بقلم: عوض الله نواي ✒️ *العدل والمساواة… رهان لا يخسر*
بقلم: عوض الله نواي
✒️ *العدل والمساواة… رهان لا يخسر*
في زمنٍ تهاوت فيه كثير من العناوين، وبقيت فقط المواقف العارية تحت وهج الامتحان، تبقى حركة العدل والمساواة السودانية عنوانًا ثابتًا في معادلة الصمود، لا تلتبس فيه الملامح، ولا تُشترى فيه المواقف، ولا يُؤجَّر فيه الوطن.
البعض حاول التشويش، غرف مظلمة تتغذى على الأكاذيب، تكتب بيانات مزوّرة باسم الدكتور جبريل إبراهيم، لا لشيء إلا لضرب الجذور بين الحركة والوحدة الوطنية، وبين الرصاصة التي تواجه المليشيا، وبين القلم الذي يكتب باسم الوطن لا باسم الحقد.
هذه البيانات لا تنتمي إلى العدل ولا إلى المساواة، ولا حتى إلى منطق الخصومة النبيلة. هي نتاج غرف مقسّمة بين لجان إلكترونية للمليشيا، وفلول تجار الوقود والقطط الثمان الذين امتصوا دماء الناس في عهد البشير، وانقلبوا اليوم على حركة كفاح قاومت حين باعوا، وصمدت حين هربوا.
أحدهم، ونعرفه جيدًا، هو من تلك الأشكال الكريهة التي تتاجر في قوت الشعب، يتغذى على الأزمات، ويرتوي من وجع الناس. جاء إلى وزير المالية الدكتور جبريل إبراهيم، لا بطلب خدمة وطنية، بل بلسان السوق:
(أعفيني من الضرائب… والرشوة في الطريق.)
لكن الوزير، الذي لم يكن بوّاب خزينة، بل حارس كرامة، أغلق الباب في وجهه.
فانقلب التاجر إلى ممول للغرف المشبوهة، وراح يوزّع ما تبقى من أخلاقه على أقلام مأجورة، تكتب ما لا يُقرأ، وتقول ما لا يُصدَّق.
على رئيس الوزراء أن يفهم وينتبه جيدآ:
النقض في الاتفاق مع حركات الكفاح ليس فقط خيانة أخلاقية… بل انتحار سياسي، وثقب في الجبهة الداخلية.
فما تزال اتفاقية جوبا قائمة، وما تزال مرجعيتها عند مجلس السيادة، الجهة التي لا تزال تتحمل عبء التفسير والتنفيذ، لا منابر المساومة ولا أقلام التآمر.
الحركات التي وقّعت تقاتل، تقدّم الشهداء دون مرتبات، وتنقل جرحاها على نقالة التضحية لا سيارة الإسعاف.
كيف يكون جزاؤها النكران؟ وكيف يُفتح الباب للمتربصين بينما دمها لا يزال ينزف في الخنادق؟
الجبهة الداخلية، والإعلام، والرأي العام، يجب أن ينتبهوا:
المعركة لم تُحسم بعد، والمليشيا تنتظر لحظة الانقضاض.
إن نجحوا في تفكيك وحدة حركات الكفاح، سقط الحائط الأخير الذي يسند ظهر الجيش.
إن تكسّرت الثقة، تكسّرت الهزيمة على أعتاب الخرطوم من جديد.
حركة العدل والمساواة ليست مكونًا سياسيًا عابرًا،
هي رصاصة في صدر الخيانة، وصوت في برلمان الدم،
وحين يُذكر الشهداء… يخرج من صفوفها من يُكمّل المسير.
هذا رهاننا عليها، وهذا رهانها علينا.
وليس بيننا وبينها إلا الوطن… والوطن لا يُساوم.