منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

السفير.د.معاوية التوم يكتب : *الإمارات وحرب المسيّرات في العدوان على السودان:الأبعاد السياسية والإستراتيجية !؟*

0

السفير.د.معاوية التوم يكتب :

*الإمارات وحرب المسيّرات في العدوان على السودان:الأبعاد السياسية والإستراتيجية !؟*

العدوان المفتوح الذي تواجهه بلادنا لم يقف عند القتل والاغتصاب والتدمير لبنياتنا التحتية، ومنشآتنا الحيوية وممتلكات المواطنين . وانما طال كل أوجه الحياة في الصحة والتعليم والخدمات والاقتصاد والزراعة والصناعة والجسور، وتبعات كل ذلك في الهجرة الداخلية واللجوء. وانتقل العدو الي دائرة جديدة في أدوات الحرب والخراب ، فأصبحت الطائرات المسيّرة (الدرونز) عنصرًا حاسمًا في الحروب الحديثة، لما توفره من قدرات استطلاعية وهجومية دون المخاطرة بالأرواح البشرية للطرف المهاجم. ومنذ اندلاع الحرب المسلحة ضد الجيش والشعب السوداني ومقدراته من قبل قوات الدعم السريع المتمردة في أبريل 2023، ظهرت المسيّرات موخرا كأداة استراتيجية مؤثرة في الميدان.
1. بداية استخدام المسيّرات في النزاع السوداني:
مع تفاقم الصراع انتقل العدو ورعاته ومن يناصرونه ، و بدأ في تبنّي تقنيات عسكرية حديثة، من ضمنها الطائرات المسيّرة، التي كانت تستخدم في البداية لأغراض استطلاعية ورصد تحركات الخصوم. لكن سرعان ما تطور استخدامها لتشمل الضربات الجوية الدقيقة بواسطة خبراء اجانب ضد مواقع عسكرية ومعاقل استراتيجية واعيان مدنية خدمية.

2. الأطراف المتورطة في استخدام المسيّرات:
• تسعى اطراف رعاية العدوان في طابع مختلف لمرحلة حرب المدن بالعاصمة والولايات معتمدة على إسناد التمرد بالمسيّرات الانتحارية والاستراتيجية لتنفيذ ضربات دقيقة ضد مراكز تجمع قوات الجيش ، والاستطلاع الميداني والحدودي لكشف طرق الإمداد والتحركات العسكرية، خاصة عقب قصف الجيش لمركز القيادة والسيطرة بمطار نيالا مؤخرا.
• القوات المتمردة: تمكنت قوات الدعم السريع المتمردة من الحصول على بعض الطائرات المسيّرة إما عبر السوق السوداء أو عبر دعم خارجي غير معلن من دولة الرعاية الامارات ، ما مكنها من شن هجمات مضادة واستهداف وحدات الجيش السوداني والمطارات ومحطات الكهرباء في مناطق متفرقة من البلاد.

3. الأثر الاستراتيجي لاستخدام المسيّرات:
• تسعى دولة العدوان لتغيير موازين القوى: وقد ساهمت المسيّرات بفهمها في قلب موازين المعارك في عدة جبهات، خصوصًا في المناطق الحضرية، حيث يصعب الاعتماد على القوات التقليدية.
• استهداف البنية التحتية: نفذت المسيّرات هجمات على مقرات حيوية، مما أدى إلى شلل مؤقت في بعض المرافق الحيوية، مثل مراكز الاتصالات ومخازن السلاح والمحروقات ومطار بورتسوزان وفندق مارينا .
• الاستطلاع والاستهداف بدقة: أصبحت المسيّرات وسيلة لجمع المعلومات الاستخباراتية في الوقت الحقيقي، ومراقبة الحدود وحركة القوات مما سهّل على الأطراف المتصارعة تحديد الأهداف بدقة.
4. التكنولوجيا المستخدمة:
التقارير الإعلامية تشير إلى أن بعض المسيّرات المستخدمة في الحرب على السودان هي من طرازات حديثة، تُشابه تلك التي شوهدت في نزاعات إقليمية أخرى مثل ليبيا واليمن، مما يطرح تساؤلات حول مصادر هذا الدعم التقني، وهو ما سنتناوله في المحور الثاني المتعلق بالدور الإماراتي في تسليح الأطراف.
الإمارات والدعم العسكري في السودان
لعبت الإمارات العربية المتحدة دورًا مؤثرًا في الحرب الجارية من خلال دعمها العسكري واللوجستي لقوات التمرد ، مستفيدةً من موقعها كفاعل إقليمي يمتلك قدرات عسكرية وتقنية متقدمة. وقد تجلّى هذا الدعم بشكل واضح في توفير الطائرات المسيّرة، التي أصبحت أداة فعالة في تغيير موازين المعارك داخل السودان.

