من أعلى المنصة ياسر الفادني *الحلو ثَمِلَ بالوهم وافاق علي الخسارة !*
من أعلى المنصة
ياسر الفادني
*الحلو ثَمِلَ بالوهم وافاق علي الخسارة !*
لم يكن عبد العزيز الحلو بحاجة إلى دروس في السياسة، فهو قضى سنوات طويلة في الكفاح والقتال، وأمضى عمرًا في التمرد والمراوغة، لكنه أخيرًا قرر أن يتذوق من الكأس نفسها التي سُقي بها الهالك حميدتي، فكلاهما ظن أن قحت طريق مختصر للحكم، وأن التحالف معها يجعل من الدم عملاً وطنياً
الحلو، الذي كان في مأمن نسبي من ضربات القوات المسلحة طوال فترة التصحر السياسي عقب سقوط البشير ، يفتح اليوم على نفسه أبواب جهنم بلا مبرر، إختار أن يخرج من حالة “اللاعداء” إلى قلب النار، لا لشيء سوى أنه ظن أن الوقت مناسب ليلعب دور “المنتصر المؤقت”. لكن الحقيقة أن السياسة لا ترحم الأغبياء، ولا تسامح من يظن نفسه أذكى من المعركة
الغباء السياسي ليس قلة معرفة، بل هو الثقة العمياء في من خانوا غيرك وظنوا بك خيرًا، الغباء أن تشرب من ذات الكأس وتقول “طعمه مختلف”! والآن الحلو في مرمى نيران الجيش، يخسر العتاد والمناطق والمقاتلين، ويكتشف – متأخرًا كالعادة – أن من يرافق الدجاج ، لا بد أن يقع في الكوشة!
هل خدعته قحت؟ نعم.
هل فهم الدرس؟ قطعًا لا.
فهو كغيره من “الذكياء” الذين يظنون أن كتب الذكاء السياسي تُفهم بالمطالعة، لا بالتجربة
إني من منصتي انظر ….حيث أرى…. أن عبد العزيز الحلو، من قلعة الهدوء الاستراتيجي، انتقل طواعية إلى مصيدة النيران، ووقع من علياء الترقب إلى قاع الاستنزاف، وهكذا دائمًا، من لا يتعلم من سقوط غيره، يسقط وهو يصفق!.