منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي
آخر الأخبار
*الولاية الشمالية - دنقلا :* *متابعات حجازية محمد سعيد:* *-اللجنة العليا لدعم نفرة دعم المجهود الح... خارج النص /  يوسف عبد المنان يزفرها حرى :  *خوفي منك يابرهان .. وخوفي منك يا مناوي ... وخوف... *والي الشمالية يؤكد دعم جهود تطوير العمل بهيئة الإذاعة والتلفزيون* دنقلا: حجازية محمد سعيد *مدير شرطة الشمالية يشيد بدور الصحافة الإلكترونية في معركة الوعي والتماسك المجتمعي*    دنقلا : إعلام... *برنار هنري ليفي… حين ينطق الضمير الحر بالحقيقة السودانية* ✍️ مجدي عبدالعزيز قليل من كثير / ندى فضل الله تكتب : *المرأة السودانية: أمٌ، ومجاهدة، وصانعة للتاريخ....* *السعودية التي لم تخذلنا.. ولن تُفرِّط في أمن الإقليم* ✍ مجدي عبدالعزيز *امتحانات السودان:استمرار عمليات كنترول الشهادة وبدء مرحلة وضع الارقام السرية ( الكود)* شئون تركية  *تركيا والسودان: علاقة الشراكة والتاريخ والمستقبل*  لواء م د. معاوية صبري رشيدي علي ادم احمد يكتب  :   *الرباعية تصدعات في خارطة حل الازمة السودانية*

خبر و تحليل – عمّــار العركــي *القـرن الإفريقي على صفيح ساخن : إثيوبيا وإريتريا تستعدان للمواجهة… مصـر تـتـحـوّط و السـودان يتـرقّـب*

0

خبر و تحليل – عمّــار العركــي

*القـرن الإفريقي على صفيح ساخن : إثيوبيا وإريتريا تستعدان للمواجهة… مصـر تـتـحـوّط و السـودان يتـرقّـب*

