*رحل الغمام …فاروق* كتب حامد عثمان حامد
*رحل الغمام …فاروق*
كتب حامد عثمان حامد
نهاية تليق برجل شجاع ومقدام ومبادر ..سطرها اليوم ومضى شهيدًا يوم الجمعة وفي العشر الأواخر من رمضان .
السمة التي لازمته طيلة معرفتي به هي (المبادرة ) دائماً ما تجده مهموما بمشروع مهني او اكاديمي او اجتماعي لكن أبدا لا يحدثك عن ذاته ومشاغله الخاصة كان الوطن همه والإعلام ميدانه .
فاروق متسامح للحد البعيد لا يعرف الخصام ولا حتى الغلظة في الحديث واشهد الله ما سمعت صوته مرتفعا بل حاضر الحكمة شديد الاتزان يسعى إلى الصلح بين الخلان .
فاروق يبذل جهده ووقته لكل من يطلبه إلى عمل خير او نداء واجب ، تجده حاضرا في كل الملمات قل ان تسبق فاروق إلى عزاء او تفقده في ساعة فرح مع احبابه وهم كثر من كل الأطياف فقد كان ماهرا في جعل الكل معه في خط التوافق والإخاء .
لا يعرف الناس ان المجموعة التي اعادت الروح لتلفزيون السودان بعد محاولة الجنجويد إزهاقها كان لفاروق نصيب القيادة دون منصب والمسؤولية بلا قرار ..والإدارة بدون معينات …دفعه احساسه الوطني فتحرك وملأ الفراغ من ايام الحرب الاولى و إلى لحظة استشهاده كان يسد ثغرته باسماً في وجه الردى ومقبلا لملاقاة ربه في اعظم الايام وابرك الأشهر.
بفقد فاروق انفرط واسطة عقد لا اقول لمجموعة واحدة ولكن لعدة مجموعات تشاركنا فيها نتبادل الأفكار والطرائف والاحلام …كل واحد منا سيلوذ اليوم بركن قصي ويناجي أخاه فاروق بدمع سخين ودعاء متصل لعزيز كانت سيرته بيننا عنوانها (رب اخ لك لم تده امك ).
سلام لفاروق في الخالدين واللعنة على الجنجويد وحلفاءهم وداعميهم إلى يوم الدين.