منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

د. عبد السلام محمد خير يكتب : *رئيس وزراء مرتقب قال كلمته.. بانتظار(أفعال)*

0

د. عبد السلام محمد خير يكتب :

*رئيس وزراء مرتقب قال كلمته.. بانتظار(أفعال)*

روح العيد غَلّابَة، والحمد لله.. كل عام وأنتم بخير و(غالبين) بإذن الله.. الروحانيات تغمر الأفئدة هذه الأيام فتتسع نزعات التلاقي والتعاطي مع الحكمة والخير والفضيلة ليعلو شأن البلاد أكثر عبر ما هو مأمول فيه بشغف الآن.. ذكريات العيد تؤجج الأشواق فتستدعي أسماء جهيرة متفق على (تدخلاتهم الحميمة) في المجتمع والدولة حين تبدو سبل التراضي متعسرة.. منهم من عرف بمبادرة وطنية جهيرة، وإشتهر بأنه (وسيط جنيف).. وهو نجمها كما حدثتنا – دكتور كامل إدريس.
سبقته لمنصات المبادرة بالحسني شخصيات من مختلف الولايات عرفناها إعلاميا، يسعون بين الناس بالحكمة جهرا وهمسا وعمليا- قل انها (خاصية سودانية) مدخرة، رهينة الاستثمار.. كم من أمثلة لمبادرات للتوسط بين إخوة متحاربين من قادة البلاد.. لعل اشهرها ما فعل (وسيط جنيف)هذا الذى يبدو انه (تقمص روح الوساطة) فأرادها هذه المرة (عمليا) في مواجهة حرب، كما فهمنا من خطابه للسودانيين هذا الأسبوع..لقد أفلح في مخاطبة الجميع (من معه ومن ضده) شاكرا لهما،داعيا لهما (للعمل معا) فى مبادرة (عملية) هذه المرة.
إن عيد الفداء روحه غَلّابة..هكذا عهدها السودانيون منذ كفاح الإستقلال.. تتجلى بين يديها الآن دعوة لحوار(سوداني سوداني) اطلقه (وسيط جنيف) هذا، وجاء العيد.. حوار يحفه تفاؤل العيد ويباركه، فمحوره (وساطة عملية) هذه المرة وجماعية.. حوار يراد له أن يمضي معززا بنزعة الحكمة (المحرية) فى كل من جاء (من زي ديل).. ممن في الملمات يتعاظم شانهم، كما يبدو الآن من مخاض تشكيل حكومة جديدة مهمتها الأولى إطفاء الحرائق وتوطين السلام وبث الطمانينة في نفوس أهل هذا البلد الأبي..العصي على العدوان والتخاذل.. بتماسكه الباهر في كل منعطف.
يبهرنا في كل مرة حديث (التماسك) هذا، وجمع الكلمة..إن الإبهار مطلوب لدى مخاطبة جمهور يشتاق الى التلاقي ووحدة الكلمة.. جمهور إعتاد هذه اللغة المستبشرة بانتظار أن تعقبها أفعال تخترق التحديات..خطر لي ذلك من إيحاءات نهج مكتبه يوم تعرفنا عليه بين يدي خبراء من دول مختلفة يشيرون الى سوداني صامت أّذهل العالم بما أنجز فإنتخبه لمرتين قائدا لمنظمة مهمتها تأمين عقول البشر.. بهرنا صمت مكتبه وهو يتصدر ذلك المحفل الدولي بلا ملفات متراكمة ..كيف يدير هذا (السوداني) هذا (العالم)؟!.
أمس شهدت له الخرطوم (طلة) و(كلمة)..كلاهما مما يبهر ولكن الكل يترقبون أفعالا ملوا إنتظارها..هل من مفاجاة؟!..كانت تسيطر على خواطري مكانته المرموقة في جنيف يوم زرناه و(ثورة المعلوماتية) شغلت العالم، وقوامها (paper less) – لا ورق..هناك تقنية تقرب البعيد، المستعصي..هل يعد باختراق ضد المالوف؟!.. الكل بانتظار(أفعال)..هذا هو المشهد الآن.. فكم قيل منذ (مؤتمر الخريجين) و(المائدة المستديرة) و(مؤتمر أركويت).. الساحة حبلى بصدى القاعات الأنيقة..ويبقى الأمل في(فعل) يؤجج عزائم القوم نحوغاياتهم المؤجلة منذ نداءاتهم المحببة تلك (صه يا كنار وضع يمينك في يدي).
هناك ما هو جدير بالتوقعات (العملية) في خطاب رئيس الوزراء، وفقه الله.. منه إنه بدأ بالتحية للشعب ( صاحب القرار وسيد الموقف) وللجيش ومسانديه تفصيلا، وإن همه (الاستشفاء الوطني الشامل)، وانه جاء (ليخدم بلده بكل اخلاص، لا أن يحكم أهله).. وإنه (في حاجة لتضامن الكل).. وإنه وإنه..(لا يبحث عن مجد شخصي .. سوى أن يسهم بدور في هذه المرحلة الفاصلة)..هناك من إختلفوا معه ولكنهم ناصحوه وقالوها صراحة (دعوه يعمل).. فالعبرة بالأداء بدء بالتشكيل، وبالنتائج على الأرض تتصدرها العافية والأمان.
نقول بأهمية (الإنطباع الأول) من واقع التجارب، وأقربها للإدراك (هدف في أول الدقائق)!..هل يفعلها فيطمئن القوم بما هو قادم لصالح البلاد بعد حرب، ومعه ينطلقون؟.. فلتكن تسعون يوما أولي حاسمة (عملا تراه العين) تجريبا لخبرته الدولية وعلاقاته بالعالم وبالبيئة السودانية ومكامن الطاقة والموارد البشرية والتقنية التي يفك طلاسمها..المؤشرات تميل للقول بأنه سيوظف ما ألهمه الله تعالى من كفاءة.. فلندعه يعمل تحفه نفحات البداية، هذه الأيام المباركة المفعمة بالحمد لله على تجاوز الحرب والصلاة والسلام على نبيه الصادق الأمين، المبعوث رحمة للعالمين.

