الفاضل فرح الشريشابي يكتب : *السودان والعالم نحو رؤية أستراتيجية (2)*
الفاضل فرح الشريشابي يكتب :
*السودان والعالم نحو رؤية أستراتيجية (2)*
فواعل النظام الدولي..نقصد بها تحديد تلك التكوينات السياسية والاقتصادية الرئيسية التي تؤثر علي الدولة السودانية..وتهدد وحدته وتماسكه الاجتماعي..وأستقراره السياسي…وبشكل عام فإن هذه الفواعل تنقسم الي نوعين:
اولهما : الدول وهي دول فاعلة ومهيمنة علي النظام الدولي منذ قرن علي الاقل ..
وثانيهما : فواعل احدث تتمتع بدرجات مختلفة من الاستقلالية عن الدول وتؤثر فيها أحيانا وأهمها المنظمات الدولية بنوعيها الحكومي وغير الحكومي والشركات الدولية والمؤسسات الاعلامية والمالية..
الدول:-
أن تحديد الدول الرئيسية في النظام العالمي يطرح عدد من المشاكل نظرا لتعدد المعايير التي يمكن تبينيها لتحديد تلك الدول…وهنالك صعوبةِ في تحديد المعايير..حاول كليفورد جيرمان أقامة مقياس كمي يتضمن.. المساحة والسكان والقوة الصناعية والعسكرية ووصل في النهاية الي أن امريكا وروسيا وبريطانيا والصين والمانيا قوي عظمي..ولاحقا حددت معايير الدخل القومي القوة الاقتصادية من قبل هيرمان كان..وتم تحديد القوي العظمي من امريكا وروسيا واليابان المانيا فرنسا الصين..وتعددت الدراسات حول قياس عناصر قوة الدولة..ووصلت الي نتائج واحدة مع بعض الفروقات الطفيفة..وفي كل الحالات فإن المركز الاول والثاني من نصيب امريكا وروسيا..مع اختلاف في الترتيب الصين المانيا. الاتحاد الاوروبي….
أن السؤال الذي يطرح نفسه هل سيظل تعبير القوي العظمي حكرا علي امريكا وروسيا ام ان هنالك قوي صاعدة سوف تنافسهما في المكانة؟؟ الصين دولة صاعدة بقوة لدرجة أن أمريكا تعتبرها مهدد لامنها القومي…
إضافة الي الدول فإن هنالك فواعل أخري تشارك في ادارة النظام العالمي وتمارس نفوذا سياسيا واقتصاديا وهنالك نوعين من هذه الفواعل.
المنظمات الدولية والمؤسسات الاعلامية والمالية والشركات دولية النشاط..مثل الامم المتحدة والاتحاد الافريقي ومنظمة الصحة العالمية..فقد حدث نمو هائل في أنشطتها وبالرغم من التدهور النسبي لمنظمة الامم المتحدة وازدياد ضعفها نتيجة لتحدي أمريكا لقراراتها ونزوعها المستمر لحل المشكلات الدولية خارج أطار المنظمة ومحاولة أبتزاز المنظمات المتفرعة منها عن طريق سحب المساهمات المالية..وتظل القضية الفلسطينية خير مثال لهذا الأمر..وموقف أمريكا من محكمة العدل الدولية.
أما المؤسسات الاقتصادية..البنك الدولي.. صندوق النقد الدولي..فبعد مقاومة أستمرت طويلا من قبل دول العالم الثالث..للهيمنة التي كانت يمارسها البنك الدولي وتدخله في الشؤون الداخلية للدول.
فقد بدأت دول العالم الثالث وتحت الحوجة الاقتصادية تدريجيا في القبول بالشروط المفروضة عليها من قبل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي…
وهنالك فاعل جديد ويشمل الدول التي يزداد فيما بينها الاعتماد المتبادل وتتشابك مصالحها الاقتصادية والمالية..بحيث تضطر للدفاع عن مصالحها.. ..وهنالك مؤوسسات أعلامية دولية تساهم في تشكيل الراي المحلي والدولي سلبا أو ايجابا وهي لا تتمتع بحيادية أو مهنية وعرضة دائما للابتزاز من صاحب المال والنفوذ وأصبحت فاعل رئيس في تشكيل وأسقاط الحكومات..
أين موقعنا في هذا العالم المتشابك..والمتقاطع المصالح.. علي ضوء ماسبق.
وأين نقاط قوتنا..وفرصتنا للحصول علي مقعد امامي..