منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي
آخر الأخبار
‏البعد الاخر د. مصعب بريــر يكتب : *الصحة السودانية .. تكريم فى زمن الفشل المقيم ..!* تقرير اسماعيل جبريل تيسو : *فضحتها جماعة التغيير المعارضة،، استهداف بن زايد للسودان ،،،، المؤامرة م... *مدير جامعة أم درمان الإسلامية يصدر قراراً بتشكيل لجنة عليا برئاسة البروفيسور نائب المدير لاعادة إعم... ابوبكر يحيي حبيب الله يكتب : *الجزيرة عام ٢٠٣٠م* *توحد القيادات لمستقبل اجيالنا* *القبلية والجهوية... في بطولة النصر الكبري : *نهر النيل تتصدر مجموعة كسلا والوزيرة حواء تهدي رباعية المنتخب لوالي نهر الن... رأس الخيط عبدالله اسماعيل يكتب : *الفريق أول مفضل.. الصمت الذي امضى من الكلام !!* *قرية الشاوراب بشرق الجزيرة تكرم اللواء ركن بابكر التاج* الشاوراب : خالد توير أفق جديد توفيق جعفر يكتب *قراءة في خطاب الحركة الإسلامية السودانية : (٣/٣) ماهي مسببات تداعي تجربة...  أفق جديد  توفيق جعفر يكتب: *رأسمالية القضارف المتوحشة ..!!* *الأهلي القاهري يقيل كولر* رياضة: عبد العليم مخاوي

رأس الخيط عبدالله اسماعيل ~سري وشخصي~ *رسالة خالصة من أجل السودان العظيم* *إلى السيد رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان*

0

رأس الخيط

عبدالله اسماعيل

~سري وشخصي~
*رسالة خالصة
من أجل السودان العظيم*

*إلى السيد رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان*

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

نهنئكم بتحرير رمز السيادة الوطنية. وبينما تتقدم القوات نحو إتمام معركة التحرير، يظهر بوضوح أن المسار العسكري وحده لا يكفي لتحقيق الاستقرار والسلام. النصر الحقيقي يتطلب *مشروعًا سياسيًا وطنيًا جامعًا* ينهض بالسودان نحو الغد المشرق الذي يطمح إليه أبناؤه.

*قوى “قواسم” وبرامج إلهاء قيادة الدولة*

إن القوى السياسية المسماة ب”قواسم” والتي تشغلكم اليوم بمشاوراتها ومقترحاتها الخاوية، هي ذاتها التي فشلت في خلق حراك سياسي يوازي سطوة قوى الحرية والتغيير (الإطاري). وهي ذاتها التي ما فتئت تهرول إلى أديس أبابا للاجتماع بالاتحاد الإفريقي والإيقاد، وما كان بحوزتها سوى أجندات شخصية ضيقة لا تحمل في جعبتها مشروعًا وطنيًا حقيقيًا. إنها قوى كل همّها الوصول إلى السلطة عبر بوابتكم، دونما قدرة على إعداد رؤية تهدف إلى إعادة بناء الوطن على أسس صحيحة، وفاقد الشيء لا يعطيه.

هذه القوى السياسية العاجزة لم تكن يومًا مهيأة لتقديم برنامج وطني بحجم دولة مثل السودان. إنها مجموعات سياسية صغيرة تفتقر إلى الجماهيرية والفكر، وتتخذ من الصفقات السياسية طريقًا للوصول إلى الحكم. لقد حاولت هذه القوى استغلال الأزمات واستثمار حالة الاضطراب لتحقيق مكاسب آنية، لكنها لم تستطع يومًا أن تقدم مشروعًا جامعًا يتجاوز الأطر الشخصية الضيقة.

*التحدي الأكبر: مشروع وطني جامع*

ما زال الشعب السوداني ينتظر منذ عام 2018 عودة الحياة الطبيعية. فالشباب بين مهاجر ومنسي، بينما تزخر البلاد بقدرات هائلة كفيلة بجعلها دولة عظيمة إذا تم توظيفها بشكل صحيح.

يجب أن يُبنى السودان العظيم على أساس مشروع وطني شامل، يقوم على مشاركة كل القوى السياسية الحية، وكل الفاعلين من أبناء الشعب دون إقصاء. حتى أولئك الذين سلكوا طرقًا أخرى، إذا تابوا وأخلصوا، فمرحبًا بهم. إن بناء الدول لا يحتمل ضيق الأفق، ولا يسمح بالثأرات السياسية.

من ذلك المشروع الوطني الشامل يجب أن يُفصل دستور جديد، وتُبنى مؤسسات وطنية قوية، ويُؤسس نظام سياسي يعبر عن طموحات السودانيين كافة، نظام يقطع الطريق على النزاعات التي أهلكت البلاد عقودًا طويلة.

