د. اسماعيل الحكيم يكتب: *شهداء الإعلام في معركة القصر لن تموت الحقيقة ولو متنا دونها ..*
د. اسماعيل الحكيم يكتب:
*شهداء الإعلام في معركة القصر لن تموت الحقيقة ولو متنا دونها ..*
على أعتاب القصر الجمهوري، حيث كتب التاريخ سطوره بحبر الدم والتضحية، سقط شهداء الإعلام المدنيون والعسكريون معاً ، واقفين في الصفوف الأولى جنباًالي جنب مع المقاتلين ، فإنهم لا يحمون الوطن بالسلاح وحده، بل بالكلمة وبالصورة و بالحقيقة التي أرادت المليشيا المتمردة طمسها تحت ركام الفوضى والدعاية السوداء.
لم يكن ما فعله شهداء الإعلام في معركة القصر حدثًا عابرًا وتغطية مجردة من نبل القضية وسمو الهدف ، بل كانت ملحمة لم يسبقهم إليها أحد في الصدق والمهنية الحاذقة ، إذ خرجوا إلى الميدان يحملون أرواحهم رخيصة على أكفهم في سبيل الله ، غير آبهين برصاص الغدر ولا بأدوات القمع، مدركين أن للكلمة ثمنًا وللحقيقة ضريبة وللوطن دين في أعناق الأوفياء ، فكانوا على استعداد لدفعها كاملة، حتى آخر نفس.
وإذا حمل الجنود البنادق دفاعًا عن الأرض والعرض، فإن شهداء الإعلام حملوا كاميراتهم وميكروفوناتهم، موثقين للنصر لحظة وقوعه وزمن حدوثه ، ناقلين صوت الوطن الصادق في زمنٍ امتلأ بالزيف والتضليل. ففي الوقت الذي كان فيه الخونة يختبئون خلف الشاشات يديرون حملاتهم السوداء من غرف مغلقة، ويبثون الأكاذيب وينسجون الشائعات، كان إعلاميو الميدان يكتبون الحقيقة بالدم من قلب الحدث من القصر الجمهوري رمز السيادة والكرامة في بسالة قل أن توجد في زماننا هذا .
وهذه ليست مجرد جريمة واستهداف ، بل محاولة بائسة لإسكات صوت الوطن الحر الأبي . وإنها رسالة واضحة إلى كل منظمات حقوق الإنسان، التي تدّعي الدفاع عن الحريات والحقوق فأين أنتم من هذه الانتهاكات الصريحة؟ وأين مواقفكم أمام استهداف الإعلاميين بدم بارد؟ أم أن المبادئ تُكال بمكيال المصالح فقط ؟ والحقوق تُنتقى وفق الأهواء؟
إن دماء شهداء الإعلام ستظل شاهدة على من خان ومن ضحّى ، ومن باع ومن دافع. وستبقى كاميراتهم المكسّرة وعدساتهم التي تناثرت على تراب القصر الجمهوري شواهد على عهدٍ قطعه الأحرار على أنفسهم لن تموت الحقيقة، ولو متنا دونها. رحم الله فاروق الزاهر وإخوانه ..وعهدنا إليكم لن تسقط رأية الحق الإعلامية ولن ينكسر قلم كل حر وشريف ..والدرب دربكم والطريق طريقكم ..
_Elhakeem.1973@gmail.com_