منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

كوداويات محمد بلال كوداوي يكتب : *الدكتورة الشهيدة هنادي، ابنة الفاشر، هل تعرفونها*

0

كوداويات
محمد بلال كوداوي يكتب :

*الدكتورة الشهيدة هنادي، ابنة الفاشر، هل تعرفونها*


كانت تقف شامخة كرمزٍ للصلابة والإنسانية في خضم الصراع الدائر في السودان.

تتجاوز قصتها الأدوار التقليدية للمهنيين الطبيين، لتصورها كبطلة متعددة الأوجه، مُكرسة لخدمة شعبها.

لا شك أن الدكتورة هنادي، بصفتها طبيبة، قد لعبت دورًا حاسمًا في علاج الجرحى، مقدمة العزاء والرعاية في وجه العنف. بيد أن رأفتها امتدت أبعد من حدود واجباتها الطبية.

إن فعلها المتمثل في طهي الطعام للأطفال يسلط الضوء على تعاطفها العميق والتزامها برعاية أضعف أفراد مجتمعها، موفرة لهم ليس فقط الغذاء بل أيضًا بصيصًا من الأمل في ظروف قاسية.

علاوة على ذلك، فإن قرار الدكتورة هنادي بحمل السلاح دفاعًا عن أرضها وعرضها يؤكد على الشجاعة الاستثنائية والإحساس بالمسؤولية الذي تجسده. ففي مواجهة عدوان ميليشيا دقلو ومن يُزعم أنهم يدعمونها، اختارت أن تقاوم بنشاط، واقفة متضامنة مع شعبها لحماية حياتهم وكرامتهم.

كان نبأ إصابتها في الهجوم الأخير يثير قلقًا عميقًا،

ثم جاءت شهادتها…

و ابان اصابتها الموجعة و قبل استشهادها كنت قد كتبت مقالا دعوت فيه بالشفاء لها و العافية قلت فيه :
( ونحن نشارك في التعبير عن أصدق تمنياتنا لها بالشفاء العاجل والكامل. اللهم يا شافي يا معافي، نسألك بعظيم لطفك وكرمك أن تمن على الدكتورة هنادي بالشفاء العاجل الذي لا يغادر سقمًا. اللهم اشفها شفاءً تامًا من كل ألم وداء، وقوها وعافها لتعود إلى أهلها ومجتمعها وهي في أتم الصحة والعافية. اللهم احفظها واجعل ما أصابها رفعة لها في الدنيا والآخرة. آمين يا رب العالمين. إن وصفها بأنها قدوة النضال و “شرف السودان” و “بطلة معركة الكرامة” يعكس التأثير العميق لأفعالها والتقدير الكبير الذي تحظى به.)

لكنها رحلت…. بطلة…

إن تفاني الدكتورة هنادي في الشفاء والرعاية والدفاع عن مجتمعها قد جعلها مصدر إلهام حقيقي.

كانت قصتها بمثابة شهادة على قوة الروح الإنسانية في مواجهة الشدائد والالتزام الثابت للأفراد الذين يخاطرون بحياتهم من أجل رفاهية الآخرين.

ندعو لها بالقبول و الجنة مع الصديقين و الشهداء

*محمد بلال كوداوي*

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.