*0..من عالم جنيف إلى تجليات الخرطوم و(راشد دياب):*
جملة ذكريات تتداعى صادقة وجميلة.. تظاهرة ثقافية رائعة ذات ليلة مزدانة بالنجوم.. مشهد الرموز يبدو طاغيا بألقه.. ثلاثة رموز ثقافية كانوا على الباب يستقبلون الرواد، الدكتور راشد دياب صاحب الدار والدكتور كامل إدريس المحتفى به والدكتور كمال هاشم صاحب المعرض المقام بين دهشة الحضور..فإن جراحا متميزا متخصصا فى طب العيون هو الذى رسم لوحات المعرض وعنوانه شديد الايحاء( إلهام اللون).. ماذا هناك، وأي شىء هو هذا التميز الذى حبى به الله تعالى أهل السودان؟.
الحمد لله (السودان بخير).. هذا ما خطر لى وأنا أنتقل من المعرض الى المسرح لأفاجأ بالمذيع الدكتور عمر الجزلى متحدثا عن محتفى به صفته الأساسية أنه (عالمى) شهرته حملت له الأوسمه من كل أرجاء الكون.. على شاشة كبيرة يظهر المحتفى به والدولة تكرمه بوسام رفيع، وشهادات بليغة الدلالة مصدرها رموز البلد.. بين المتحدثين من يرشحون د.كامل إدريس لمبادرات وأدوار وطنية جديدة مع عدة اطراف مؤثرة فى الحياة العامة ..كثير هو ما يترقبه السودانيون من شخصية تسعفها قدرات إدارية، فضلا عن مزايا شخصية كشف عن(سرها) دكتور يوسف الكودة فى كلمته وهو يضفى على المنصة شيئا من (روح وريحان)..لقد أفتى بأن(سر التوفيق) في رجل الدولة وأي إنسان كامن في(الأسرة) مصدر الإستقامة و(بر الوالدين).. تهامس الحضور.. كاشفت من جاورته بأن مؤسس الجامعة التي أتعاون معها يباهي بذلك دائما، وفى دول متقدمة يبدأون سيرة المرشح للوظيفة القيادية بفحص سيرته الأسرية!.. ذلك معمول به هنا أيضا في مؤسسات تتعامل مع الخارج.. قيم الأسرة هي الأصل..هي ما يحفظ جينات الأجيل والمتغيرات تتلاحق.

*0..(حفظوني في شبابي).. وكفى! :*
فضيلة(البر) وفكرة الاسرة المتماسكة برموزها وافضالها على بنيها في مواجهة التحديات أنعشت في ذهني تجربة مؤثرة في الحياة العامة أحد أطرافها دكتور يوسف الكودة هذا.. إختلف مع (جماعته) يوما فاختار الإبتعاد.. أسس حزب (الوسط) وراودته فكرة اللجوء وفى باله ضمانات (جنيف).. شغلني ما حدث له.. طمأنني (لا تقلق..سأظل بارا بالجماعة فإنها حفظتني في شبابي)!.. يا سلام!.. إنه البر بالكبار.. ليت كل جماعة تفعل ذلك بأبنائها، وكفى..أي شيء هو أن تحفظ المنظمات والمؤسسات شبابها؟!.
تجليات تلك الليلة تعددت، واستطابت..كتبت عنها في حينه(آخر لحظة).. الآن على (النت) كأنه كتب اليوم وقد أصبح المحتفى به (رئيس وزراء) ..جاء في المقال: تظل نداءات أهل السودان باقية(تعالوا الى كلمة سواء)..بل متأججة تدعو للبر بهذا البلد في عالم تسوده ثقافة التميز بالعلم والعدل والحكمة والجودة و(إحترام الآخر).. بلد أبناؤه يتصدرون المحافل بالفكر والخيال والهمة والحكمة والمبادرة، يحلون المشاكل بالحسنىء، وهي بهذا أولى!.. المقال أصبح ذكرى،قرين تمنيات (البر)و التميز والتوفيق بإذن الله.

*د. عبدالسلام محمد خير*

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.