خارج النص يوسف عبد المنان يكتب : *مجزرة صابرين*
خارج النص
يوسف عبد المنان يكتب :
*مجزرة صابرين*
بعد يوم من خطاب قائد المليشيا الذي توعد فيه بضرب مناطق محددة في الفترة القادمة وقال انه تحدث مع قادة مليشته وحدد لهم المطلوب منهم نفذت أمس قوات حميدتي ماطلبه منها إلا وهو ضرب المدنيين الذين وصفهم بأصحاب الامتيازات التاريخية ولأن المليشيا تنفذ مايصدر إليها صوبت صباح أمس مدفعيتها الثقيلة من غرب ام درمان الي اكبر أسواق العاصمة الآن سوق صابرين الذي يرتاده أصحاب الامتيازات التاريخيه وهم عثمان صاحب الفرن البلدي وحليمة بائعة الطعميه ونصرالدين الجزار وعمر بائع الكرشه والعفشه والكوارع والنور صاحب الدرداقة وشطه بائع الموز وسيداحمد بتاع المساويك وكوكو ماسح الاحزية كل هؤلاء من المستفيدين من دولة سته خمسين مما يستوجب قتلهم وسحقهم وافنائهم من الحياة بسلاح دولة الإمارات العربية المتحدة التي تسعى لتوطين الديمقراطية في السودان والحكم الأسرى والملك العضوض في أبوظبي اكثر من خمسة وسبعون قتيلا حتى كتابه هذا المقال وأكثر من مائة وخمسون جريحا جميعهم من المدنيين من لايبكي عليهم باكي ولا يدين قتلهم مجلس حقوق الإنسان ولا يعرفهم مجلس الأمن ولا مبعوثي أمريكا وبريطانيا وهو يزرفون الدموع لرجل واحد وجد مقتولا في منزله بأم روابه ولايعرف من القاتل ولماذا قتل ولكن قتلى وجرحى صابرين لابواكي عليهم لأنهم ليسوا من فصيلة الإنسان
منذ اندلاع الحرب لم تعيش ام درمان ي يوما حزينا وداميا مثل ماعاشت نهار ومساء أمس السبت وقد بكت المدينة من أقصاها لادناها وغضبت القوات المسلحة على هذا الحدث الجبان ورأيت في عيون المقاتلين الشرر يتطاير ومن الضباط غضبا مكتوما في الصدور ومن المجاهدين عزما على تحرير ماتبقى من ام درمان قبل حلول رمضان والاقتصاص من قتلى صابرين اليوم او غدا والفرسان على أبواب سوق ليبيا لكن المليشيا لا تصمد في وجه الرجال في الميدان ولكن تحارب بسلاح الجبن والعار من وراء المدينة ترسل الدانات لتحصد الأرواح وكيف لا تفعل ذلك والأحزاب البائسة من بقايا الحرية والتغير تصفق لقائد المليشيا كلما تحسس جيبوبه المنتفخة بالمال الإماراتي نظر ماتبقى من الحرية والتغير لا لعيون سيدهم ولكنهم ينظرون بانكسار إلى حركة يده في جيبه
رحم الله شهداء سوق صابرين وجفف دموع الباكيات من كل أحياء ام درمان الموعودين حسب توجيهات حميدتي بالقتل والسحل لأنهم من أصحاب الامتيازات التاريخية انا لله وانا اليه راجعون