د. احمد عيسى محمود عيساوي : *عشر سنوات*
د. احمد عيسى محمود عيساوي :
*عشر سنوات*
عيساوي (٠١٢١٠٨٠٠٩٩*٠٩٠٦٥٧٠٤٧٠)
والحرب في خواتيم فصولها بالعاصمة وبحر أبيض، والطريق ممهد لعودة كردفان ودارفور تماما. قد كثُر هذه الأيام الكلام عن الفترة الإنتقالية المقبلة (تسميتها – مدتها – الفاعلون في مشهدها). لذا نقترح تسميتها بالفترة (التأسيسية) وذلك لحاجة البلاد للتأسيس من الأول في كل النواحي: السياسية والاجتماعية والاقتصادية… إلخ، لأن الحرب قضت على الأخضر واليابس. أما مدتها فليكن مقترح تقزم وهي في قمة (قلة أدبها) هو المناسب، عندما اقترحت لفترتها (الإنتقامية) وقتها مدة ما بين (١٠-١٥) سنة، فهذه الفترة على أقل تقدير كافية لوضع حجر الأساس لعملية التأسيس. أما الفاعلون بلاشك هم العسكر، لأنهم ببساطة (أقتلعوا) الدولة من (خشم تمساح) اليسار عندما وضعها في جزيرته الإطارية. وبكل تأكيد في نهاية المطاف لابد من عودة العسكر للثكنات، ولكن هذا لا يتم إلا بعد وصول الأحزاب لسن الرشد، فحتى اليوم – إلا مَنْ رَحِم ربي – مازالت في المهد صبيا. ولكي نخرج من الدائرة المغلقة (عسكرية – إنتقالية – ديمقراطية) لابد من وضع قانون جديد للأحزاب يلبي طموحات الشارع المتمثلة في التداول السلمي للسلطة عبر صندوق الناخب. وهذا القانون يجنبنا صندوق الذخيرة الذي ظل طيلة عمر الدولة السودانية عنوانًا لها. وخلاصة الأمر إن لم يكن هناك تغير في الأهداف والوسائل لبناء دولة المستقبل التي يتساوى فيها كفتا الميزان (الحقوق والواجبات)، وحسم جدلية الهوية المتنازع عليها حتى اللحظة ما بين العروبة والإفرقانية، والدستور الدائم، يكون حالنا كجمل العصارة (الدوران عكس عقارب ساعة التحول المرتقب وفي مسار واحد)، وحينها لنستعد لحروب قادمة أكثر شراسة من التي نتابع فصولها المأساوية الآن.
السبت ٢٠٢٥/٢/٨
نشر المقال… التبشير بسودان جديد.
المصير المجهول
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي (٠١٢١٠٨٠٠٩٩*٠٩٠٦٥٧٠٤٧٠)
أقر قادة ميدانيون ومستشارون للمرتزقة بالهزيمة، وعلى سبيل المثال لا الحصر: الماهري عمر جبريل في تغريدة له يعترف بالهروب من الخرطوم تحت ضربات الجيش الموجعة. ليؤكد القوني دقلو ذلك بقوله: (مساء اليوم بتوقيت السودان، وفي محادثة مع أخي عبد الرحيم طالبته فيها بانسحاب القادة الميدانيين من وسط الخرطوم وشرق النيل والاتجاه إلى المكان الذي اتفقنا عليه). وبناء عليه يتابع الشارع فيديوهات بالميديا للدعامة الهاربين من جحيم الخرطوم أمام بوابة كبري جبل أولياء. وحقًا (الله يمهل ولا يهمل). لقد دخلوا بمئات العربات القتالية للعاصمة وقتها. واليوم يخرجون منها بمئات لُعب أطفال. إذن إبرة البرهان حولت الخرطوم (لفأس حلبي) بالنسبة لهم. هؤلاء العالقون بمئات العربات المشفشفة يحلمون بالوصول لدارفور، ولكن هيهات فقد قال الجيش كلمته (كما كنت). وخير للعالقين الاستسلام، وأي محاولة تعني الموت إما بسلاح الجيش أو انتقام المواطن البسيط منهم (كما تدين تدان). المضحك في الأمر حُلم القوني بوصول المقاتلين لدارفور لمواصلة تهوره ضد الشعب. ورأفة به لجهله بالواقع الميداني تماما، يجب أن نصب عليه ماءً باردًا من ثلاجة البرهان على رأسه حتى يعي الحقيقة. وسط الخرطوم وشرق النيل الخارج منها (مجغوم) والمختفي فيها (مبلول). وليس هناك منطقة وسطى ما بين (الجغم والبل). عليه نؤكد لذلك المعتوه بأن الجيش هو من يحدد مكان انسحاب (القمامة)، وليس هو كما يدعي. واستباقًا للأحداث ووفقًا لتوقعات المشهد سوف يرى الشعب الهاربين بعد اليوم من الخرطوم حفاةً عراةً راجلين يتسولون الناس لقمة العيش ما بين حواري وأزقة العاصمة أو القرى المحيطة بالعاصمة من نواحي: الشرق والغرب والجنوب. وخلاصة الأمر رسالتنا للشارع السوداني ألاّ يضع عصا الترحال بعد، لأن هناك فئة باغية وضالة (تقزم) مازالت تنخر في منسأة الوطن الجريح، لذا دفنها مع توأم روحها اليوم يمثل جزء أصيل من معركة الكرامة، ومن ثم لنبدأ معركة بناء الوطن التي لا تتحمل (طنين) ذلك الذباب التقزمي مجددًا.
الجمعة ٢٠٢٥/٢/٧
نشر المقال… يعني ركم الخبيث بعضه فوق بعض ضريبة وطنية.