وجع الحروف ابراهيم أحمد جمعة شمال كردفان: *هل اغتالت المليشيا أحمد الأمين العالم؟*
وجع الحروف
ابراهيم أحمد جمعة
شمال كردفان:
*هل اغتالت المليشيا أحمد الأمين العالم؟*
تشهد أروقة المليشيا تصاعد توترات مختلفة، تارة بفعل الخلافات الداخلية بين مكوناتها وصراعات قادتها، حيث تلعب المصالح المتقاطعة دوراً مهماً في ازدياد حدة الخلاف، فلا روابط ولا كوابح أخلاقية تبدو في الأفق القريب. فهل وقع أحمد الأمين العالم ضحية لهذه الخلافات؟
للإجابة على هذا السؤال، في ظل الأجواء المتقلبة وانقطاع شبكات الاتصال في مسرح الأحداث، تصعب مهمة البحث والتحقيق، ولكن تظل قراءة مسرح الحدث من الأهمية بمكان. أحمد الأمين العالم سياسي طموح حد التهور والطمع، شغل منصب رئيس اللجنة الاجتماعية بمجلس الولاية التشريعي في آخر دوراته، وحين اندلاع الحرب ظهر كمستشار للمليشيا، مما جعل المراقبين يضعون أكثر من علامة استفهام!! لجملة من المعطيات، تأتي في مقدمتها كونه “حافظاً لكتاب الله”، تلك النقطة جعلت كفة الميزان في الرأي لا تميل لصالحه، والأمر الآخر هو اتجاه المذكور لتجميع زكاة الزروع والأنعام وجمع الجبايات من أسواق المناطق، وكل تلك المهام تضعه في قائمة المطلوبين جنائياً، فالرجل تشريعي يدرك سوء تصرفاته.
الإشارات أعلاه جعلت الخلافات تغطي على تحركات الرجل، حيث تأذى منه مواطنو قرى أم صميمة، والديكية، والطينة، وأبو حراز كثيراً، وتأذى منه رعاة الشنابلة أيضاً، خاصة في جباية زكاة الأنعام. والمؤشرات تفيد بجمع الرجل ثروة ضخمة، فهل كانت الثروة إحدى نقاط الخلاف بينه وبين قادة المليشيا؟
الشواهد والأدلة تشير إلى أن الرجل تم اعتقاله صباح الأربعاء 23 /4 /2025، برفقة عدد من العناصر تصل في مجملها إلى (4)، وتم الوصول إلى (المرحة) السعية الخاصة بالمذكور واستلامها، وتُقدَّر البهائم المستلمة بعدد (750)، وفق مصادر الزاوية. ومؤشرات الاستقصاء تذهب في اتجاه تعرض الرجل وثلاثة عناصر أخرى إلى التعذيب قبل إطلاق الرصاص عليهم. وتكشف بعض المصادر أن الخلاف بالأساس متعلق بتحصيل الزكاة وأين يتم توريدها، والسبب الآخر هو عمليات تسليم أبناء جلدته من قرية أم شاوة، التي سبق أن هاجمها (السمبك) وسقط فيها (18) شهيداً. فهل تسبب طموح الرجل في مقتله؟ أم تظل مسألة هلاكه معلقة لحين بروز أدلة أخرى؟
في الصورة، تبدو شخصيات قادة المليشيا الذين اعتقلوا المذكور ووقفوا على الأمر، وهم القادة الموجودون بمنطقة أبو حراز (سليمان). فهل يُعتبر المذكور مسؤولاً مسؤولية مباشرة عن تصفية المذكور وتعذيبه؟ وهل تكشف عملية تقسيم (البهائم) عن اشتراك لمجموعات مختلفة في مقتله؟ والإشارات مجتمعة ربما تكشف عن ضوء يمكن من خلاله تأكيد أو نفي مقتل أحمد الأمين العالم، الرجل المثير للجدل، رغم حالة الارتياح التي سادت أوساط القرويين في القطاع الغربي.
ولنا عودة
إبراهيم أحمد جمعة
الأبيض
الجمعة 25 /4 /2025