منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

*بعد تحرير الخرطوم… وطنٌ ينزف وقائد في اختبار التاريخ* كوداويات ✍️ محمد بلال كوداوي

0

*بعد تحرير الخرطوم… وطنٌ ينزف وقائد في اختبار التاريخ*

 

كوداويات ✍️ محمد بلال كوداوي

بلال

 

تحرير الخرطوم؟! نعم حدث ذلك ولكن بأي ثمن؟
الخرطوم اليوم ليست عاصمة محرَّرة بل مدينة مدمّرة، محروقة، منكوبة…
الخرطوم صارت رماداً يتطاير في وجه التاريخ وقد خُرّبت أكثر مما خُرّبت “مالطا” بعد قصفها في الحرب العالمية.

ولكن السؤال الذي يصرخ في وجه الجميع لماذا لا تزال الحكومة رابضة في بورتسودان وكأنها في منفى اختياري؟
لماذا رتم الحرب بطيء إلى درجة تُشعر الشعب بالخيانة؟
لماذا تُترك الفاشر محاصَرة تئن تحت نيران الجوع والخوف؟
ولماذا الجنيه السوداني ينهار بسرعة الصاروخ حتى صار المواطن يبيع عرق جبينه مقابل حفنة من الخبز؟

يا برهان… أيها القائد الذي نجا من الموت بأعجوبة وبتضحيات الرجال الذين من حولك هل حسبت أن تحرير مدني والخرطوم كافٍ لتكتب اسمك في دفاتر النصر؟
أي نصر هذا والخرطوم مهدمة والفاشر مستصرخة والاقتصاد يترنح والبلاد تنزف من كل جرح؟

وسط هذا الخراب يقف أبطال الجيش السوداني شامخين كالجبال .
رجالاً حملوا أرواحهم على أكفّهم وبذلوها رخيصة في سبيل الأرض والعرض.
هؤلاء الجنود هم تاج على رأس الوطن ودماؤهم هي التي رسمت حدود السودان من جديد وصبرهم هو الذي أبقى للبلاد ما بقي من كرامة.

كم من بطلٍ ودّع أطفاله الصغار ولم يعد؟ كم من شهيدٍ رحل وترك خلفه أسرة مكلومة وأبناء يتامى ينتظرون من الدولة رعايةً ووفاءً لا خذلاناً ونسياناً؟

يا برهان… أيها القائد اعلم أن المقياس الحقيقي للوطنية ليس في خطبك ولا في اجتماعاتك
بل في وفائك للشهداء والجرحى.
هؤلاء الذين واجهوا الموت بصدورهم العارية وتركوا لك ولنا الأرض حرة أو تكاد.

الشهيد الذي رحل وخلّف وراءه أطفالاً يتامى لا يسأل عن السياسة ولا البيانات بل يسأل: هل ستكفلون أسرتي؟
هل سترعون صغاري؟

والجريح الذي فقد ساقه أو ذراعه لا ينتظر التصفيق بل ينتظر دواءً وكرامة ورعايةً تليق بتضحيته.

إن نسيان هؤلاء هو خيانة صريحة لدمائهم وتجاهل أسرهم هو طعنة في خاصرة الوطن. فماذا أنتم فاعلون يا قادة السودان؟
أتبنون دولةً تليق ببطولاتهم
أم تكتفون بترديد أسمائهم في المناسبات وكأن دمهم حبر على ورق؟

الحل ليس في الخطب ولا في الاجتماعات العقيمة
بل في قرارات بحجم الدماء التي سالت:

الحل في :
• توحيد القيادة العسكرية وتطهيرها من الخونة وتجار الحروب.
• كسر حصار الفاشر فوراً قبل أن تصبح وصمة عار في جبين كل قائد.
• حسم سريع وحازم فالوقت ليس في صالحنا ورتم السلحفاة يعني موت الوطن.
• خطة اقتصادية طارئة توقف نزيف الجنيه وتستعيد للناس ثقتهم في دولتهم.
• رعاية أسر الشهداء والجرحى فهؤلاء هم خط الدفاع الأول عن الوطن ومن يتجاهلهم يخون دماءهم.
• مؤتمر وطني جامع بعد الحرب يؤسس لدولة جديدة بلا فساد بلا مليشيات بلا استبداد.
.محاكمة كل الخونة والمتعاونين

يا برهان… أيها القائد إن اكتفيت بسلامتك وتركت الخرطوم رماداً فسيسجلك التاريخ في خانة الفشل والخذلان.
أمّا إذا نهضت اليوم وأمسكت زمام المبادرة بقبضة من حديد ونار فسيذكرك الناس قائداً أنقذ وطنه ساعة السقوط.

النيل يسأل: إلى متى الدماء تجري على ضفافه بلا حساب؟
والشهداء يجيبون: لا تُهدروا دماءنا في بازار السياسة الرخيصة.
والوطن يصرخ: أما آن للرجال أن يقوموا؟ أما آن للقائد أن يثبت أنه قائد يسجل اسمه بحروف من ذهب ؟

*الزمن يداهمك… والسودان يناديك… فإما أن تكون رجل المرحلة بحق وحقيقة أو تكون مجرد ظلّ عابر يُمحى اسمه مع غبار الخراب*

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.