ع ع
__________________________

▪️في خضمّ المشهد الإقليمي المحتقن في شرق إفريقيا، تتسارع المؤشرات على تصعيد إثيوبي جديد، يتجاوز ملف سد النهضة ليمتد إلى تخوم البحر الأحمر، عبر تحركات عسكرية ودبلوماسية لافتة تشمل كلًا من “جيبوتي، وإريتريا، والمنطقة العفرية الحساسة”. هذه التحركات تقابلها مواقف مصرية متشددة، ورفض صريح لسياسات أديس أبابا، فيما تنزلق المنطقة نحو معادلة معقدة تجمع بين الطموح البحري الإثيوبي، والتوجس الإريتري،والانكفاء السوداني.
▪️يأتي هذا كله في لحظة تبدو فيها “المنطقة العفرية” مرشحة لأن تكون نقطة اشتعال بين مشاريع النفوذ ، مدفوعة بخطاب قومي إثيوبي يستدعي الحق التاريخي في المنافذ البحرية، في مقابل اتهامات متزايدة لإريتريا بانتهاج سياسة التهجير وتغيير الواقع السكاني في سواحلها . وبينما تتحرك إثيوبيا في اتجاهات متعددة، من تعزيز التعاون العسكري مع جيبوتي، وزيارة قائد سلاح الطيران الإثيوبي إلى أبوظبي في إشارة إلى ترتيبات أمنية أعلى، إلى تسويق السردية العفرية في المحافل الدولية – تبدو المنطقة على أعتاب مواجهة مفتوحة أو تدويل صاخب ، في ظل غياب توافق إقليمي وانشغال الأطراف الدولية.
*_(١) تطورات تتجاوز السد… نحو البحر الأحمر_*
▪️تتزايد المؤشرات على تحرك إثيوبي نشط خارج إطار سد النهضة، وهذه المرة يتجه نحو القرن الإفريقي وسواحله، لا سيما منطقة “العفر الساحلية”، التي تقع في بؤرة التماس بين إريتريا وجيبوتي،وتشكل بوابة طبيعية نحو طموحات اثيوبيا البحرية.
▪️وقد تنامت مؤخرًا مؤشرات التصعيد الإثيوبي، بدءًا من زيارة مستشار الأمن القومي الإثيوبي إلى جيبوتي، واجتماعات لجنة عسكرية عليا بين الطرفين، وصولًا إلى خطاب رسمي إثيوبي للأمم المتحدة،ينتقد فيه “الممارسات الإريترية” ضد قومية”العفر”.
▪️هذا التحرك لم يأتِ من فراغ، بل يتصل مباشرة بالخطاب المتكرر لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بشأن “حق إثيوبيا في منفذ بحري”،وهو الخطاب الذي تحوّل من تلميحات إلى تحركات عملية سياسية وعسكرية على الأرض.
_*(٢) القاهرة ترفع الصوت:*_
▪️التحذير المصري من إعادة تشكيل القرن الإفريقي مقابل التصعيدالإثيوبي، أطلقت مصر تحذيرات علنية وواضحة، هي الأولى من نوعها منذ سنوات، على لسان وزير الخارجية المصري ،الذي أكد أن :
*” إثيـوبـيـا تسعـى لإعــادة تشكيــل الواقــع في القــرن الإفريقـي بالقـوة* “، مشيرًا إلى أن ما يحدث في منطقة العفر يهدد الأمن الإقليمي، وقد يدفع إلى مواجهة غير محسوبة العواقب، كما ان التصريح المصري يحمل دلالات مهمة:
*اولا* يشير إلى نوع جديد من التقدير الاستراتيجي المصري للمخاطر التي لا تتوقف عندأزمة سد النهضة.
*ثانيًا*،يعكس رفضًا مصريًا لأي محاولات إثيوبية لفرض أمر واقع جديد على البحر الأحمر،لما لذلك من تهديد مباشر لمصالح مصرالحيوية
*ثالثًا* ، قد يكون تمهيدًا لتحرك دبلوماسي أو أمني مصري مضاد، يعيد رسم خطوط التماس والنفوذ .
_*(٣) إريــتــريا : الهــدف الصـامـت لتـحركــات إثيـوبـيـا*_
▪️من ناحية أخرى، تظهر إريتريا كهدف رئيسي غير معلن للتحركات الإثيوبية. فمنطقة العفر التي تثار حولها الادعاءات الإثيوبية ، تخضع للسيطرة الإريترية، وتعتبر خط الدفاع الأول لاسمرا على ساحل البحر الأحمر.
▪️الاتهامات الإثيوبية لإريتريا بارتكاب “انتهاكات ضد قومية العفر” تهدف إلى نزع الشرعية السياسية والعرقية عن سيطرة إريتريا على تلك المناطق، تمهيدًا لاستدعاء تدخل دولي، أو فرض تفاهمات تُلزم إريتريا بفتح منافذ أو تقديم تنازلات.
▪️وبينما تلوّح إثيوبيا بـ”الحق العرقي والتاريخي”، تعتمد إريتريا على أدواتها الأمنية الصلبة، وتاريخها في الدفاع عن السيادة، مما ينذر بصدام محتمل في حال استمر الضغط الإثيوبي وتصاعد الخطاب القومي التعبوي.
*(٤) السـودان ….. صمــت الضــرورة أم غيــاب الــرؤيــة*
▪️رغم أن السودان معني مباشرة بالتطورات على البحر الأحمر، إلا أن صوته ظل خافتًا، وربما غائبًا، وسط هذا الحراك الإقليمي المتسارع. ويعزى هذا الغياب إلى انشغاله بالحرب الداخلية، وغياب الاستقرار المؤسسي، لكن ثمن هذا الغياب قد يكون باهظًا.
▪️فبينما تتحرك إثيوبيا ومصر وإريتريا ضمن رؤى استراتيجية واضحة، يبقى السودان خارج دوائر الفعل والتأثير، وهو ما يكرّس تهميشه من معادلات الأمن الإقليمي في البحر الأحمر، ويفتح الباب لتجاوز مصالحه الحيوية،أو فرض ترتيبات دون مشاركة فعالة منه.
_*(٥) السيناريوهات المفتوحة… حرب مؤجلة أم تدويل مرشح؟*_ .أمام هذا المشهد الواقعي ، تبرز عدة سيناريوهات محتملة:
١. *سيناريو المواجهة العسكرية المباشرة بين إثيوبيا وإريتريا*، عبر منطقة العفر أو من خلال تحركات وكيلة، مما ينذر بانفجار جديد في القرن الإفريقي.
٢. *سيـناريــو التدويـل التـدريجـي*، حيث تلجأ إثيوبيا إلى المحافل الدولية لوصم إريتريا باضطهاد العفر، سعيًا للحصول على دعم دولي لمطالبها البحرية.
٣. *سيـناريـو التفاهمـات المغلقـة*، عبر وساطة إماراتية أو صينية، تقود إلى ترتيبات مؤقتة تمنح إثيوبيا منفذًا رمزيًا أو تحت إشراف دولي.
٤. *سيناريـو التصعيـد المصـري*، إما دبلوماسيًا أو أمنيًا، لقطع الطريق أمام الطموح الإثيوبي، خاصة إذا تجاوز حدود المراوغة السياسية.
*_خـــلاصـــة الـــقـــول ومنـتـهــاه_ :*
▪️إنّ ما يجري في إقليم العفر وعلى سواحل البحر الأحمر ليس خلافًا حدوديًا بسيطًا، بل هو إعادة رسم لخرائط النفوذ في شرق إفريقيا. وللمفارقة، فإن الدولة الوحيدة التي لا تزال خارج هذا الرسم هي السودان، رغم أنه صاحب أطول ساحل على البحر الأحمر، وأكثر الأطراف تأثرًا بأي انفجار إقليمي.
▪️الصراع القادم قد لا يكون حول سدّ فقط، بل حول من يملك المفاتيح البحرية، ومن يصوغ قواعد المرور والنفوذ في أهم ممر مائي في العالم. ، فهل ننتظر حتى تكتب الخرائط بمداد النار ثم نُستدعى كشاهد أو تابع ؟ أم نلحق بما تبقّى من أوراق التأثير قبل أن تُحسم اللعبة بالكامل؟

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.