منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

خواطر قلم 154 د. مهندس سامي السر ابو زينب يكتب : *خطورة تحريف المعيار*

0

خواطر قلم 154

د. مهندس سامي السر ابو زينب يكتب :

*خطورة تحريف المعيار*


هذه خاطرة جائتني اليوم.. هي خاطرة غريبه… ولكني أدرس في عدة مقررات المعايير والمقاييس.. سبحان الله ظهرت هذه المصطلحات في أكثر من مقرر أدرسه هذا الأسبوع … توافق عجيب… مع صلواتي وتدبري وتلاوتي القرآن… فحدثت هذه الخاطرة العجيبة… أسأل الله أن تكون خاطرة هداية و إستقامة… إذا فرض عليك الاختيار.. أيهما أفضل أن تكون صاحب هوي أم أن تكون من أصحاب المعاصي.. أصحاب الهوى تلاعبو بالمعايير والمقاييس لتوافق شهواتهم… وتوافق ميولاتهم… أصبحوا يصمموا ديناً جديداً.. بمقاييس يحبونها ويعشقونها… يتصورون المولى عز وجل… كما يحبون في أسمائه الحسنى وصفاته العلى.. فهم يتصورون رحمته وعذابه وولايته وعدواته – سبحانه – ومغفرته وغضبه ورضوانه كما يحبون وكما يشتهون… كأنما هم رسل الخالق لا محمد صلى الله عليه وسلم وأنبيائه… يصبح تصوره للمولى عز وجل في أسمائه الحسنى وصفاته العلي يتلقاهـ من هواهـ وشهواته ورغباته لا من رسول الله صلى الله عليه وسلم… الشطر الثاني لشهادة الإسلام.. ويسلم بذلك… ويسلم له…اي كانت ومهما خالفت ما يحب ويرغب من الأهواء والشعائر والنسك والفنون والثقافة.. لماذا يفعل ذلك…سؤال بدائي بسيط.. لكنه عميق ومركب ويجب أن ينفذ الي الوجدان.. الي عمق المشاعر والأحاسيس… الي عمق العقل الباطن – إذا جاز الاستدلال بالمصطلح- في هذا الكون الممتد الفسيح الهائل بكل تفصيلية فيه وبكل مفردة.. انت فيه منعم عليك بالوجود وبتسخيراته بكل ما فيه من أحياء وجمادات.. انت لا تستطيع تحريك ساكن أو تسكين متحرك فيه الا بالخضوع لقوانينه بعد استكشافها زليلاً حقيراً مهيناً ضعيفاً.. لن تطيعك اي مفردة في هذا الكون وتتسخر لك الا بالخضوع لقانونها الكوني خضوعاً كاملاً وتحاكمك اليه وتحكمه فيك .. كما قال المولى عز وجل في سورة النحل وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا وَلَا يَسْتَطِيعُونَ… نعم ولا يستطيعون.. بل في نفسك لن تأكل وتشرب وتصحو وتضرب في الأرض الا بقوانينه سبحانه خالق هذا الوجود وربه.. تُطيعها غصباً عنك مهما أنكرت أو اللحدت.. فعندما تأتي لمنهاج الحياة تحكم فيها هواك في الأمر والنهي وتفاصيل دينه!!! … ليتك اخترعت لك دين اخر أو اخترت دين أخر.. هذا شأنك… فأنت هبطت او نزلت من بطن امك على ظهر هذا الكوكب وانت حر… لكن تأتي لدين الله وتتحكم فيه بما شئت وتهوي!!! …في شرائعه وفي شعائره وفي أسمائه الحسنى وصفاته العلى… والله انه الظلم والاستحقار لخالقك والمنعم عليك الوهاب… الرزاق… سبحانه.. بدلاً من تسعي وتستكشف وتنقب عم ما يحب ويرضى في بحث دؤوب دائم متجرد.. لا يخضع لغفلةٍ أو روتين أو تعود أو هوي… وتسأله كما كان يفعل ابن الخطاب رضي الله عنه : اللهم ان كنت كتبتني في أم الكتاب عندك شقياً فمحوها يا رب واكتبني سعيد… تسليم كامل … أما صاحب المعصية.. والذي يعلم انه صاحب معصية.. لا يلعب في المعايير والمقاييس لهذا الدين… اذا جازت العبارة .. لا يطواع نفسه على ذلك…. لا يحول معصيته الي هوي الي معيار.. مكسور بين يدي الله.. حزين مهما استمتع بمعصيته لحظة ارتكابها… مهما أخذته الشهوة وسافرت به المعصية… وجنحت به إلى هوايتها.. انه لا يحولها الي معيار كما يفعل صاحب الهوى.. سوي كانت هذه الشهوة شهوة بطن أو فرج أو شهوة فكرية وما أخطر الشهوات الفكرية والتي تضل حتى العلماء انها أخطر من شهوات الجسد.. صاحب المعصية مهما استمتع أو بُعد.. فهو مكسوف البال… حزين النفس. يرى نفسه دائماً دون من حوله… يئن مهما خاض في وحل المعصية.. اللهم لا تجعلنا من أصحاب الهوى في الدين اصوله وفروعه…واغفر لنا خطايانا وزلاتنا.. وبدل سيئاتنا حسنات بتوبةٍ نصوح قبل الممات
مودتي ابو زينب
الساعة 8:00 صباح
اليوم ١٨ / ٦ / ١٤٤٤ هـ
الموافق
11 / 1 / 2023 م

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.