مقال رقم ( ٢٢ ) / صلاح التوم من الله *استعراض كتاب : [ثقافة أعلام صحافة ] تأليف : صلاح التوم من الله* *الإذاعة لها دور كبير في توحيد الشعور الوطني* *الاذاعة السودانية المؤثر الأول إعلاميا وثقافيا في سبعين عاما*
مقال رقم ( ٢٢ ) /
صلاح التوم من الله
*استعراض كتاب : [ثقافة أعلام صحافة ] تأليف : صلاح التوم من الله*
*الإذاعة لها دور كبير في توحيد الشعور الوطني*
*الاذاعة السودانية المؤثر الأول إعلاميا وثقافيا في سبعين عاما*
ظلت الاذاعة السودانية في سبعين عاما المعبر بالصوت والصورة الذهنية عن أحداث وتراث وتاريخ وامكانات وأفكار وآراء وآداب وفنون وتطلعات وآمال الشعب السوداني بكل ما تدربت عليه من تقنيات الراديو وفنيات الأخبار والبرامج والدراما والموسيقى والغناء حتى أصبح الراديو جزءا لا يتجزأ من حياة الانسان السوداني في البوادي والقرى والحضر والمدن والمنازل والأسواق والسيارات وغير ذلك في عشرات السنوات السابقة ..
الاذاعة السودانية المؤثر السوداني الأول إعلاميا وثقافيا من حيث الانتشار وقيادة الرأي العام والتذوق الفني في أوساط البسطاء والأميين والعامة والخاصة ويرجع لها الفضل في تعبئة الجماهير لمصلحة الوطن وفي صياغة الكيان الفني للمواطن السوداني، فهي التي نشرت الأغنية الشعبية في برنامج ربوع السودان وغيره، وربطت الشعب وجدانيا من خلال الاستماع والتفاعل مع الأغاني الشعبية لمختلف المناطق والقبائل والأعراق، ونشرت إلى الملايين أغنيات الحقيبة والأغنيات الوطنية وأغاني الحماسة والفروسية ، وكل ذلك تراث لا زلنا ندور في فلكه ونطرب له ولا نمل الاستماع إليه. والاذاعة السودانية هي التي صنعت ونشرت الأغنية السودانية الحديثة والموسيقى السودانية الحديثة ابراهيم الكاشف وحسن عطية وعثمان حسين وابراهيم عوض ومحمد وردي وبرعي محمد دفع الله وغيرهم وفي الأجيال الفنية اللاحقة
كما نشرت هنا أم درمان المدائح والسيرة النبوية والقرآن الكريم والتفسير بالاضافة إلى برامج الدين والفتاوى والتربية الروحية والصوفية .. وكانت الدراما في اذاعة أم درمان ذات قواعد ثابتة وأسماء معروفة ومسلسلات متواصلة يحسدها عليها التلفزيون والمسرح، ويعتبر مسلسل الخامسة إلا ربعاً علامة بارزة ومحطة ينتظرها كثيرون مثل نشرة ثمانية، وتفسير القرآن للدكتور عبد الله الطيب قبل السابعة مساء، وعالم الرياضة قبل الثالثة، ومن أهم خدمات اذاعة
أم درمان التي لا يجدها المواطن في غيرها أنباء الوفيات وهي تقدم خدمة جليلة للتواصل الاجتماعي حتى بعد ظهور الموبايل يحرص الناس على اذاعة أنباء الوفيات من الاذاعة ، ويغضب بعض أقرباء المتوفي اذا لم تذكر أسماؤهم في هذه الأنباء.
أما أرشيف الاذاعة السودانية فهو ذاكرة الأمة بحق وتحول مؤخرا إلى اذاعة فرعية قائمة بذاتها تقدم ما يذخر به هذا الأرشيف الثري والضخم من كنوز للأجيال الجديدة وكنت أول من اقترح قيام اذاعة في موجة
اف ام تفعل ذلك ..
الاذاعة لها دور كبير في توحيد الشعور الجماعي والوحدة الوطنية لأن الاسماع في كل أرجاء الوطن تتجه إليها في وقت واحد ويترسخ هذا المعنى الوطني في حالة نقل المناسبات والأحداث الوطنية ونقل مباريات كرة القدم حيث تتعلق كل القلوب في أنحاء البلاد وخارجها بالراديو وهو يذيع مباراة للسودان مع دولة أخرى، وحل التلفزيون محل الاذاعة في هذا المجال ..
