منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

عميد شرطة د. شنان محمد الخليل *إختيار وزير الداخلية و سياسة البيرسترويكا*

0

عميد شرطة د. شنان محمد الخليل

*إختيار وزير الداخلية و سياسة البيرسترويكا*


عندما نشرت مقالي السابق (وزير الداخلية الذي نريد)…
تنوعت التعليقات وتعددت بين مؤيدٍ ومعارض… ولكن اكثر التعليقات من خارج المجتمع الشرطي لم تك تَدرِ حجم الدمار والخراب الذي احدثته سنوات الثورة المزعومة العجاف في الشرطة…
فما زالت الشرطة في العقلية السودانية هي تلك المؤسسة العريقة القوية المتماسكة التي تطبق القانون وتحميه… لذلك (واتسبني) الأخ المحامي والصحافي المعتق أشرف خليل محولاً رسالة جاءته في الخاص تعقيباً على مقالي قال له صاحبها:
(البروسترويكا والغلاسنوست
ادت لانهيار الاتحاد السوفيتي
و تفتيته لدول كما خططت امريكا …زولك دا كان يختار مثال اكثر توفيقاً او ما تنشروا ليهو)…
وما لا يعلمه هذا الأخ الفاضل أن سنوات الثورة العجاف قد فعلت في الشرطة اسوأ مما فعلت امريكا بسياساتها في الاتحاد السوفيتي كما سنرى هاهنا لاحقاً…
فالبروسترويكا والغلاسنوست اللتين تعنيان (إعادة البناء والشفافية) واللتين جاءت بهما امريكا لتفتيت الاتحاد السوفيتي وكان في أوج قوته كدولة عظمى… طالبت أنا بوزير داخلية يعمل على هاذين المبدأين لإعادة بناء قوة الشرطة التي تم تفكيكها بل تدميرها بالكامل وذلك وفق السيناريو التالي:
1- تجريف قيادات الشرطة على كافة المستويات مما افقد القوة خاصية تواصل الاجيال… فيكفي ان تعلم ان الذين تعاقبوا على منصب المدير العام للشرطة منذ الاستقلال لم يتجاوز عددهم 22 ضابطاً (في 63 عاما)… بينما بلغ عددهم 7 ضباط (في ست سنوات)!! مما افقد القوة خاصية تواصل الاجيال ونقل الخبرات.
2- إحالة عدد كبير جداً من الضباط من ذوي الخبرات في المجالات الجنائية والإدارية والأمنية والكوادر الفنية المساعدة التي يشار إليها بالبنان وذلك بصورة دورية في كشوفات إحالة في الاعوام 19 و 20 و 21 و 23 …
مما أفقد الشرطة والوطن خبرات كبيرة جداً صرف عليها دافع الضرائب من (دم قلبه) .
3- تخريب المدخل (الكلية) هل تعلم يا مؤمن ان آخر قبول (حقيقي) للطلبة في كلية الشرطة كان في عام 2016 م؟!
هذه السنوات التسع مابين (16 و 25) ستعمل على خلق فجوة كبيرة في المستقبل وخللاً في تراتيبية القوة يصعب معالجه.
4- الترقية لرتبة اللواء – وهي قمة القيادة بالشرطة – تتم بلا توصيات ولا نظر لملف المترقي وتقييم أدائه في سابقة لم تحدث في التأريخ في قوة نظامية الا في مليشيا!!
5- تفكيك التدريب وتفريغه من الكفاءات تماماً وتشريده من مقره بشارع عبيد ختم حيث تحول المَقَر لمستشفى للولادة يحمل اسم احد القادة!!
6 – تكسير القوة الصلبة المقاتلة للشرطة في قوات الاحتياطي المركزي والقوات الخاصة للشرطة الامنية وقوات العمليات الولائية وتسليم اسلحتها الساندة والمعاونة لمليشيا الدعم السريع.
7- نزع سلاح الاقسام وتركها كمكاتب بلاغات الكهرباء وتكسير قوة المباحث وقوات جمع المعلومات والعمل المنعي مما أدى الى زيادة انتشار الجريمة والمجرمين (تسعة طويلة كمثال).
8- فصل القوات المتخصصة من الشرطة (السجون والدفاع المدني والحياة البرية) في عملية جراحية فاشلة لتوائم سيامية… ولئن كان ضم هذه القوات لقوات الشرطة خطأ فادح ارتكبته الانقاذ فإن فصلها بهذه الطريقة أكثر فداحة بعد ان فقدت كلياتها ومراكزها التدريبية وكوادرها المتخصصة… والآن فقدت كل ذلك ومعه القانون الذي ينظم عملها.
9 – كل ذلك تم بالتجاوز لقانون الشرطة لعام 2008 م الساري المفعول حتى الآن بلا الغاء ولا تعديل.
وكل الذي ذكرت قد تم بأيدِ رجال تخرجوا بالخطوة البطيئة من كلية الشرطة واشرف على تدريبهم ( دقنة والحاج ضرار و سِلمىٰ عطرون وربما تاج السر الباترا!!)..
إن منصب وزير الداخلية سيكون أهم منصب في الحكومة في مرحلة مابعد الحرب ولأجل ذلك كتبت ان الوزير الذي نريد ينبغي ان يكون مدركاً لعظم مسؤليته في البيروسترويكا او إعادة البناء…
وقد أشرت إلى ان المواصفات المطلوب توافرها فيه هي:
أ- أن يكون من داخل البيت الشرطي مدرك لكل تلك التحديات التي ذكرت.
ب – أن يكون منفعلاً ومتفاعلاً مع قضايا الوطن ومعركة الكرامة بعيداً عن المواقف الرمادية.
ج – ان يتحلى بصفة القومية والحياد بعيداً عن الجهويات والإثنيات والشلليات وغيرها… فالمنصب ملك للجميع.
د – ان يتحلى بالشفافية وقوة الشخصية والمهنية العالية والقدرة على التفكير خارج الصندوق.
هـ – التحلى بالقدرة على العمل بروح الفريق والتناغم مع قيادة الشرطة و مجلس الأمن والدفاع للخروج بالبلد لبر الأمان.
كل هذه الصفات بلا شك متوافرة في عدد من الاسماء المطروحة… وثقتنا ان اختيار اي منهم لهذا المنصب سيحدث الفرق.
والسلام.
*عميد شرطة*
*د. شنان محمد الخليل حمد*
القاهرة في 14 يونيو 2025 م.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.