علي ادم احمد يكتب : *مسارات وإشارات*
علي ادم احمد يكتب :
*مسارات وإشارات*
حديث الامارات الاخير عن ضرورة حماية المدنيين بعد استهداف المليشيا بصورة مباشرة للمستشفى السعودي في الفاشر ودعوتها للطرفين بالتزام إعلان جدة وصفه بالوقاحة يبدو وصف مخفف ولا يتناسب مع كل الإجراءات العدائية التي تقوم بها هذه الدويلة اتجاه الدولة السودانية ومكوناتها الاجتماعية من قتل على الهوية وتهجير قسري في ظاهرة سياسية وعسكرية واجتماعية لم يعرفها العالم من تواطؤ سيظل وصمة عار في جبين الإنسانية ٠
لم يعد الحديث عن اتفاق جدة ممكنآ ولا واقعيآ ولا يخدم تحقيق السلام في السودان بعد كل هذه الجرائم والانتهاكات التي قامت بها مليشيا الدعم السريع والمرتزقة الاجانب في حق السودانيين والسودانيات الا في جزئية معينة تتعلق بالاستسلام ومحاكمات قيادات هذه المليشيا على كل جرائمها اي حديث غير الاستسلام تجاوزه الواقع الميداني والعسكري والسياسي إذ من غير المنطق والأخلاقي الحديث عن إجراءات سياسية مع المليشيا وشريكها السياسي تقدم في المستقبل ٠ القوات المسلحة بانتصاراتها الأخيرة على قطعان المرتزقة رسمت مسارات جديدة وواقع لا يمكن تجاوزه يمهد لحكومة تأسيسية وطنية للفترة الانتقالية التي تسبق الانتخابات واجراءاتها المتعلقة بتشكيل الهيئات والمفوضيات المنوط بها الإشراف على العملية الانتخابية ٠
هذه المسارات أصبحت واضحة لكل القوة السياسية والجماعات والحركات المسلحة التي تقف في صف دعم القوات المسلحة في معركة الكرامة الوطنية التي دفع فيها الشعب السوداني فاتورة باهظة ولا يمكن أن نعود للمربع الأول الذي سبق الحرب من مراهقة سياسية افتقرت لابسط مقومات العمل السياسي الحقيقي الذي يحمي الدولة من اختراق سيادتها وامنها القومي ٠
انتصارات القوات المسلحة المتتالية وضرباتها التي شتت كتل قطعان المرتزقة وفضحت مخطط الامارات الخبيث و ال دقلو واحزاب السفارات والمخابرات ارسلت إشارات واضحة للاقليم والعالم بأن القوات المسلحة السودانية تمتلك القدرة والمهنية على إفشال مخطط اختطاف الدولة السودانية رغم كبر هذا المخطط والدعم اللا محدود الذي وجده من الدول الكبرى في العالم من دعم بالسلاح والمرتزقة والغطاء السياسي والاعلامي الضخم رغم كل هذا استطاعت القوات المسلحة بعزيمة الرجال والصبر والايمان والإخلاص ان تفشل هذا المخطط الاجرامي ٠ هذه الإشارات استلمتها الكثير من الدول في الاقليم والعالم وفهمتها وعرفت تماما بأن من المستحيل أن تنجح في مساعيها الاجرامية واللا أخلاقية في تعاطيها مع الشأن السوداني ستشهد الفترة المقبلة تعديل سلوك معظم دول الاقليم ومنظماته التي شاركت العدوان على الدولة السودانية وستعمل على بناء ومد جسور للعودة وفتح علاقات جديدة لكن هذه المرة ستكون وفق رؤية المنتصر