1. توثيق الدعم الإماراتي للطرفين في النزاع:
رغم التعتيم الإعلامي الكبير، ظهرت تقارير إعلامية وبحثية متعددة تشير إلى تورط الإمارات في دعم قوات الدعم السريع المتمردة بالطائرات المسيّرة. هذه التقارير ربطت بين شحنات عسكرية وصلت إلى مطارات سودانية تسيطر عليها قوات التمرد، وتحديدًا في دارفور ومناطق نفوذها في الخرطوم.

وتُظهر صور الأقمار الصناعية وتحليلات المراقبين العسكريين أن نوعية المسيّرات المستخدمة تتشابه مع تلك التي زودت بها الإمارات قوات حفتر في ليبيا، من طراز Wing Loong الصينية وYabhon United 40 التي تُصنع محليًا في الإمارات.

2. أنواع المسيّرات المستخدمة ومصادرها التقنية:
• Wing Loong II: مسيّرة صينية الصنع تُستخدم للمراقبة والهجوم، قادرة على حمل صواريخ دقيقة التوجيه. شوهدت في مناطق النزاع السوداني، خصوصًا في عمليات الاستطلاع والقصف الجوي على مواقع استراتيجية.
• Yabhon United 40: طائرة مسيّرة إماراتية طويلة المدى، متعددة المهام، وقدرتها على التحليق لساعات طويلة جعلتها خيارًا مثاليًا لمراقبة الحدود ومسارات الإمداد.
• Bayraktar TB2: رغم أن تركيا هي المزوّد الرئيسي لهذا الطراز، إلا أن بعض التقارير أشارت إلى حصول قوات التمرد على بعض الوحدات عبر وسطاء في السوق السوداء، بدعم غير مباشر من حلفاء إقليميين، (ما اكثرهم) و الإمارات واحدة منهم.

3. الأهداف الاستراتيجية للإمارات في السودان:
الدعم الإماراتي لحرب المسيّرات في السودان ليس مجرد تحالف عسكري، بل يتعدى ذلك ليشمل مصالح استراتيجية واقتصادية واضحة:
• تأمين النفوذ في البحر الأحمر: من خلال دعم أطراف قادرة على حماية مصالح الإمارات اللوجستية في الموانئ السودانية، خصوصًا بورتسودان وسواكن.
• السيطرة على مسارات التجارة والمعابر البحرية: تأتي هذه الاستراتيجية في إطار التنافس مع قوى إقليمية مثل تركيا وقطر، اللتين تسعيان إلى تعزيز وجودهما في شرق إفريقيا.
• التأثير على المشهد السياسي السوداني: دعم فصائل محددة عسكريًا يمكّن الإمارات من توجيه مسار العملية السياسية بما يتناسب مع مصالحها الإقليمية بحكم احتضانها للجناح السياسي للتمرد بقيادة حمدوك.
4. ردود الفعل السودانية والدولية:
• الجيش السوداني: اتهم بعض المسؤولين في الجيش السوداني الإمارات بدعم قوات التمرد ، لكن هذه التصريحات بقيت في إطار التصعيد الإعلامي دون خطوات عملية واضحة، حتي قريبا كما الشكوى التي أودعت بمحكمة العدل الدولية والشكوى بمجلس الامن .
• الحكومة السودانية: التزمت الصمت في كثير من الأحيان، ربما لتفادي صدام مباشر مع الإمارات التي تملك تأثيرًا سياسيًا واقتصاديًا كبيرًا في المنطقة.
• المجتمع الدولي: رصدت تقارير حقوقية عدة حالات استهداف للمدنيين باستخدام المسيّرات، ما دفع منظمات دولية للمطالبة بتحقيقات مستقلة حول مصادر هذه الأسلحة.
الأبعاد الإقليمية والدولية لحرب المسيّرات
مع تصاعد استخدام الطائرات المسيّرة في الصراع السوداني، برزت تداعيات إقليمية ودولية لهذه التقنية التي أعادت تشكيل موازين القوى في المنطقة. دعم الإمارات لقوات الدعم السريع بتكنولوجيا المسيّرات لم يكن بمعزل عن التأثيرات الإقليمية، إذ إن هذا التوجه فتح الباب أمام مواقف جديدة للدول المحيطة، بالإضافة إلى ردود فعل من القوى الكبرى ذات المصالح الاستراتيجية في السودان.

