منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

يوسف عبد المنان يكتب : *لماذا تكتمت السلطات على المرتزقة الأجانب* *اما قبل وأما بعد تحرير مصفاة واحدة بثلاثة أسماء*

0

يوسف عبد المنان يكتب :

*لماذا تكتمت السلطات على المرتزقة الأجانب*

*اما قبل وأما بعد تحرير مصفاة واحدة بثلاثة أسماء*


غادرت بنا عربة الزميل أحمد فضل مركز الشهيد مكاوي للإعلام العسكري بشارع الوادي بأم درمان بعد أن اتجهت سيارات بعض الزملاء إلى القيادة العامة واخترنا نحن ثلة زيارة المصفاة بتنظيم من إدارة الإعلام العسكري التي نظمت الرحلة إلى الإعلاميين القادمين من بورتسودان ومصر وقد عبر عن ذلك ضابط برتبة عقيد بلهجة حادة بأن هذه الرحلة الأولوية للقادمين من بورتسودان والقاهرة ومن ثم إذا وجدت مقاعد يمكن أن يذهب معهم آمثالنا من الإعلاميين والصحافيين المحليين في ام درمان وهؤلاء لم يجدون الاحترام والتقدير الا من الفريق ياسر العطا الذي ظل يعترف بدورهم ولكنا لاننتظر أن يجود علينا أحدا بحق من حقوقنا ولايملك شخصا مهما علا مقامه أن يحتقر ويسفه دورنا في دعم جيشنا وامننا وشرطتنا ركبت مع الزملاء في قناة الجزيرة وأخذت السيارة طريقها إلى المصفاة لمشاهدت ماحدث والاصغاء لرويات من حرروها وجعلوا الفرح يتمدد بطول البلاد وعرضها
ثلاثة أسماء ومصفاة واحدة
من مظاهر اختلافات السودانيين العميقة فشلهم حتى في الاتفاق على اسم أكبر مصفاة لتكرار النفط في البلاد بلغت تكلفة إنشائها نحو مائة وخمسون مليار يوان صيني فالمصفاة رسميا في الأوراق الحكومية والتعاملات الخارجية هي مصفاة الخرطوم ولكن بعد احتجاجات أهالي المنطقة أطلق عليها اسم مصفاة الجيلي وفي سنوات القحط التي أعقبت سقوط الإنقاذ خرجت منطقة قرى التي تقع المصفاة في أراضيها ورفعت أصوات الاحتجاج عاليا وحتى يكسب حميدتي أرضا وحواكير في منطقة سكانها الأوائل هم العبدلاب وبعد اعتصام سكان المنطقة وإغلاق المصفاة لعدت ايام تم تغير اسم المصفاة إلى قري ولكن في الأوراق الرسمية ظلت مصفاة الخرطوم هي الاسم المعتمد؛؛
السؤال لماذا جاء الدعم السريع إلى المصفاة؟؟ ومتى تمركز هناك؟ بطبيعة الحال ظل الدعم السريع يتمدد في المناطق الاستراتيجية بالخرطوم منذ أن جعل البشير منه القوة التي ظن انها ستحميه من نوائب الزمان وغدر الرجال قبل أن يغدر به حميدتي ويبيعه في سوق الإمارات وبسقوط البشير وتعاظم دور حميدتي الأمني والسياسي والاجتماعي في البلاد خطط الرجل للأمساك بعنق المرافق الاستراتيجية ومحاولة ميراث جهاز الأمن والمخابرات بعد نجاحه في حل هيئة العمليات ومثلما وضع حميدتي أقدامه على معسكر سركاب بأم درمان لوضع مطار وادي سيدنا تحت بصره ومرمي نيرانه احتضن حميدتي أكبر معسكر لقوة ضاربه في الشرطة الاحتياطي المركزي من خلال تمركزه في معسكر طيبه وجاء حميدتي بقواته لمعسكر القوات الخاصة بمنطقة قرى ليضع التصنيع الحربي بين يديه ولذلك مثلما كان القصر محاطا بجنود المليشيا والإذاعة والتلفزيون بيده لم يجهد قائد المليشيا نفسه كثيرا وهو يحتل المصفاة

