منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

*كتب : ✍د. محمد صالح الشيخابي..* *ما تباري الواتس يا كامل.. داخرنك للتقيلة !!*

0

*كتب : ✍د. محمد صالح الشيخابي..*

*ما تباري الواتس يا كامل.. داخرنك للتقيلة !!*

محمد صالح ابراهيم الشيخابي

جاء في الأخبار أن السيد كامل إدريس رئيس الوزراء الجديد تعهد بمعالجة أوضاع الحجاج السودانيين في المواسم المقبلة و صدر ذلك في بيان رسمي موقع بإسمه و صفته الرسمية و ذلك في أعقاب حملة اسفيرية على مواقع التواصل تناولت مآسي الحجيج ..

التصرف جيد و يعكس اهتمام السيد رئيس الوزراء بضيوف الرحمن و لكن هذا المقال هدفه تسليط الضوء على طريقة تفكيرنا و تعاطينا مع الوظائف و الأعمال و المهام الرسمية ..

الإهتمام بحجاج بيت الله الحرام مطلوب طبعا و هي خطوة تستحق الإشادة و التقدير و لكن متابعة أمورهم و بيان مثل هذا الذي صدر كان يجب أن يصدر من رئيس هيئة الحج و العمرة أو وزير الشؤون الدينية على الأكثر ..
و إن كان لابد من بيان لرئاسة الوزراء فليكن صادرا ً عن مكتبه و بدلا ً من وعود تحسين خدمات الحج للمواسم القادمة اعتقد أن اللغة يجب أن تكون على شكل تعهد من الرئيس بمراجعة الهيكل الوظيفي لهيئة الحج و العمرة و مراجعة أدائها و التعهد بمحاسبة المقصرين فيها و إعفاء الموظفين المتقاعسين و الفاسدين ..

أرجو ألا يفهم هذا المقال خارج سياقه فالقصد هو أن يهتم السيد رئيس الوزراء بالتخطيط الاستراتيجي لمستقبل البلاد و تكوين حكومته و رسم السياسات و الخطط و البرامج و أن يوكل حل أي مشكلة للوزير المختص ..

البلاد تكتنفها الأزمات من كل النواحي و إذا ظل رئيس الوزراء يتعامل بردود الأفعال الوقتيةو يتابع بنفسه كل ترند يشغل الوسائط و ينبري للرد عليه بنفسه فسيضيع وقت ثمين على حساب المهام الكبرى و التخطيط …

غدا ً سنسمع و ستسمع معنا يا سيدي رئيس الوزراء هاشتاقات و ترندات من على شاكلة *(( انقذوا مركز صحى قرية أم طرقا ً عراض ))* و *(( قرية ود فلان تستغيث))* فهل سيترك رئيس الوزراء شغله و مهامه و ينبري للردود و الوعود ..

المقالات و المنشورات التي تشغل الرأي العام كثيرة و *((بعضها ))* مهم اطلاع الحكومة عليه و في رأيي ان على السيد رئيس الوزراء أن يكلف مكتبه أو مكتب الوزير الأول مثلا ً لينتقوا له خلاصة الخلاصة منها و من ثم يوجه الوزير المختص لإجراء اللازم…

*خاتمة* :
وجبات الحجاج متواضعة و مقامهم غير مريح و خدماتهم سيئة و لكن يحب ألا نتعامل بالعاطفة لان ذلك كله سينتهي بعد بضع و عشرين يوما ً و يعود الحجاج لديارهم و ينحروا الذبائح لأن الحج فريضة يؤديها الموسرين و من استطاع إليه سبيلا ً ..بينما البلاد في الداخل تئن من المشاكل المستعصية .. النازحين لا يجدون وجبات من الأساس بل و المواطنين في المدن المحاصرة كالأبيض و الفاشر و حتى العاصمة يفتقدون الكهرباء و مياه الشرب و تنهش أجسامهم الكوليرا و الملاريا و حمى الضنك …
سيدي رئيس الوزراء خاتنك للتقيلة .. الأهم .. فالمهم … فالأقل أهمية ..

تحياتي …
*د. محمد صالح الشيخابي..*
12 يونيو 2025

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.