رهاب رهاب هكذا تولد الأفكار العظيمة د . محمد خير حسن محمد خير يكتب.. *كيفما تكونوا يولي عليكم*
رهاب رهاب
هكذا تولد الأفكار العظيمة
د . محمد خير حسن محمد خير يكتب..
*كيفما تكونوا يولي عليكم*
بعد الانتصارات العظيمة التي حققتها القوات المسلحة والقوات المساندة لها واستعادة عدد من الولايات من المليشيا المتمردة بدأت رحلة العودة الي الديار من الداخل والخارج … فمن الخارج بدأت رحلات يومية منتظمة من مصر وعدد من الدول بعضها في شكل مبادرات وطنية وبعدها تفويج مدفوع القيمة … ومن عجب … يمعّن أصحاب النفوس المريضة في استغلال النازحين عند النزوح والنفوس ملأي بالمرارات والآلام وهو استغلال في جانب من جوانبه من بني جلدتنا وهي اخلاق تعودنا عليها بل استمرئَ كثير من السودانيين استغلال ظروف الحرب فقفذوا بالايجارات في بعض المدن الي أرقام ما كانوا ليحققوها ولا يحلموا بها في ظل الظروف العادية وكذلك الأمر بالنسبة لتذاكر السفر واستنزاف الأسر عبر عمليات تهريبهم الي مصر والي ليبيا وغيرها من الدول … ذلك الاستنزاف كوجه من اوجه جرائم الحرب تم فرضه والنفوس ملأي بالالام … بيد أن هذا الاستنزاف الجديد عند محاولات عودة المواطنين يتم والنفوس عامرة بالافراح ووجدان الذين نزحوا قسراً من بلادهم مترعة بالاشواق ورغم أن امكاناتهم قد ضعفت الي ابعد الحدود لأن معظمهم خلال سنتي الحرب كانوا يأكلون من ( سنامهم ) الا انهم مقبلين علي بلادهم وعلي وطنهم بفرح عظيم … تخيلوا معي تذكرة السفر للفرد تتم زيادتها من 250 جنيه مصري الي 3500 جنيه للضغط العالي للطلب … ومن عجب يتم معظم ذلك عبر سمسارة سودانيون.. هي ذات الاخلاق وذات السلوك من ذات الفئة المريضة نفسيا” واخلاقيا” من السماسرة الذين قفذوا بالايجارات في مصر لأرقام غير معهودة ما قبل الحرب.. ولعل الأمر المضحك المبكي أن بعض المصريين يقولون لبعض السمسارة ( ما يصحش يابيه ) فيقول السمسار السوداني لمالك العقار المصري انا ( حا اجيبلك إيجار اعلي من كدة ) وغايته في كل ذلك حفتة جنيهات ياخذها نتاج عملية الإيجار… هو تغييب للوازع الديني والاخلاقي والوازع الوطني …. والله وتالله ليس عندي من شك أن ما حدث لنا من ابتلاءات هو من صنع ايدينا بفسادنا علي مختلف المستويات وسوء اخلاقنا علي كافة الاصعدة ( الا من رحم ربي منا ) … وكيفما تكونوا يولي عليكم … ذلك وجه من أوجه الاستغلال المريض لظروف الحرب واستغلال جبان لحاجة الناس وقد يكون جل ما ذكرت من استغلال من بعض الشرائح ذات الصلة ( بالرصيد التربوي ) غير أن أسوأ انواع الاستغلال اللا أخلاقي ولا إنساني نتج عن هذه الحرب تم من قبل من نحسبهم مستنيرين علمياً في الجامعات السودانية في قطاعها الخاص والذي بلغت رسومهم الدراسية المفروضة علي الأسر النازحة الحريصون علي مواصلة دراسة ابناءهم أرقام خيالية وليس فقط الرسوم الدراسية بل حتي رسوم استخراج الافادات وتفاصيل الدرجات والتي وصلت في بعض الجامعات الخاصة الي 1200 دولار .. كل ذلك يتم تحت مرأي ومسمع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مع ان وزارة التعليم العالي بها إدارة عامة للتعليم الأهلي والأجنبي هي التي تمنح التصاديق والرخص لإنشاء الكليات الخاصة وبالتالي لها حق إلغاء هذه التراخيص في حالة التجاوز .. واعجب من ذلك عندما علت الأصوات والانتقادات علي هذا الحجم من الرسوم أصدر وزير التعليم العالي قرارات بوضع سقف لهذه الرسوم … وقد ضرب بتلك القرارات عرض الحائط وكأنها لم تتخذ وبطبيعة الحال لم تتابع القرارات من قِبل الوزارة وكأنها لم تصدر … يبدو أن الأزمة هنا ( أزمة مركبة ) … ارجو من الوزارة أن تجمّل وجهها امام ( الشعب ) المسحوق بدلاً عن اجتهاداتها في التجمّل أمام( مجلس السيادة ) فاجتهادها الأول سيكون له ما بعده واجتهادها الثاني أؤكد لهم انه مقطوع الأمل فلا داعي لاهدار مواقفهم وراء سراب غير ممكن التحقق …. لعل الأمل كبير أن تكون هذه الحرب قد زلزلت كياننا واحدثت صحوة لضمائرنا لنعود الي اخلاقنا المستمدة من ديننا الحنيف ونحن أمة ندّعي اننا متدينون بالفطرة .. ولعل النزوح الي دول منتجة مثل مصر قد علمتنا السلوك الإنتاجي والاستهلاكي الرشيد .. ولعل بلادنا سيتحقق فيها التحول المنشود بعد المرارات التي تعرضنا إليها…. وان لم يتحقق ايٍ من هذا فعلي بلادنا السلام ونستحق بالفعل أن يولي علينا من نستحقه!!!!!!