قدمت الاذاعة السودانية كثيرا من الفاعلين في مجال الثقافة ويكفي ان الروائي العالمي الطيب صالح كان اذاعيا وتبوأ الاذاعيون المناصب الاعلامية والسياسية العليا وعمل وزيرا للثقافة والاعلام محمد خوجلي صالحين والبروف على شمو أكثر من مرة ويعمل شمو الآن رئيسا لمجلس الصحافة والمطبوعات وتفوق الاذاعيون السودانيون في الاذاعات والقنوات العالمية مثل عبد الرحمن زياد ومحمد خير البدوي واسماعيل طه وأيوب طه وغيرهم في امريكا واوربا ودول الخليج وماليزيا ودول أخرى، وسعى الاذاعيون للحصول على أرفع درجات العلم، وحصل على درجة الدكتوراه أبو بكر عوض وصلاح الدين الفاضل وعبد المطلب الفحل وعبد الدائم عمر الحسن وعفاف الصادق وعوض ابراهيم عوض الحاصل على أكثر من درجة دكتوراه وغيرهم حصلوا على العديد من الدرجات العلمية وأسماء أخرى يؤهلها عطاؤها إلى أرفع الدرجات مثل ليلى المغربي ومحمد طاهر وحمدي بولاد وعمر الجزلي وحمدي بدر الدين وروضة الحاج ومعتصم فضل ومحمد عبد الكريم وأحمد قباني ومحمود أبو العزائم وغيرهم .
صلاح التوم من الله
صحيفة الصحافة – ٢٧ / ١ / ٢٠١٤
*****
مقال رقم ( ٢٣ )
من نماذج العمل البرامجي لاذاعة ام درمان
البرنامج الثاني إذاعة الفكر والثقافة والعلوم
صلاح التوم من الله
تعتبر اذاعة أم درمان من أرسخ المؤسسات الإعلامية والثقافية الشعبية وأكثرها خبرة ودربة وتؤهلها تجاربها الطويلة أن تصبح مدرسة متميزة ومتفردة في العمل الإذاعي العربي. ويعتبر البرنامج الثاني من أهم أعمدة اذاعة هنا أم درمان ..
وتقوم فلسفة إذاعة البرنامج الثاني على تقديم خدمات برامجية متخصصة في موضوعات الفكر والثقافة والعلوم والتكنولوجيا وعلوم الحضارة ..
ويقول صلاح الدين الفاضل : البرنامج الثاني خدمة اذاعية تقوم على الاستقطاب الاستراتيجي لعلماء وبحاثين ومفكرين وأدباء السودان وذلك حتى يطلوا على العالم والواقع المحلي باسهامات سودانية متميزة ..
وجاء في حديثه بنشرة رسمية عندما كان نائبا لمدير عام الهيئة القومية للاذاعة قبل أكثر من عشرين عاما ان البث التجريبي لإذاعة البرنامج الثاني بدأ في الثاني من مارس عام اثنين وتسعين وتسعمائة وألف، والمدى الزمني للبث ثلاث -ساعات يوميا على الموجة المتوسطة ۳۹۳ مترا بذبذبة قدرها ٧٦٥ ك. هـ. وعمل اسماعيل الحسن بابكر كأول مدير لها، ثم أحمد طه أمفريب وابراهيم البزعي وذو النون بشرى. ومن برامج إذاعة البرنامج الثاني في ذلك الوقت :
* التشكيل في الثقافة السودانية أحمد الطيب زين العابدين ويتناول التشكيل والممارسة الفنية في الثقافات السودانية ..
* معرض الرأي بخيت أحمد عيساوي يستضيف خبير العلوم السياسية بروف مدثر عبد الرحيم متحدثا عن الفكر الثقافي والسياسة والتحولات الاجتماعية والسياسية في إفريقيا والوطن العربي والعالم .
* ندوة إعادة كتاب التاريخ د. صلاح محيي الدين، يطرح وجهات نظر في تاريخ السودان تختلف عن آراء فلاسفة الاستعمار ومؤرخيه .
* الحضارة النوبية ذو النون بشرى، يتناول الأثر الثقافي لنوبة شمال السودان ودورهم في تكوين حضارة وادي النيل.
* السودان والتحدي التكنولوجي بروف أحمد عبد الرحمن العاقب يتناول النظريات والتجارب العالمية والتطور العلمي ..
* من الفكر الإسلامي د. أحمد علي بابكر يتناول المدارس الفكرية التي أثرت في الفكر الإسلامي
* ندوة التأصيل د. إبراهيم عكاشة يتناول وجهات نظر المستشرقين في أمور الحضارة والدين والفكر الثقافي
* ثقافة سودانية الرشيد احمد عيسى يستضيف البحاثة السودانيين في أمور الثقافة والفنون والموسيقى والرقص متناولين ثقافات الانفسنا، جنوب السودان ، وغربه وشرقه .. الخ.
* الموسوعة الثقافية أحمد عبد المجيد يقدم شذرات تعريفية لكل ما يتعلق بالثقافة بشكل عام شخصيات مصطلحات تاريخ فنون اختراعات نظريات فلسفية وعلمية
* أسفار وقواف مجذوب عيدروس يتناول شعراء وأدباء السودان حياتهم وإنجازاتهم.