1. التأثير على موازين القوى الإقليمية:
• الاقليم : تنظر دول عديدة في المنطقة بحذر إلى التوسع الإماراتي في دعم مليشيا التمرد ، لا سيما أن استقرار السودان يشكل أهمية قصوى للأمن القومي في الاقليم . كما أن التواجد الإماراتي في البحر الأحمر وتحديدًا في بورتسودان يثير مخاوف كثيرة لدى دول الجوار تتعلق بمنافذ التجارة والتأثير في منطقة القرن الإفريقي.
• إثيوبيا: تعتبر إثيوبيا استخدام المسيّرات في السودان تهديدًا غير مباشر، خاصة مع توتر العلاقات حول ملف سد النهضة. الدعم العسكري الإماراتي للسودان قد يُفسَّر كتحالف مضاد، ما يدفع أديس أبابا لمراجعة حساباتها الإقليمية.
• السعودية: رغم العلاقة الوثيقة بين السعودية والإمارات، إلا أن الرياض تتعامل بحذر مع الصراع في السودان، وتسعى لإيجاد توازن بين دعم الاستقرار الإقليمي وحماية مصالحها على ساحل البحر الأحمر.
2. انعكاسات دولية لتدخل الإمارات عبر المسيّرات:
• الولايات المتحدة: أبدت واشنطن قلقها من التدخلات الإماراتية في النزاعات الإفريقية، خاصة بعد رصد استخدام مسيّرات صينية الصنع في السودان. هذا الدعم العسكري يضع الإمارات تحت مجهر العقوبات الأمريكية المتعلقة بنقل التكنولوجيا العسكرية.
• روسيا: تعتبر موسكو أن التواجد الإماراتي العسكري في السودان يخدم مصالحها غير المباشرة، خاصة في ظل التنافس مع الولايات المتحدة على النفوذ في إفريقيا. وقد عززت روسيا من تعاونها مع السودان في مجال الدفاع، ما قد يمهد لتحالفات مستقبلية في حال استمرار الحرب.
• الصين: تجد الصين في دعم المسيّرات الإماراتية فرصة لتعزيز نفوذها في المنطقة، خاصة أن بعض الطرازات المستخدمة في السودان هي صينية الصنع، مثل Wing Loong II.
3. ارتباط حرب المسيّرات بتعقيدات الصراع في البحر الأحمر وبورتسودان:
التصعيد العسكري في السودان بالتزامن مع دعم المسيّرات الإماراتية يسلّط الضوء على الأهمية الاستراتيجية لمدينة بورتسودان. الإمارات تسعى لترسيخ نفوذها في الموانئ السودانية، لضمان سيطرتها على طرق التجارة البحرية التي تمر عبر البحر الأحمر، وهو ما يفسر الدعم العسكري المكثف للطرف الذي يسيطر على هذه الموانئ.
من جهة أخرى، فإن المنافسة مع تركيا وقطر في منطقة البحر الأحمر تجعل من السودان ساحة لتصفية الحسابات الجيوسياسية، ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني في المنطقة.
الأثر الإنساني والقانوني لحرب المسيّرات
لم يقتصر استخدام الطائرات المسيّرة في النزاع السوداني على الأبعاد العسكرية والسياسية فحسب، بل تجاوز ذلك ليخلّف آثارًا إنسانية جسيمة، ويفتح تساؤلات قانونية حول مشروعية استخدامها ضد المدنيين والبنية التحتية الحيوية.
1. الأثر الإنساني لحرب المسيّرات:
• استهداف المدنيين:
رصدت منظمات حقوقية وتقارير إعلامية حالات متعددة لقصف مدنيين بواسطة مسيّرات مسلحة، خاصة في الأحياء المكتظة في الخرطوم ودارفور. هذه الهجمات تسببت في مقتل وإصابة العشرات من المدنيين، بما في ذلك النساء والأطفال، وهو ما اعتبرته منظمات مثل هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية انتهاكًا للقانون الإنساني الدولي.
