أ.د. فتح الرحمن الجعلي يكتب : *كامل إدريس وهمياب كبير الذئاب!*
أ.د. فتح الرحمن الجعلي يكتب :
*كامل إدريس وهمياب كبير الذئاب!*
بيني وبين الصديق العزيز ضياء الدين بلال مساحات من السمر الثقافي الذي لا يجف مداده، ولا تضيق مساحاته وهو لي- كما أنا له- عين الناقد البصيرة؛ ولذلك اتصل بي منبها أن الخطاب الذي وجهت فيه رسالتي إلى البروفيسور كامل إدريس خطاب قديم فالرجل لم يقل شيئا بعد!
ولأن الأخلاق تقتضي أن يصحح مقالي ثم يعاد توجيهه، فإنني لا أرى بأسا في المعالجة؛ لأن مقالي لا يحتاج إلى أكثر من ترميمات فنية بسيطة على نسق قصة ( همياب كبير الذئاب)!
فما هي قصة همياب؟
الرواية تقول: إن أحد القصاص القدامى روى قصة يوسف -عليه السلام – فذكر أن الذئب الذي أكل يوسف اسمه ( همياب كبير الذئاب) فاعترضه الحضور وذكروه أن يوسف لم يأكله الذئب، فاستدرك وقال: أعني الذئب الذي لم يأكل يوسف اسمه همياب كبير الذئاب .
أنا – يا صديقي- علي أن أعترف أنني وقعت فريسة مقاطع فيديو مصممة بعناية تظهر الرجل ( قحاطي) الهوى والتوجه، وهذا – بلا شك- أمر يقتضي أن نخاطبه مذكرين بأن المرحلة ليست مرحلة مثل هذا الخطاب الذي تجاوزه الزمن.
وبما أنه قال ذلك قديما ولم يقله الآن فإن الخطاب الصحيح يجب أن يكون للحاضر وليس للتاريخ، فيما لا يمنع تذكيره بخطورة الخطاب المندثر؛ حتى لا يعود إليه.
إذن علي الاعتذار عن مقال بني على حيثيات لم تحدث، مثلما علي التذكير بأن رسالتي لم تعد موجهة إلى الكلام الذي قال بعد اختياره رئيسا للوزراء، وإنما للخطاب الذي لم يقله بعد اختياره رئيسا للوزراء، فإن لم يقله مستقبلا فقد أحسن، وإن قاله عدنا.
بقي أن نقول: إن عدم وقوع الحدث يرفع من درجات ظننا الحسن فيه، وتقييمنا الإيجابي له.
نسأل الله له التوفيق