منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

محمد التجاني عمر قش يكتب : *في ذكرى الأستاذ العريفي*

0

محمد التجاني عمر قش يكتب :

*في ذكرى الأستاذ العريفي*

أتحفني الأخ العزيز أسامة سليمان بمقالات كتبها زملاء الأستاذ والرسام المعروف سليمان جاد الله العريفي في ذكرى رحيله وقد قرأتها والفيتها لوحات فنية في حد ذاتها.
هذه المقالات هي صور فنية تزينها الرسومات المتفردة التي ابدعتها ريشة الفنان الراقي الوالد سليمان جاد الله العريفي رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة و جعل البركة في عقبه وذريته ومن واجبنا تجاهه أن نجمع هذه الإبداعات في معرض دائم بأسمه تخليدا لذكراه العطرة وسيرته العامرة. لقد كان العريفي معلما مخلصا لفنه وعمله وثقافته الخاصة والعامة وفتح نفاجا لمحبي الخيل والفروسية ليجدوا في لوحاته كل ما يبهج النفس ويشرح الصدر لأنه عشق الخيل واستخدم ريشته بذوق فني نادر فصورها بكل الأبعاد والألوان فكانت لوحاته ملهمة لأجيال متعاقبه من تلاميذه وزملائه على حد سواء وذلك ديدن المبدع العبقري المرهف الذي يسكب كل إحساسه وشعوره في رسوماته حتى تكون علامة فارقة في الساحة الفنيةوالثقافية بشكل عام.

الراحل سليمان العريفي كان يتمتع بقدر من الأبوة جعل منه شخصا ينال تقدير كل من تعامل معه عن كثب أو حظي بأن يكون أحد طلابه، فهو ابن بيئة تزخم بالقيم والترابط وخرج من صلب أرومة متحضرة كانت لها اسهامات كبيرة ومشهودة في تاريخ السودان ولا تزال فقد كان منهم سمية القائد الفذ سليمان العريفي الذي تبوأ منصب حاكم عام السودان في عهد التركية السابقة ومنهم الإداري المعروف عبد الله العريفي الذي نشر التعليم في ربوع دار الريح بافتتاح مدرسة خور جادين الأولية ومدرسة المقنص وغيرها من صروح التعليم الأولى في مجلس ريفي دار حامد فتخرجت فيها كوادر مقتدرة كان لها القدح المعلى في بث الوعي في وقت مبكر في تلك الديار. ومنهم الدكتور العريفي الذي كان أحد أساطين جامعة الخرطوم واستطيع القول إن فضل هذه الأسرة قد عم كل ربوع السودان وامتدت أياديهم البيض خارج حدود الوطن العزيز حيث عمل بعضهم في دول الجوار وساهم في نهضتها. يضاف إلى ذلك الصلات الواسعة التي نشأت بين أسرة العريفي وبعض العائلات المرموقة على أمتداد التراب السوداني فصار لهم رحم حيثما حلوا.

الأستاذ سليمان جاد الله العريفي عمل في مؤسسات تعليمية رفيعة منها مدرسة خور طقت الفيحاء وجامعة إفريقيا وكلية الفنون الجميلة حيث درس على يديه طلائع الرسامين الذي تخرجوا فيها وبثوا ابداعاتهم عبر الفضاء الفني الواسع.
ورغم كل الشهرة التي حازها إلا أن الراحل سليمان العريفي لم يتنكر لبيئته في ديار أهلنا العريفية في منطقة دار حامد بل ظل مرتبطا بها وجدانيا حيث كان يزورها كل عام فيقف على مراتع صباه الباكر في بارا والمرة والحاج اللين وليس هذا فحسب بل كان حريصا على التواصل مع شباب وشيوخ هذه المنطقة فكان كثيرا ما يدعوهم إلى داره العامرة في إم درمان لمناقشة قضايا المنطقة وهمومها بعد تقديم القرى لضيوفه.
عمنا سليمان العريفي ربطتني به علاقة خاصة ملؤها الود والإحترام والتقدير ولم تنقطع تلك الصلة حتى رحل عنا إلى الدار الآخرة نسأل الله له الرحمة والمغفرة والعتق من النار.

4 /2/ 2025

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.