• تدمير البنية التحتية:
لم تقتصر الأضرار على الأفراد، بل امتدت لتشمل تدمير منشآت حيوية مثل المستشفيات، ومحطات الكهرباء، ومرافق المياه، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في المناطق المتأثرة. تقارير ميدانية أكدت أن مسيّرات استُخدمت لاستهداف مستودعات الإمدادات الطبية والوقود وطرق الإمداد الأساسية، مما ساهم في نقص حاد في المواد الطبية والغذائية.
• النزوح الجماعي:
كثافة استخدام المسيّرات في مناطق معينة دفعت آلاف العائلات إلى النزوح القسري، خصوصًا في إقليم دارفور، وبورتسودان حيث أصبحت الغارات الجوية مصدر تهديد دائم للسكان المحليين.
2. الأبعاد القانونية لاستخدام المسيّرات في النزاعات المسلحة:
• انتهاك القانون الدولي الإنساني:
تُعد الغارات العشوائية على مناطق سكنية، واستخدام التكنولوجيا العسكرية ضد أهداف مدنية، خرقًا صارخًا لاتفاقيات جنيف والبروتوكولات الملحقة بها، التي تفرض حماية خاصة للمدنيين أثناء النزاعات.
• مسؤولية الدول المزوِّدة:
يتنامى الحديث حول مسؤولية الإمارات، كونها دولة مزوّدة للتكنولوجيا العسكرية (المسيّرات)، في حال ثبت استخدامها ضد المدنيين أو في انتهاك للقانون الدولي. هذا قد يفتح الباب أمام ملاحقات قانونية دولية، ودعوات لتحقيقات أممية حول توريد الأسلحة إلى مناطق النزاع.
• إمكانية الملاحقة الجنائية:
استخدام المسيّرات في انتهاكات قد يرقى إلى جرائم حرب إذا ثبت تعمّد استهداف المدنيين أو البنية التحتية المدنية. المحكمة الجنائية الدولية قد تكون ساحة محتملة للنظر في هذه الانتهاكات، خصوصًا في حال استمرار التصعيد العسكري، وبحكم ان هذه التقانة العسكرية لا تمتلكها إلا الدول.
3. التحديات أمام المنظمات الحقوقية لرصد تلك الانتهاكات:
• صعوبة التوثيق: الطبيعة التقنية للمسيّرات، وقدرتها على الضرب من مسافات بعيدة، تجعل عملية توثيق الانتهاكات أكثر تعقيدًا، وتحدّ من قدرة المراقبين الدوليين على الوصول إلى مواقع الاستهداف.
• التعتيم الإعلامي: في كثير من الأحيان، يتم التلاعب بالمعلومات المتعلقة بالغارات الجوية، مما يصعّب على المنظمات الحقوقية التحقق من الأضرار ومعرفة الجهة المسؤولة.
• الحماية القانونية للضحايا: غالبًا ما يعجز الضحايا عن تقديم شكاوى قانونية دولية، بسبب تعقيد المسارات القانونية وقلة الدعم القانوني المحلي والدولي.
مستقبل النزاع في ظل التكنولوجيا العسكرية الحديثة
أعاد استخدام الطائرات المسيّرة في النزاع السوداني تشكيل موازين القوى بشكل غير تقليدي، حيث لم يعد التفوق العسكري مرهونًا بحجم القوات أو العتاد الثقيل، بل أصبح مرتبطًا بالتكنولوجيا والقدرة على التحكم عن بُعد في مجريات المعركة. هذا التحول يفتح الباب لأسئلة حول مستقبل النزاع في السودان، والدور المتصاعد للتكنولوجيا العسكرية في تحديد مسارات الصراع.
1. هل ستصبح حرب المسيّرات نموذجًا دائمًا في النزاع السوداني؟

