خارج النص يوسف عبد المنان يكتب : *حسن وحسين!!*
خارج النص
يوسف عبد المنان يكتب :
*حسن وحسين!!*
انهم فتية آمنوا بوطنهم وزدناهم هدى توئمين جاوا إلى الدنيا من رحمين مختلفين وجمعتهم مؤسسة القوات المسلحة وبعيدا عن الأضواء وفي صمت شأنهم كل ضابط انتمي لهذه المؤسسة التي لاتعرف غير العطاء والتضحيات والفداء ولكن عند المحن والشدائد والنار تصهر معادن الرجال وكانت محنة الحرب الحاليه قد عرت رجالا من كل لبس يستر عوراتهم وكشفت عن مخازي آخرين ولكن حسن وحسين كانا رجلين مختلفين أحدهما في بابنوسة القمير واخر في نيالا البحير وبين المدينتين قصة وتشابه في المعاني واختلاف في المباني عرف الشعب السوداني حسن قبل حسين وكان حسن درمود يقود مع اللواء معاوية الفرقة ٢٢بابنوسة التي تمثل واحدة من فرق الجيش حديثة التكوين ومحدودة التسليح والعتاد ولكن يقاتل الرجال لا السلاح ومع الهجمة الأولى التي( خلعت) أصحاب القلوب الضعيفة استهدفت المليشيا العقيد حينها حسن درمود وبعثت إليه عشيرته من المسيرية وجاء الناظر مختار بأبو بخيله وخيلائه وطلب من حسن درمود أن يبيع الفرقة الثانيه والعشرين ويقبض الثمن ويخلي المنطقة مثلما بيعت دماء الشباب رخيصة في الدبيبات من قبل ضابط رخيص ورفض حسن درمود بشرف وكبرياء وعزة نفس وإكتمال مروؤة أن يخون القسم ويتكسب من دماء رفاق الدرب وقال كلمته الشهيرة لاسماعيل حامدين ومختار بأبو بشير عجيل إذا لم تغادروا الفرقة الآن ستصعد أرواحكم للسماء وأمر جنوده بالاستعداد للقتال ومنذ تلك اللحظة التاريخية الفارقة ظل درمود يقاتل المليشيا ويصد هجماتها حتى بلغت خمسين هجمة وهو ثابت مثل جبل ابو تولو وراكز لايابه بالتهديد والوعيد حتى ياس التمرد من بابنوسة كما ياس الكفار من أصحاب القبور
اما حسين جودات فتلك قصة مختلفة لهذا الشاب نحيل الجسد والشجاع حد التهور والواثق من نفسه لدرجة الغرور بعسكريته وبعد أن دفن قائده اللواء ياسر فضل الله بيده حمل راية الفرقة ١٦نيالا في وضع بالغ الخطورة وظل يقاتل بإمكانيات محدودة جدا ويواجه سيل جارف من المتمردين يقودهم عبدالرحيم حميدتي وكانت القوات المسلحة حينها ينقصها الذاد والعتاد والطيران والزخائر حتى نفد مخزون السلاح وخرج حسين جودات وفي قلبه حسرة وفي عنقه وعدا قطعه على نفسه بالعودة لنيالا البحر ولو محمولا على آلة حدباء وكان خروجه من نيالا عن طريق معسكر كلمة بطوله ووصوله الضعين مغامرة لضبابط كان ملا السمع والبصر ولكنه الآن يمتطي عربات الركاب وفي يده كيس( أبكر ارح) حتى بلغ النهود والدبة ووادي سيدنا ومابين جراح النفس والجسد تعافي حسين وكان إصراره كبيرا على جمع جنوده ولملمت صفه واستعادة فرقته التي احتلتها المليشيا ووقف الفريق شمس الدين كباشي مع حسين جودات وأعاد إليه الثقة وهاهو الرجل الفارس يقود تحرير كرفان مع قادة آخرين في الطريق إلى نيالا البحير غرب الجبيل
قصة حسن درمود وحسين جودات هي واحدة من ملاحم هذه الحرب وكيف تنتصر الأخلاق والقيم على عصبية القبيلة ومثل وجودهما هزيمة معنويه للتمرد الذي كان يسعى لتنميط كل القبائل العربية في كردفان ودارفور واقتيادها بعصبية العطاوة واحلام ال دقلو السلطانية وتسخير هذه القبائل لخدمة مشروع ليس مشروعهم فاسقط حسين وحسن في يد العنصريين وغلاة القبليين مؤامرة كبيرة كانت تستهدف هذه المكونات قبل استهداف الدولة المركزية