منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

حديث العقل عبدالبديع المكابرابي يكتب : *شدُّ المئزر*

0

حديث العقل
عبدالبديع المكابرابي يكتب :

*شدُّ المئزر*


في تاريخ الأمم، هناك لحظات فاصلة تُسطَّر بماء الذهب، ويقف فيها الأبطال موقفًا لا يليق إلا بأهل الشجاعة والوفاء. واليوم، يسطر الجيش السوداني فصلًا جديدًا من مجد متجدد، يحقق فيه الانتصار تلو الآخر في غالب المحاور، مُعيدًا للوطن هيبته وللأعداء درسًا في الصمود والإرادة الصلبة.

الجيش السوداني تاريخ من البطولة

لم يكن الجيش السوداني يومًا إلا حصنًا منيعًا ضد كل من يحاول المساس بوحدة البلاد وأمنها. فمنذ الاستقلال، ظل الحارس الأمين للتراب الوطني، حاملًا راية العزة والكرامة، ومقدمًا الشهداء فداء لوطن لا يرضى بغير السيادة والاستقلال. واليوم، يواجه جيشنا تحديًا خطيرًا، لكن بأسه اشتد وعزيمته لا تلين، يرد كيد المعتدين، ويثبت أن السودان لا يؤخذ غدرًا ولا يستباح ترابه.

الانتصارات في غالب المحاور رسائل القوة والحسم

معركة الجيش السوداني ضد ميليشيا الدعم السريع لم تكن مجرد مواجهة عسكرية، بل كانت معركة بين مشروع الدولة وسيادة القانون من جهة والفوضى والعمالة من جهة أخرى. واليوم، نرى كيف أن قواتنا المسلحة تحقق انتصارات متكررة في غالب المحاور، سواء في الخرطوم أو دارفور أو كردفان، مستعيدة المواقع، وداحضة الأباطيل، مؤكدة أن الباطل مهما انتفش لا بد أن ينهزم أمام الحق.

تحرير القصر الجمهوري استعادة رمزية الدولة وهيبتها

ومن بين الانتصارات الباهرة التي حققها الجيش السوداني، يأتي تحرير القصر الجمهوري ليكون شاهدًا على صمود الأبطال وإعلانًا بأن الدولة لن تخضع لمليشيات الفوضى والتخريب. القصر الجمهوري ليس مجرد مبنى، بل هو رمزية السيادة والكرامة الوطنية، وعودته إلى أحضان الوطن تعني عودة الهيبة والنظام والاستقرار. لقد دنس لفترة من الزمن بأقدام الخيانة، لكنه اليوم يعود ليكون منارة للحكم الرشيد ودليلًا على أن السودان يحكمه رجاله الأوفياء لا العصابات والمرتزقة.

توتي والمناطق المحررة نصر يتجدد

كما شهدت توتي ومناطق أخرى تحررًا من دنس المليشيا، حيث سطر الجيش السوداني هناك ملاحم بطولية، مؤكدًا أن السودان لن يكون مسرحًا للفوضى، وأن كل شبر من أرضه سيعود إلى أحضان الدولة. تحرير هذه المناطق ليس مجرد استعادة للأرض، بل هو انتصار للكرامة وإثبات أن العدل سيعلو، وأن كل محاولات الفتنة مصيرها الفشل.

شدُّ المئزر المرحلة القادمة تتطلب الثبات

لقد دخل الجيش السوداني مرحلة الحسم، وهو اليوم أمام مسؤولية تاريخية تتطلب مزيدًا من الصبر والتخطيط والصلابة. فلا تراجع ولا مساومة مع المتمردين، بل تقدم مستمر حتى يطهر الوطن من شرذمة العمالة والارتزاق. المرحلة القادمة تتطلب شد المئزر، أي الاستعداد التام، وإحكام القبضة على مفاصل البلاد، ومواصلة الضغط حتى يتحقق النصر الكامل.

رسالة إلى الشعب السوداني

إن هذه الحرب ليست حرب الجيش وحده، بل هي حرب كل سوداني حر يرفض الفوضى والدمار. لذا، فإن الوقوف خلف الجيش ودعمه معنويًا ولوجستيًا واجب وطني لا يقل أهمية عن القتال في الميدان. يجب أن يدرك الجميع أن هذه ليست مجرد معركة عسكرية، بل هي معركة وجود، معركة تثبيت السودان كدولة مستقرة ذات سيادة، لا تتحكم فيها أجندات خارجية ولا تحكم بالمرتزقة.

ختامًا لا غالب إلا الله

إن الانتصارات المتتالية للجيش السوداني ليست محض مصادفة، بل هي نتاج إرادة صلبة وإيمان بعدالة القضية ووعي بطبيعة المعركة. الأيام القادمة تحمل المزيد من البشائر، والجيش مستمر في تطهير السودان من كل من يحاول المساس بأمنه واستقراره. وكما قال الله تعالى:

“وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ” [الحج: 40]

#شد_المئزر #الجيش_السوداني #تحرير_القصر #معركة_الكرامة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.