محمد أحمد عبد السلام يكتب : *اونطجية قحط والشغلة المجوبكة *
محمد أحمد عبد السلام يكتب :
*اونطجية قحط والشغلة المجوبكة *
*في القرية عندنا شاب أونطجي لذيذ كدا.. اها أيام الدعم السريع متقدم يجي لشباب الحلة يقول ليهم بخبث: “الرجال جاينكم.. عاد أركزوا بس بعدين.. جيشكم الشايفاه عيني دا ما بحلكم”. ويوم القوات المسلحة تحقّق انتصار يطلع من بيته بدري مستحمي ولابس تشيرت الجيش وتسمعه مشغل الجلالات الحماسية.. ما تقول دا الزول الأمس شغال حرب نفسية وإرهاب ومفتون بجبروت الجنجويد وبطشهم!*
*لذّة الشاب دا وبراعته مش بتكمن في إنه بتحرّك بين النقائض؛ إنّما البراعة في إنه تبنيه للموقف ونقيضه بتم خلسةً وبإحترافية عالية دون أن ينتبه له جمهور القرية؛ حالة من التقمّص الرهيب.. بدون شوشرة أو أداء مُرتبك على المسرح؛ يعني يصبح مسلمًا ويمسي كافرًا ويصبح كافرًا ويمسي مسلمًا بسلاسة مُبهرة؛ حتى دون أنْ يشعر به أحدًا!*
*القحاتة لو ادوني أضانهم وسمعوا كلامي.. نجيب ليهم الود الحريف دا يعمل ليهم ورشة. التليب بين المواقف دا ما ساي يا قحتوتي منك لوه؛ أحسن واحد يجينا متلب في بل بس فجأة ويقوم كاسر رقبته.. وعليها كمان بهدلة وبشتنة وكتابة بوستات على شاكلة “لوطني وللتاريخ” على طريقة ابراهيم الشيخ.. وقبل ما البنج يمشي فينا.. نلقاها اتمسحت!*
*بعدين لعلمكم.. الود متواضع جدًا؛ يعني حتى ما طارح رقبته على إنه داهية العرب، بل حتى ما منتبه لإنه موهوب وحرباء بالفطرة!*
*حقيقة واحدة من مشاكلي مع قحت هي الرداءة، والخمج، والشغلة المجوبكة، والحيل المفضوحة التي لا تنطلي على أكثر الأطفال غباءً. يعني أسي لو كانوا زي ولدنا البسرق الكحل من العين المنجض شغلته دا كان نصفق ليهم على الكورة السمحة والأداء البارع. لكن رداءة وموقف مخزي! ما بتجي والله.*