*معايير النجاح والبناء الصحيح*

اجعلوا هذه الحرب هي الحرب الأخيرة في السودان، واقطعوا جذور العنصرية بدءًا بالقيادات، ثم انشروها بعد ذلك في المؤسسات وبين الناس جميعًا. فالوطن لا يُبنى بالحقد والكراهية، بل بالتسامح والعدل والشجاعة في مواجهة الأخطاء وتصحيحها.

أولئك الذين حملوا السلاح ودافعوا عن الوطن بإخلاص، وقدموا أرواحهم فداءً لسيادة البلاد، هم أولى بالمسؤولية من غيرهم. ليس مكافأة لهم، بل لأنهم أثبتوا صدق انتمائهم واستعدادهم للتضحية في سبيل هذا الشعب.

يجب ألا يتكرر سيناريو الاتفاقيات الفارغة التي تحاول إحياء قوى سياسية عقيمة بلا أحزاب حقيقية على الأرض. ليس من الحكمة أن يُمنح أي امتياز سياسي دون تفويض شعبي حقيقي.

لقد أثبتت التجارب السابقة أن منح القوى السياسية امتيازات دون أسس قانونية لا ينتج عنه سوى مزيد من الفشل والانقسام. وكان اتفاق قوى الحرية والتغيير السابق مثالًا صارخًا على ذلك؛ قوى لم يكن همّها سوى التخلص من القيادة العسكرية وحل الجيش الوطني لصالح المليشيا، بدلًا من وضع برنامج عملي يعالج أزمات البلاد.

*حوار سوداني شامل حقيقي*

ادعُ كل القوى السياسية الحية، وكل الفاعلين في المشهد الاجتماعي والثقافي والفكري، إلى حوار سوداني جاد يتجاوز المجاملات والاجتماعات الشكلية التي تنعقد الآن في بورتسودان ومناطق أخرى. حوار يهدف إلى وضع أسس حقيقية لمشروع وطني جامع وطموح، وليس صنع اتفاق إطاري جديد قد يورد البلاد دركًا أسوأ مما نحن عليه الآن.

إن الشعب السوداني يريد دولة آمنة مستقرة، تتوفر فيها خدمات الصحة والتعليم والحياة الكريمة. دولة تطبق معايير الجودة في البناء، وتتجنب أخطاء الماضي التي يدفع الشعب ثمنها يوميًا موتًا وتشريدًا ولجوءًا.

لا تستمعوا إلى تجار السياسة الذين يزينون لكم فكرة التفويض عبر سماسرة مفلسين سياسيًا. أنتم في مجلس السيادة مفوضون من الشعب، ولستم بحاجة إلى تصديق من جهات تدّعي امتلاك ما لا تملك.

*تطهير البلاد وتعزيز الثقة*

المعركة لم تنتهِ بعد. تنتظرنا تحديات أخرى في كردفان ودارفور لتطهير البلاد من أعداء الوطن. وهذا يتطلب تعزيز التعاون مع كل مكونات قوات معركة الكرامة. هؤلاء الأبطال الذين صمدوا في وجه المؤامرات وأفشلوا مخططات التمرد، يستحقون كل التقدير والدعم.

اجعلوا خطابكم السياسي موجّهًا نحو الوحدة الوطنية، واجتثوا العنصرية من جذورها. قولوا للشعب السوداني بوضوح: “لن نسمح بإشاعة أي حديث عنصري، ولن نسمح بأن تُذبح وحدتنا على مذابح الفتن”.

*بناء السودان الذي نحلم به*

*سيادة الرئيس،* إنكم اليوم تحملون على عاتقكم أمانة عظيمة، أمانة لن يُعفيكم منها التاريخ، ولن يتجاوزها المستقبل.

ابنوا السودان الذي نحلم به. سودان العدل والسلام والمواطنة الحقيقية. سودان يرتفع فوق جراح الماضي، ويؤسس لمستقبل لا مكان فيه للأحقاد.

انظروا إلى المستقبل بعين القائد الذي يؤمن بأن هذه الأرض تستحق الأفضل. اجعلوا من النصر العسكري نصرًا سياسيًا، ومن انتصاركم على التمرد انتصارًا على العابثين السياسيين، وعلى كل من يحاول تمزيق هذا الوطن.

*هذه فرصتكم ليخلد التاريخ أسماءكم كقادة عظماء بنوا دولة عظيمة. فلا تسمحوا للمتآمرين والسماسرة أن يسرقوا منكم هذا المجد.*

الجمعة 21 مارس 2025

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.