*الخرطوم تستعيد صوت الأجراس بعد ثلاث سنوات من الصمت* بقلم د.إسماعيل الحكيم..
*الخرطوم تستعيد صوت الأجراس بعد ثلاث سنوات من الصمت*
بقلم د.إسماعيل الحكيم..

*Elhakeem.1973@gmail.com*
بعد غيابٍ دام ثلاث سنوات عجاف الخرطوم تقرع أجراس مدارسها بعد ان غابت فيها الفصول وتحوّلت المقاعد إلى ذكرى، وتفرّق التلاميذ بين النزوح والتشرّد وضياع الأحلام . فإن الحرب قد أطفأت نور المدارس، وخلّفت وراءها مؤسسات تعليمية مدمّرة، وجدرانًا تحكي قصص الخوف والرحيل.
اليوم، لم يكن خبر استئناف الدراسة مجرّد عودة للكتب والدفاتر، بل كان عودةً للحياة نفسها. عودة للأسر التي هجّرتها نيران الحرب وعودة للمواطن الذي يرى في التعليم جسرًا نحو المستقبل وعودة لولاية الخرطوم إلى مسارها الطبيعي بعد أن دفعتها المأساة إلى حافة اليأس.
فتح المدارس في الخرطوم هو إعلان غير مكتوب بانتهاء واحدة من أعمق الجراح التي أصابت الولاية خاصة والسودان عامة . هو بداية لاستعادة النشاط الطلابي، وإحياء المسارح المدرسية، وعودة الدورات الرياضية، وانطلاقة لورشة إعمار واسعة لما دمّرته المليشيا من آلاف المدارس ومرافقها.
لقد أثبتت حكومة ولاية الخرطوم، وهي تعيد للتعليم صوته وملامحه، أنها حكومة مسؤولة تعرف أن الأمن والعلاج لا يكتملان إلا بتعليم يحمي الأجيال وإن جهودها في إعادة فتح المدارس بعد إعادة الأمن وتوفير الخدمات الأساسية، رسالة واضحة بأن الخرطوم قادرة على النهوض، وأن إرادة البناء أقوى من ركام الخراب.
اليوم، تتفتّح الأبواب أمام التلاميذ كما تتفتح أمام الخرطوم صفحة جديدة من الأمل… أملٌ بأن القادم أجمل، وأن التعليم سيظل راية النهوض مهما اشتدت العواصف.