اجانب وعملاء
تعتبر منطقة الجيلي وقلعة القوات الخاصة في الجبال من المقرات التي استخدمتها مليشيا آل دقلو في خنق العاصمة الخرطوم ونسبة للموقع الحصين بين الجبال وتأثير الاستراتيجي علي أمن الخرطوم ونهر النيل والشمالية والبحر الأحمر وضعت المليشيا ثقلها العسكري في الجيلي وقرى ومددت وجودها في مناطق وواسي وهي خمسة قرى يبلغ تقدير تعدادها بخمسة الف مواطنا وهي مسقط رأس الزميل الإعلامي الكبير عادل سنادة وبسطت المليشيا يدها الباطشة لتضرب استقرار الأهالي البسطاء وترغمهم علىَ النزوح قسرا من أرض أجدادهم كما ارغمت سكان منطقة السقاي التي تعتبر من مناطق نفوذ ال المهدي حيث حدائقهم الغناء والمنطقة كل الخبراء العسكريين من ضباط ليبين واماراتيين وتشاديين وروس وقال مصدر من العاملين في المصفاة انهم ظلوا يتعايشون مع المليشيا ولكنهم يبعدونهم عن الأجانب المتواجدين في مقر التصنيع الحربي ولايخرجون الا في حراسات مشددة والان تتكتم السلطات عن مصيرهم ولايعرف هل قتلوا في المواجهات العسكرية التي اندلعت منذ أسبوعين ام تم تهريبهم تحت جنح الظلام إلى منطقة شرق النيل ومن هناك إلى دارفور عبر خزان جبل أولياء الذي تركته السلطات لتقديراتها مفتوحا ويوميا يهرب الآلاف عبره إلى النيل الأبيض وكردفان

كيف أشعلت النار في المصفاة؟؟
الرواية الأقرب للواقع جاءت على لسان احد العاملين في المصفاة وهي أكثر تماسكا من روايات عديدة باعتباره من شاهد على ماحدث ويقول الشاهد أن المصفاة كانت بها كميات مهولة من البنزين والجازولين والغاز ومن نشوب الحرب بدأت المليشيا في سرقة ونهب الوقود وعاونها على هذا النهب بعض العناصر داخل المصفاة ممن ارشدوهم إلى كيفية تفريغ المخزون من الوقود في التناكر الكبيرة ويوميا تتم سرقت نحو عشرة تناكر من الوقود والقوات المسلحة تصطاد التناكر التي تسير عبر شارعي التحدي والطريق الدائري لتلبية احتياجات المليشيا من الوقود حتى حلول سبتمبر الماضي حيث نفد البنزين وتبقى الجازولين الذي لم ينفد الا الشهر قبل الماضي ومع بداية الحصار الذي فرضته القوات المسلحة على المنطقة من جهتي الجنوب والشمال بدأ الضباط يتسللون خلسة ويتركون جنودهم يواجهون جيشيا لاقبل لهم به ويوم الأحد الماضي احكمت القوات المسلحة سيطرتها على كل الطرق المؤدية إلى المصفاة فكرة المليشيا في حرق المصفاة والاستفادة من ظلال الحريق والهروب إلى شرق النيل والمصفاة تتكون من عدد من الوحدات مثل الفرز والتكرير وخزانات الخام التي تم ضربها بمدفع كورنيت أمريكي ليتدفق الخام الأسود على الأرض وتقدر سعة الخزان الذي تم ضربه بمضادالدبابات بنحو 65 الف برميل وسال الخام على الأرض وعادت المليشيات واشتعلت النار في الخام من خلال قازفة لهب واشتعلت النيران في المصفى ولاتزال النيران مشتعلة حتى الآن ولا وجود طبعا لعربات إطفاء مثل هذه الحرائق واستفادت المليشيا من انبعاث الدخان الكثيف وتسللت إلى شرق النيل مخلفة من ورائها القتلى وبعض الجرحي ومع اقتحام القوات الخاصة إلى مقرات المليشيا خلعوا الكاكي ولبسو البلدي وهام بعضهم في القرى وتاه آخرين في الأرض شبه الصحراوية شرق المصفاة وتناثرت جثث الجنجويد بين الطرقات في انتظار دفنها الذي بات فرض عين على أهل السودان اكراما للميت وقد بدأ الجنود في دفن الجثث وتلك أخلاقيات هذا الجيش العملاق الذي أثبت أنه لايقهر بالسلاح
ونواصل

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.