منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

زاوية خاصة نايلة علي محمد الخليفة *اتفاق جدة.. تابوها مَمَلحة قَرُوض ماتلقوها*

0

زاوية خاصة

نايلة علي محمد الخليفة

*اتفاق جدة.. تابوها مَمَلحة قَرُوض ماتلقوها*


كحال جيل اليوم كان لرجل ثلاثة من الأبناء كل واحد منهم يحمل هاتفه الذكي ويدخل عالمه الخاص فينعزل تماما عن الواقع حتى أنهم ذات ليلة شتوية ووالديهما في سفر دخل زائر الليل مع ساعاته الأولى صال وجال في الدار بإطمئنان وخرج يحمل المسروقات وهو يدندن ولم يكتفي بذلك بل ترك لهم رسالة على الطاولة (شكراً على الخدمة التي منحتموني إياها فلولا وجودكم في عالم موازي لما أحسنت إختيار المسروقات ).

ذات يوم أقام والدهما وليمة مصغرة في بيته ودعا لها زملاء العمل حيث صار الغداء جاهزاً والكل أخذ موقعه في السُفرَة فدخل على أبنائه ليلحقوا بالركب فنادى عليهم لا أحد يجيب ، أدمغتهم مبرمجة مع أجهزتهم فخرج إلى زوجته وطلب منها أن لا تترك لهم في المطبخ مايسدون به رمقهم إذا جاعوا عقاباً لهم وامرها بتوزيع متبقى الوليمة للجيران فأكرم ضيوفه ثم أصطحبهم في رحلة الوداع إلى الباب وأخذ سريره ومفرشه مع بوابة الشارع وعندما شعر الأبناء بالجوع تحرك أصغرهم إلى المطبخ فلم يجد حتى فتات الخبز الجاف ونظر إلى المخرج فإذا بالأسد ينام على البوابة ويتوسد عصاه فعاد من حيث أتى يحمل الخبر السيء لإخوته ( يا أصحابي الليلة كاتمة كاتمة قفلة طرشاء لا اكل في مطبخ لا أكل من بره ) وكان والدهما يراقب التحركات ففاجئهما بقوله “تابوها مملحة قروض ماتلقوها” الليله تاكلوا تلفوناتكم فناموا وهم يتضورون جوعاً.

من الواضح أن الجيش السوداني تعامل مع مليشيات آل دقلو الإرهابية بهذه النظرية فمنحها في السابق الفرص والسوانح لكي تعود إلى بيت الطاعة إلا أنها طغت وتجبرت وأخذتها العزة بالنفس فتمددت في الأرض تبطش بيدها وبأقدامها ، تقيأت وتبولت فوق رؤس المواطنين تحت شعار الحكم المدني واستعادت الديمقراطية ومحاربة دولة 56 هكذا يرددونها افراد وجنود المليشيا دون معرفة كالببغاوات.

تتداخل المنابر والدعوات للحوار والوفود تتقاطر على بورسودان وكذلك الإتصالات والحكومة تمد حبل الصبر وترد بالإيجاب مع الإصرار على تنفيذ مخرجات إتفاق جدة الذي نص على خروج المليشيا من الأعيان المدنية ودور المواطنيين ، إلا أنهم يصرون على البقاء لعلمهم أنهم أضعف من أن يواجهون الجيش في الميادين المكشوفة ، الآن الآن المليشيا تصرخ وقادتها الميدانيين مابين الهلاك والتسليم والجيش وضع ملف ولايتي سنار والجزيرة خلف ظهره بعد أن مزق المليشيا واحل بها الهزيمة واحكم الطوق على الخرطوم بمعنى أن الجيش أخذ المبادأة والمبادرة بيده وطبق مخرجات جدة بالقوة الجبرية وكأن قادة الجيش السوداني يحررون خطاباً من عبارة واحدة للمليشيا ( أبيتوها مملحة ، قروض ما لقيتوها) قيم أوفر. ..لنا عودة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.