منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو : *بابَنُوسَة ،، البمشي “لدرمود” يموت.. لقَّنت الميليشيا دروساً قاسية وكبّدتها خسائر فادحة* *فنون قتالية، وخطط استراتيجية، لقنها الجيش للميليشيا..* *بابَنُوسَة شكَّلت نقطة تحول في معادلة المعركة بكردفان..* *قور: الميليشيا حاولت شراء الذمم برشي الضباط بمبالغ كبيرة..*

0

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو :

*بابَنُوسَة ،، البمشي “لدرمود” يموت.. لقَّنت الميليشيا دروساً قاسية وكبّدتها خسائر فادحة*

*فنون قتالية، وخطط استراتيجية، لقنها الجيش للميليشيا..*

*بابَنُوسَة شكَّلت نقطة تحول في معادلة المعركة بكردفان..*

*قور: الميليشيا حاولت شراء الذمم برشي الضباط بمبالغ كبيرة..*

على مدار ثلاثة أيام متتالية ظل بواسل الفرقة 22 مشاة بابَنُوسَة ، يُلقِّنون ميليشيا الدعم السريع المتمردة دروساً قاسية في فنون القتال والتخطيط الاستراتيجي، والتكتيك العسكري، ويكبِّدونها خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، مؤكدين على حقيقة أن التفوق العددي وامتلاك السلاح لا يكفي وحده لتحقيق النصر، وإنما القدرة العالية على توظيف الموارد، وإعمال الخديعة والدهاء العسكري، واستدعاء عصير التجارب والخبرات، وهي العناصر التي تسلَّح بها فتية الفرقة 22 مشاة بابَنُوسَة وأثبتوا قدراتهم العالية على المناورة، واقتناص الفرص، واستخدام الأرض لصالحهم، وتنفيذ عمليات دقيقة وسريعة أظهرت تفوقهم النوعي في التكتيك والجهوزية، مقابل التخبط والارتباك والفوضى التي طغت على صفوف أوباش ميليشيا الدعم السريع الذين مازالوا حتى لحظة كتابة هذا التقرير مذهولين من هول ما وقعت عليه أبصارهم، وألقى في قلوبهم الرعب، جراء ما لحق بهم من قتل وإبادة وانهيار، وما حاق بمعداتهم من تهشيم، وتحطيم، ودمار.

أهمية بابَنوُسَة:
ومدينة بابَنُوسَة التي تعتبر واحدة من أهم مدن ولاية غرب كردفان، تبعد عن الخرطوم العاصمة بحوالي 697 كيلومتراً، وسُميت بابَنوُسَة لاحتوائها على كثافة من أشجار الأبنوس التي تسمى محلياً بالبابنوس، وتمثل مدينة بابَنوُسَة سوداناً مصغراً التحمت فيها كافة قبائل السودان بسبب وجود مصنع ألبان بابَنوُسَة الذي كان منصةً اقتصادية تدافع نحوها السودانيون من كل حدبٍ وصوب، ذلك أن مصنع ألبان بابَنوُسَة كان بمثابة بوتقةٍ اجتماعية انصهر فيها السودان بمختلف قبائله وإثنياته، وبجانب مصنع الألبان، عُرفت بابَنوُسَة كواحدة من أهم محطات التقاطع الرئيسة لمسار خطوط السكة حديد في السودان، حيث تمثل المدينة محوراً مهماً يربط غرب وجنوب السودان بوسطه وشماله، وهي الميزة التي ما فتئت تثير جنون ميليشيا الدعم السريع الذين ظلوا منذ بداية الحرب في الخامس عشر من أبريل 2023م، يحاولون السيطرة على مدينة بابَنوُسَة، فما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، وما أظنهم يستطيعون، طالما أن المدينة محروسة بأسود وأشاوس الفرقة 22 مشاة الاسم الذي أصبح مقترناً لدى ميليشيا آل دقلو بالخيبة والخذلان، والإخفاق والخسران.

