وقل اعملوا د/عبدالله جماع *رئيس الوزراء المطلوب هو( القوي الامين) وليس الافندي القديم!!*
وقل اعملوا
د/عبدالله جماع
*رئيس الوزراء المطلوب هو( القوي الامين) وليس الافندي القديم!!*
منذ ان حُسم من قبل المجلس السيادي وبتوافق مع اشواق ورغبات الشعب السوداني موضوع تعيين رئيسا لمجلس الوزراء. حتي استعر سوق البورصة السياسي وارتفعت حمي البازارات المهنية والمؤهلات الاكاديمية العليا كما نشط الاعلام الاجتماعي في صنفرة وتلميع ما يود لهم الظفر بهذا المنصب السيادي المرموق. فلا قدحا او ذما منا او اعتراضا علي كل من يأنس في نفسه الكفاءة ان يدخل او يشترك في هذا المارثون السياسي. ولكن بشرط ان تنطبق في الذي يتقدم الي هذه( الوظيفة) المرموقة الشروط التالية ، وذلك حسب المواصفات و المنهج الذي رسمه لنا نبينا الكريم حينما بعث الصحابي الجليل ( معاذ بن جبل) واليا علي اهل اليمن. فعقد له الرسول صلي الله عليه وسلم.(Interview) ليس لشك فيه او في مقدراته الذاتية او الايمانية حاشا لله فهذا صحابي جليل ومن البدريين ومن كبار الصحابة كذلك.وحينما ساله رسولنا الكريم في هذا ال(Interview) بم تحكم يا معاذ هل كان لدي الرسول صلي الله عليه وسلم شكا فيه وفي المنهج الذي به يحكم اهل اليمن من غير القرأن والسنة. كلا ثم كلا. وانما اراد صلي الله عليه وسلم ان يضع لنا منهجا واضحا في كيفية الاشحاص الذين يمكن توليتهم المواقع الحساسة والتي تحتاج لمواصفات دقيقة وتمحيص شديد. كما يجب عدم( افتئاتها) او تبعيضها حتي لا تضيع حقوق العباد ويستشري الظلم والفساد وينفرط زمام الحكم وادارة الدولة. ولكن اراد عليه الصلاة والسلام ان يضع لنا منهجا دقيقا نلتزمه في كل الاحوال و الحالات . ففي تقديرنا هذا هو المقصود من اسئلة النبي عليه السلام لسيدنا معاذ. فليس كل شخص قادر علي اداء اي عمل يكلف به، مهما كانت مؤهلاته العلمية.(فكل انسان مسخر لما خلق له) . اذ ليس كل من يحمل شهادات عليا في مجاله بالضرورة ان يكون اداريا او تنفيذيا او سياسيا بارعا و ناجحا ايضا في مواقع اخري . وبهذه المناسبة لقد اوضح نميري عليه الرحمة والمغفرة ذات مرة في مقابلة معه انه استوزر عددا كبيرا من حملة الشهادات الاكاديمية العليا( دكتوراة ومافوق) ولكنهم خدعوه . ونحن هنا لانقر بمفردة( خدعوه) هذه ولكننا نؤكد انهم فقط قد فشلوا في خارج اطار اكاديمياتهم التي كانوا متفوقين فيها وهو ما يثبت ان النجاح ليس مقرون بالشهادات العليا فحسب وانما شخصية الفرد هي العنصر الاساسي وسر النجاح. ورأينا ايضا كيف ان المرحوم نميري قد استوزر ابان فترة حكمه عدد 24 وزيرا من حملة الدكتوراة ومافوق و جميعهم من جامعة واحدة بل ومن كلية واحدة فقط. وبعدها (حدث ماحدث). هذا تأكيد بأن اسباب النجاح في المواقع الادارية العليا والتنفيذية عموما ليس كله هو شهادات ومؤهلات عليا. ولذا يجب التفريق بين (الكفاءة) و المتمثلة في المؤهلات والقدرات الاكاديمية وبين (الفاعلية) والتي تعتبر هي محور وسر النجاح.