصف القائد العام المنهج العملي للتعامل مع التحديات الذي أتقنه طوال خدمته في القوات المسلحة بأنه أشبه بـ *الحفر بالإبرة* ، لم يكن ذلك مجرد تعبير أدبي ، بل تصوير دقيق لتخطيط استراتيجي محكم. وسط ظروف مستحيلة، أعاد الجيش السوداني تعريف معنى الانتصار. كانت العملية درسًا عالميًا في الصبر والذكاء، حيث حول الجنود المستحيل إلى واقع، وأثبتوا أن الوطن لا يُحمى إلا بالثبات والتضحية.

*الكلية الحربية: مصنع القادة الرجال و عرين الأبطال*

من قلب الكلية الحربية السودانية، من المكان الذي ما فتئت تستهزء به و من منسوبيه أبواق و قادة مليشيا الدعم السريع المتمردة خرجت أجيال من القادة الذين غُرست فيهم قيم الشرف والانتماء. لم تكن الكلية مجرد مركز للتدريب وفقط ، بل كانت مصنعًا لصقل الرجال، حيث يُزرع في كل طالب حربي أن الدفاع عن السودان ليس واجبًا، بل أمانة مقدسة تُبذل في سبيلها الأرواح. هناك، يتعلم كل من انتسب لها أن الشجاعة ليست في العتاد فقط، بل في الإيمان بالقضية والاستعداد للتضحية.

*رسالة للعالم: السودان وطن لا يُقهر*

إن ما حققه الجيش السوداني في *ملحمة الكرامة* هو أكثر من مجرد انتصار عسكري. إنه رسالة للعالم أجمع أن السودان وطن يستحيل كسره، وأمة لا تُطأطئ رأسها. هذه الأرض التي أنجبت أبطالًا من رحم المحن، قادرة على مواجهة كل تحدٍ يفرضه الطامعون.

اليوم يقف السودان شاهدًا على قدرته الفائقة على تحويل المحن إلى انتصارات. من الفاشر إلى قلب الخرطوم، أشرقت شمس العزة على كل شبر من هذا الوطن. لن ينسى التاريخ أن هذه الأرض حُميت بأرواح رجال آمنوا بأن الموت في سبيلها حياة، وأن الشجاعة ليست في عدد الجنود أو قوة العتاد، بل في الثبات على المبادئ والإيمان بالحق.

*إرث خالد ودرس للأجيال*

اليوم، ونحن نستذكر تلك اللحظات العظيمة، نقف إجلالًا لجنود كتبوا بدمائهم قصصًا ستظل شاهدة على قوة السودان. *ملحمة الكرامة* ليست مجرد ذكرى، بل هي إرث خالد سيُروى للأجيال القادمة كدرس في الصمود والشجاعة. سيبقى الجيش السوداني رمزًا للعزة والفخر، وعنوانًا لوطن لا يُساوم على سيادته.

الله أكبر، ولله الحمد، فقد كتب جيشنا العظيم صفحة جديدة في تاريخ السودان، صفحة تحمل أسمى معاني التضحية والانتصار، لتظل راية الوطن خفاقة أبد الدهر. صفحة عنوانها النصر، وأبطالها رجال حملوا في قلوبهم الوطن، وصنعوا بدمائهم مجدًا يليق بعظمة هذا الشعب.

وما النصر إلا من عند الله .. نصر الله القوات المسلحة .. و حفظ السودان و أهله .. ولا نامت أعين الجبناء

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.