النجاح العملياتي للطائرات المسيّرة في النزاع السوداني، خاصة في مجال الاستطلاع وتنفيذ الضربات الدقيقة، يعزّز من احتمالية تحولها إلى عنصر أساسي في أي مواجهات مستقبلية .
• سهولة الحصول عليها: تعد المسيّرات من الأسلحة التي يمكن الحصول عليها عبر قنوات متعددة، سواء من خلال الدعم العسكري المباشر، أو عبر السوق السوداء، مما يسهّل على الأطراف المسلحة امتلاكها وتطوير قدراتها.
• التكلفة المنخفضة مقارنةً بالطائرات التقليدية: المسيّرات لا تتطلب طيارين مدرَّبين أو بنية تحتية معقدة، مما يجعلها خيارًا مفضلًا للتنظيمات المسلحة والميليشيات.
2. السيناريوهات المستقبلية لتطور الصراع:

هناك عدة سيناريوهات محتملة قد يتجه إليها النزاع في ظل الاعتماد المتزايد على المسيّرات:
• تصعيد عسكري تقني: من المتوقع أن تزداد وتيرة استخدام المسيّرات، مع إمكانية تطوير نماذج أكثر تطورًا وفتكًا، مما قد يرفع مستوى العنف ويزيد من استهداف المواقع المدنية والعسكرية.
• حرب إلكترونية مضادة: قد تلجأ الأطراف المتصارعة إلى تطوير تقنيات تشويش إلكتروني أو مضادات جوية خاصة لمواجهة المسيّرات، مما سيُدخل النزاع في مرحلة جديدة من التطور التكنولوجي.
• انتقال التكنولوجيا إلى فصائل أخرى: في حال استمرار النزاع، قد تمتد هذه التكنولوجيا لتصل إلى جماعات مسلحة أخرى داخل السودان أو في محيطه الإقليمي، مما يوسع نطاق الحرب.
3. احتمالات توسيع النفوذ الإماراتي في السودان عبر التكنولوجيا العسكرية:

الدور الذي لعبته الإمارات في إمداد قوات الدعم السريع بالطائرات المسيّرة يندرج ضمن استراتيجية أوسع لتعزيز نفوذها العسكري والسياسي في السودان، خصوصًا في المناطق الحيوية كالبحر الأحمر وبورتسودان.
• السيطرة على الموانئ والمعابر البحرية: الدعم العسكري يسهم في تأمين سيطرة الأطراف المتحالفة مع الإمارات على مراكز استراتيجية على الساحل السوداني، مما يعزز من قدراتها الاقتصادية والتجارية في البحر الأحمر.
• إعادة تشكيل الخريطة السياسية: من خلال دعم حلفائها، يمكن للإمارات التأثير في مفاوضات السلام وإعادة هيكلة السلطة في السودان بما يتناسب مع مصالحها الإقليمية.
4. التحديات المحتملة أمام هذا المسار:
• التدخلات الدولية: قد تؤدي الأضرار الإنسانية الناتجة عن استخدام المسيّرات إلى تدخل دولي أكبر، سواء عبر فرض عقوبات أو عبر مبادرات تسوية سياسية.
• الاحتقان الشعبي: الاستخدام العشوائي للمسيّرات ضد المدنيين قد يخلق حالة من الغضب الشعبي ضد الأطراف الداعمة، مما يضعف مشروعيتها السياسية.
• السباق التكنولوجي مع أطراف أخرى: قد تدخل دول إقليمية أخرى مثل تركيا وقطر في سباق تسليح مشابه، مما يزيد تعقيد النزاع.
الخاتمة:
يتضح من خلال هذا العرض والتحليل أن حرب المسيّرات في السودان ليست مجرد أداة عسكرية، بل هي تعبير عن تحول جذري في نمط الصراعات الإقليمية، حيث بات التفوق التكنولوجي يلعب دورًا أكبر من التفوق العددي في تحديد مسارات النزاع. الدعم الإماراتي لقوات الدعم السريع المتمردة بالطائرات المسيّرة يمثل جزءًا من استراتيجية أوسع لتعزيز نفوذها في القرن الإفريقي، وتأمين مصالحها الاقتصادية والسياسية في البحر الأحمر.

