د. محمد صالح إبراهيم الشيخابى يكتب : *نون و القلم*
د. محمد صالح إبراهيم الشيخابى يكتب :
*نون و القلم*
(( نون ..و .. (القلم ) .. و .. ما يسطرون .. )) صدق الله العظيم .. القلم أداة الكتابة .. نون حرف.. و التصاق الحروف مع بعضها يكون الكلمات ..ثم .. الجمل المفيدة ..ثم السطور ..حسنا ً الله يقسم بما شاء من مخلوقاته .. فما هي الحكمة ها هنا إذ يقسم الله بحرف .. وقلم .. و أسطر في كتاب .. نجد ذلك جليا ً في جواب القسم … – لو تفكرنا – ..((ما أنت بنعمة ربك بمجون)).. الله سبحانه و تعالى هنا يلفت انتباهنا إلى نعمة (( الكلمة)) .. نعمة الحروف .. نعمة القراءة والكتابة ..((نون)) لوحدها .. هكذا .. هي مجرد حرف .. لايكاد يعني شيئا ً .. و لكن عندما تلتحم معه عدة أحرف اخرى لتكون كلمة ما ..ثم تتحد هذه الكلمة مع أخريات لتكون الجمل و السطور والكتب ..هنا يصبح للأمر طعم آخر ولون جديد حتى لو كتبت هذه الحروف بورق البردي أو على جدران المباني القديمة الأثرية .. !! ((و ما يسطرون)) الله يقسم بفعل البشر في تنسيق الأسطر اذ هداهم لهذا بفضله و نعمته .. بالكلمة قرأنا فعرفنا أسرار الدنيا و الآخرة .. بالحروف التى نظمناها نحن البشر بجانب بعضها فكوننا الجمل المفيدة و الأسطر والكتب والمجلات فعرفنا نواميس الكون و خفايا الطبيعة .. بالقلم والحروف و الكلمات والسطور..درسنا تاريخ الانسانية و طريقة عيش أجدادنا .. بالحروف و الأسطر و الكلمات درسنا علوم الطب و داوينا آلام الانسان .. بالحروف والأسطر والكلمات درسنا الهندسة فأنشأنا المصانع و الأجهزة والمركبات و بنينا ناطحات السحاب..بالحروف والكلمات درسنا طبيعة الأرض والنبات و عالجنا علل التربة وآفاتها فاخضرت الحقول بإذن الله .. بالحروف و الكلمات والأسطر درسنا الآداب والعلوم والثقافات ..فنشأت الحضارة الانسانية و ترقت و تكاملت علومها حتى صرنا لما نحن فيه اليوم وهي تزدهي في أبهى صورها .. وصار ((الكي بورد ..)) يكاد يوكن بديلا ً عصريا ً للقلم .. ولازال الحرف هو الحرف .. والكلمات هي الكلمات و الأسطر شاهدة بل حافظة لكل الحضارة والمعارف والعلوم و الآداب الانسانية .. آمنت بالله …
د. محمد صالح الشيخابي..