الشفيع محمد عمر يكتب : *عندما يهبط الطائر أرض المقام ..*
الشفيع محمد عمر يكتب :
*عندما يهبط الطائر أرض المقام ..*
عندها يجد أن ..
المكان ليس ذاته الذى قد تركه من قبل ..
و لا مشاهد المدن و حالها .. و حركتها ..
سيجد النيل مختلفا و الموج مسافرا كغير عادته و الليل يهبط باكرا بغير ميعاد ..
سيجد ان وجه الوطن اصبح أكثر ضياء و الملامح اكثر ضوءا و الخطوات عجلى بلا توقف …
سيهبط الطائر فى الشرق هذه المرة .. و النجم القبلى من نوع جديد له صوت وخوف وفزع .. ما عهدته بصيرة أهل الشرق الطيبة الودود ….
اخى رئيس الوزراء ..تغيرت مجالس المدينة ولغتها و تفاصيل يومياتها ..كلها .. حتى ثقافة الكلمات لم تعد ذاتها تلك التى تبحث عن قضايا الإنصراف او توافه اللحظات وقهقهات الأمسيات الباردة .. بل كل الذى يثار الأن هو عن مدلولات الوطن الكبير وهمومه العظام و مستقبله الذى يولد من جديد …
ستشغلك أشياء لم تكن فى حسبانك .. و لم تتوقع أن تعبر حتى بجوار خلدك أو مخيلتك …
ستطفر إليك سيدى عشرات الأسئلة المبهمة و الاستفهامات الحيرى ..و ستحدث نفسك فى اليوم ألف مرة عن هذا التغير الكبير فى كل شئ
ستجد الأطفال يبحثون عن حطام الأرض وشجراتها الميتة ليوقدوا (جفان) و (قدور) من حبات (العدسية) طعام النهار والليل ..
و ستجد الشباب والكهول عند حد الالتهاب و التضحية يبذلون النفس بابتسامة ورضا . بلا من ولا مزايدة ..و موتا جميلا فى سبيل الأرض …
ستجد النساء عند الملمات صاحابات عقيدة و كفاية و زيادة ….
ستبحث سيدى عن جلسات شاى الأمسيات . ودود القلب ضحاك الثبايا و (قرقراب) لحظات المرح اللطيف.. و ستجد أن الصمت يخيم بالمكان فلا صخب و لا ضجيج و لا صراخ صبية الشوارع العفوى …
تغير طعم الأشياء و تبدلت تفاسير الأفكار ونامت على جنبات الشوارع أحلام كبار كانت تتمناها أنفس تتحقق سعادة و سعادة ..
فى المجمل سيدى القادم ..حين تخطو خطواتك الأولى فى أرض الوطن ستعرف أن المسار ليس ذاته الذى كنت تمشيه والبسمة تعلو وجهك و الضحكة تأخذك حد الإنكفاء إلى الخلف ..
وستجد كل معادلة البلد قد تغيرت و تبدلت أدوات العطاء فيها الى أخرى لم تعرفها من قبل …
سيدى رئيس الوزراء . لن تبدأ من صفر الإنجاز بل ستجد كما متراكما من خبرات عصرها الوجع والألم والفقد فأصبحت لوحدها فعلا كامل الخبرة فقط أضف اليه بعد الهوامش ليمضى كامل الجسد بهاء وجمال …
الشفيع