هذا التدخل، رغم قدرته على تغيير موازين القوى على المدى القصير، يحمل في طياته تبعات إنسانية جسيمة، ويفتح الباب أمام تساؤلات قانونية حول مشروعية استهداف المدنيين والبنية التحتية باستخدام تكنولوجيا عسكرية متقدمة. كما أن الانتشار الواسع للمسيّرات في النزاع يهدد بتصعيد الصراع بشكل أكثر تعقيدًا، مع احتمال انتقال التكنولوجيا إلى أيدي جماعات أخرى، سواء في السودان أو في محيطه الإقليمي.

في ظل غياب وجود رؤية أو تسوية سياسية واضحة مع الدولة العدو ، واستمرار التنافس الإقليمي والدولي على النفوذ في السودان، او الاخذ بالعبر والدروس مما جرى في ليبيا واليمن . يبدو أن حرب المسيّرات ستظل حاضرة في المشهد العسكري السوداني، مما يعكس مدى تعقيد الصراع وتشابك المصالح الخارجية فيه. وبالنظر إلى هذا الواقع، فإن مسار النزاع لن يقتصر على المواجهات الميدانية، بل سيتحول إلى ساحة اختبار لتكنولوجيا القتال عن بُعد، وربما سيفرض ذلك تحديات جديدة أمام محاولات تحقيق الاستقرار والسلام المستدام بالبلاد. واتساع رقعة المواجهة مع حاكم ابوظبي ..وعليه لابد للسودان من وضع خطة استراتيجية وطنية شاملة للمعالجة والتصدي للعدوان الإماراتي، لا تستثني دول الجوار الاقليمي من الاشتراك في الحلول، لملامسة ما يجري للأمن والسلم الاقليمي ، ولاعتبارات مستقبلية واردة الاحتمال والوقوع عبر أطراف او جماعات خارجة لها مصلحة في استمرار هذه الحالة من عدم الاستقرار في بلادنا والاقليم. ولسلامة الجوار والأمن الجماعي يلزم أيضا طرح هذا التحدي المتمثل في حرب المسيرات وانعكاساتها في منبر إقليمي يتقدمه السودان بحكم الواقع الماثل .
————-
٢٠ مايو ٢٠٢٥م

الإمارات وحرب المسيّرات في السودان: الأبعاد السياسية والاستراتيجية
المقدمة
تعريف بحرب المسيّرات في النزاعات الحديثة. لمحة عن دور المسيّرات في الحرب السودانية بعد ثورة 2019. الإشارة إلى دور الإمارات في هذا السياق.
دور المسيّرات في النزاع السوداني
بداية استخدام المسيّرات في النزاع السوداني، الأطراف المتورطة في استخدام المسيّرات، الأثر الاستراتيجي لاستخدام المسيّرات، التكنولوجيا المستخدمة.
الإمارات والدعم العسكري في السودان
توثيق الدعم الإماراتي للطرفين في النزاع، أنواع المسيّرات المستخدمة ومصادرها التقنية، الأهداف الاستراتيجية للإمارات في السودان، ردود الفعل السودانية والدولية.
الأبعاد الإقليمية والدولية لحرب المسيّرات
التأثير على موازين القوى الإقليمية، انعكاسات دولية لتدخل الإمارات عبر المسيّرات، ارتباط حرب المسيّرات بتعقيدات الصراع في البحر الأحمر وبورتسودان.
الأثر الإنساني والقانوني لحرب المسيّرات
استهداف المدنيين، تدمير البنية التحتية، النزوح الجماعي، الأبعاد القانونية لاستخدام المسيّرات في النزاعات المسلحة، التحديات أمام المنظمات الحقوقية لرصد الانتهاكات.
مستقبل النزاع في ظل التكنولوجيا العسكرية الحديثة
هل ستصبح حرب المسيّرات نموذجًا دائمًا في النزاع السوداني؟ السيناريوهات المستقبلية لتطور الصراع، احتمالات توسيع النفوذ الإماراتي في السودان عبر التكنولوجيا العسكرية، التحديات المحتملة أمام هذا المسار.
الخاتمة
ملخص شامل لما تم مناقشته، رؤية تحليلية حول تأثير المسيّرات في إعادة تشكيل المشهد السوداني

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.