حيث ان كل ( فعال ناجح) وليس كل(كفؤ ناجح). وسر نجاح الفعَال هو اقترانه (بالقوة وبأمانة التكليف) بينما اسباب فشل كثير من الاشخاص الاكفاء هو ضعف الشخصية واهتزازها عند اتخاذ القرارات المصيرية والتي تتطلب قوة الارادة واستقلاليتها. مما يعني القوة والامانة معا. في حين انه لاتعني القوة المطلوبة في كل الاحوال هي القوة الجسمانية ولا حتي الامانة هي عدم الاعتداء علي حقوق الغير وحسب . فموقف سيدنا موسي عليه السلام، مع بنتي سيدنا شعيب جسد لنا معني القوة والامانة معا. اما القوة الجسمانية فتمثلت في ازاحته للصخرة التي كانت تحول من وصول بنتي شعيب اللتان لا حول ولاقوة لهما للحصول علي الماء لسقياهم وانعامهما واما القوة الادارية فتمثلت في اتخاذ قرار ازاحة الصخرة وفي وقته المناسب لاغراض انسانية واجتماعية بحتة. فقوة ارادة سيدنا موسي عليه السلام وجرأته في اتخاذ القرار الصائب والمكلف يعكس القدرة في اتخاذ القرار الصعب في الوقت المناسب و حسب التقديرات الشخصية بعيدا عن التردد و اللجلجة او الخوف . وهو اهم مايجب ان يتحلي به متخذ القرار في اي زمان و مكان. وهو ذات موقف سيدنا موسي عليه السلام مع بنتي سيدنا شعيب.حينما وجدهما عند مورد الماء عطشي دون الاخرين، فمهما كان السبب هل هو شرعيا منعا للاختلاط ام اداريا لتنظيم طريقة الشرب نسبة للزحمة والاكتاظ ام بسبب قفل بئر السقيا بصخرة نهائيا كما ذكر بعض المفسرين، بحيث لا يستطيع تحريكها من مكانها الا مجموعة من الرجال الاشاوس الاقوياء. وفي نفس الوقت امامه فتاتين ضعيفتين لا حول لهما ولا قوة. فلم يتردد سيدنا موسي في اتخاذ قرار ازاحة الصخرة من فم بئر الماء ليسقي لهما.اذن مسألة نجاح الشخص المناسب في مكانه الاصلا مناسب لا تتوقف فقط عند كونه (تكنوقراطيا) او مستقلا وانما يجب شمولها كل جوانب حياته منذ الصغر ومدي تحمله لاعباء التكليف وتفاعله مع محيطه الذي نشأ فيه وهو يافعا . اذ لا يرجي من شخص طيلة فترة طفولته وشبابه لم يشارك باي عمل ما ليتعلم منه فن القيادة وتحمل المسئولية وهو صغيرا ثم يأتي بعد ذهاب جل عمره لمكان القيادة وصناعة القرار. فمهما حمل من مؤهلات فأنه لا محالة سيكون نصيبه الفشل. وصدق الاستاذ حسين خوجلي حينما ( حذر) من تنصيب الافندية لرئاسة مجلس الوزراء دون اعتبار للذين هم وسط الجماهير ومعهم في ( الحارة والباردة) فهؤلاء هم الاولي بتقدم الصفوف واعتلاء المواقع العليا في الدولة لانهم هم وحدهم الاكثر ادراكا واحاطة بقضايا البلاد والعباد والاكثر جرأة في تحمل المسئوليات والاقرب للنجاح في ادارة مايسند اليهم من اعباء. دون اولئك الافندية الذين امضوا جل اعمارهم ولم يجربوا يوما كيف تكون الادارة رغم مالديهم من مؤهلات. فهم مجرد افندية ولا ( يُجرب المجرب) ولقد جربهم المرحوم نميري ، والتجربة ابلغ برهان. فأبحثوا عن توظيف ( الفعّال حتي تنصلح لكم امور دنياكم وابتعدوا عن الافندي ولو اعجبتكم مؤهلاته)..وكفاية تكرار اخطاء.!!
01125315079
Jamma1900@hotmail.com