جنود اعتادوا الصمود:
وبحسب مراقبين فقد شكّلت الانتصارات التي حققتها القوات المسلحة على ميليشيا الدعم السريع في مدينة بابَنُوسَة نقطة تحول مهمة في معادلة المعركة على مستوى كردفان، ورسّخت قناعة بأن التفوق العسكري ليس بالعدة والعتاد فحسب، بل بالروح والانضباط والعقيدة القتالية، عقيدةٌ عكستها حالة الصمود التي التزمها بواسل الفرقة 22 مشاة بابَنوُسَة لأكثر من عامين في وجه الحصار العنيف المضروب من قبل ميليشيا الدعم السريع، والمصحوب بموجات متكررة من الهجمات، وقصفٍ بالصواريخ والراجمات والمدفعية والدانات، والمُسيّرات، فتعامل أبطال الفرقة 22 مشاة مع مهرجان التدوين الهمجي للجنجويد، بصبرٍ شديد، وحكمة واعية واحترافية عالية، فنجحوا من خلال ما رسموه من خطط وتكتيكات عسكرية واستراتيجيات قتالية، في امتصاص الهجمات، والانقضاض على الميليشيا بقوة وثبات، فكبَّدوهم خسائر كبيرة في الأرواح والأنفس والعتاد، وغنموا منهم الكثير من المعدات والآليات، التي كانت زاداً لهم في مشوار المعارك القتالية المتواصلة، ولعل ما يزيد قصة صمود وبسالة الفرقة 22 مشاة إثارةً، أن مِنْ منسوبي هذه الفرقة، مَنْ ينتمون إلى مجتمع منطقة غرب كردفان الذي ينشط الكثير من أبنائه في صفوف الميليشيا المتمردة، ولكن هذه المعادلة الاجتماعية المعقدة، لم تُثنِ هؤلاء الأشاوس من الانصياع لصوت الحق، والاضطلاع بضمير الواجب، تحلياً بالمسؤولية الوطنية، وتمسكاً بالعقيدة العسكرية، فاختاروا أن يواجهوا أهلهم وذويهم، ويقاتلوا من انضموا منهم إلى صفوف الميليشيا المتمردة.

مشروع وطني:
ويمتدح المهندس أحمد سليمان قور الباحث والناشط الاجتماعي التضحيات الكبيرة التي قدمها أبطال الفرقة 22 مشاة بابَنوُسَة بقيادة اللواء ركن معاوية حمد عبد الله، واللواء ركن عبد الماجد، والعميد حسن درمود، وأركان حربهم من الضباط وضباط الصف والجنود، الذين حافظوا على مدينة بابَنوُسَة التي وصفها بالمشروع الثقافي والاجتماعي والسياسي لما تمثله من تماسك في الُلحمة، وقيمة اقتصادية، وقامة وطنية كبيرة، ونوه المهندس قور في إفادته للكرامة إلى الأهمية الاستراتيجية لبابَنوُسَة التي تحاول ميليشيا الدعم السريع اجتياحها وبسط نفوذ السيطرة عليها للاستفادة من انفتاح المدينة على الحدود، بحيث تكون الميليشيا في متناول يد الإمداد والدعم اللوجيستي سواءً من الجنوب عبر دولة جنوب السودان، أو من الغرب تجاه دولتي تشاد وأفريقيا الوسطى، وأكد المهندس أحمد سليمان قور أن ميليشيا الدعم السريع وبعد فشلها في السيطرة على مدينة بابَنوُسَة حاولت شراء الذمم وقدمت للواء معاوية، والعميد حسن درمود، مبالغ كبيرة جداً من أجل تسليم الفرقة 22 مشاة، ولكن وطنية الرجال كانت أكبر من أموال الميليشيا المتمردة، فظلوا مرابطين وصامدين وسط جنودهم، الذين بذلوا الغالي والنفيس، مؤكدين أن السودان لن يُؤتى من قِبَل بابَنوُسَة التي قال إن سقوطها يعني سقوط السودان.

خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر فإن ما جرى في مدينة بابَنوُسَة، يشير وبحسب مراقبين أن ميليشيا الدعم السريع باتت تواجه تآكلاً متسارعاً في صفوفها، وأن الأيام القادمة ستحمل مزيداً من الانكسارات على يد أبطال الفرقة 22 مشاة بابَنوُسَة، التي ستواصل مسيرة انتصاراتها التي تؤكد امتلاك الجيش لزمام المبادرة، وتبرهن في الوقت نفسه على تحوّل ميزان القوة لصالح القوات المسلحة في كردفان، ما يمهد الطريق لتحرير المزيد من المناطق في كردفان ودارفور، ما يعزز من ثقة المواطن في قدرة الجيش على استرداد كامل تراب الوطن.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.