* ذاكرة الدراما السودانية فوزية يوسف يتناول ويوثق لمسيرة الدراما وكتاب الدراما السودانيين
* حوار الثقافة أحمد عبد المجيد مساحة فكرية لمناقشة القضايا الثقافية في طرح يميل إلى العمق والنضوج.
* من خزانة الأدب بروف عبد الله الطيب يتناول أهم الكتب الأدبية التي شكلت نقاط تحول في مسار الأدب والفكر العربي.
* من الموسيقى السودانية محمد سيف يتناول قضايا الموسيقى في السودان
* مطالعات في الثقافة والسياسة د. إسماعيل الحاج موسى يتناول نقاط التماس الفكرية والمعرفية والاجتماعية بين الثقافة والسياسة نظرية وممارسة.
* من أناشيد الحداة موسى أحمد مروح يتناول ثقافة وأشعار الكبابيش بشمال كردفان
* من عيون الشعر العربي أحمد عبد المجيد يتناول عيون الشعر العربي التي تمثل علامات مضيئة في ديوان الشعر العربي لقيمتها الأدبية والفنية
* مسألة ثقافية صلاح الدين الفاضل يتناول مسافة من حياتنا الثقافية والأدبية من منظور فكري نقدي وجمالي.
* منتخبات ثقافية أحمد طه أمغريب مختارات من بعض الأعمال الثقافية مع التعليق واعطاء خلفية للمختارات والمواقف والأحداث ..
وسنفرد مساحة صغيرة دوريا للتعريف بالبرامج الإذاعية والتلفزيونية القديمة للاستفادة من هذا الإرث المهمل .
صلاح التوم من الله
صحيفة الصحافة – ٣ / ١١ / ٢٠١٤
*****
مقال رقم ( ٢٤ )
هام الي الاذاعة والتلفزيون
أعيدوا الحياة الي التراث المرئي والمسموع
في قنوات خاصة
صلاح التوم من الله
تقدم ادارات المسارح المسرحيات الجديدة لكنها في الوقت نفسه تفرد حيزا مناسبا في مواسمها السنوية لاعادة المسرحيات القديمة ويقبل على المسرحيات القديمة المعادة الجمهور القديم والجمهور المتجدد على حد سواء على سبيل المثال مسرحية (عطيل) لشكسبير عرضت لاول مرة عام ١٦٠٤ وظلت تعرض منذ ذلك الوقت وحتى الان خلال اربعمائة عام في كل انحاء العالم وقس على ذلك بقية مسرحيات شكسبير وغيره من الكتاب وينطبق الأمر نفسه علي القصص والروايات ديكنز وهيجو وهمنغواي وغارسيا ونجيب محفوظ والطيب صالح وغيرهم لا تقتصر على طبعة اولي فقط بل تتوالي الطبعات دون انقطاع لنفس الروايات والقصص طالما انها ذات قيمة وجمهورها يتنامي ويزداد علي مر السنين .. كثير من الكتابات الصحفية يعاد نشرها في كتب تطبع عدة مرات لعدم انتفاء حاجة الناس اليها في كل مرة .. اعاد المصريون كل ارشيف افلامهم السينمائية القديمة الي البث مرة اخري في قنوات تلفزيونية خاصة بذلك فاعادوا الحياة بذلك الى اسماعيل يس ونجيب الريحاني وعلي الكسار وفريد شوقي وليلي مراد وشكري سرحان ورشدي اباظة وغيرهم من نجوم السينما القدماء والذين تتعرف عليهم الاجيال الجديدة ، وعلى الموضوعات والاغنيات السينمائية في قناة (افلام زمان) وغيرها من القنوات المثيلة واعاد المصريون بنفس الطريقة بث اغنيات زمان خاصة ام كلثوم وعبد الحليم حافظ في قنوات خاصة ..
الجهات المرسلة للاعمال الفنية المعادة تستفيد من ناحيتين الأولى جعل هذه الاعمال القديمة في حالة حركة وتواصل متجدد مع المتلقين بدلا من قبرها في الاراشيف والناحية الثانية ان هذه الاعمال الفنية القديمة المعادة لا تكلف الجهات المرسلة لها اعادة انتاج لانها منتجة جاهزة وبذلك تحصل علي اوسع مساحات زمانية وعلي اكبر قطاعات جماهيرية متوالية باقل تكلفة مالية صحيح ان الناحية الفنية في الصوت والصورة تقل كلما رجع تاريخ العمل التلفزيوني والاذاعي الي الوراء لكن ليس الي الحد الذي يستحيل معه اعادة البث فضلا عن ان الموضوع وليس الشكل هو الاساس في الرسالة الاعلامية وجاذبة وفائدة الموضوع تجعل العيوب الفنية اذا وجدت ثانوية وغير ذات بال ..
الاذاعة والتلفزيون في السودان يجلسان علي كنز ضخم ومهول في الارشيف الصوتي والمرئي من الاعمال الفنية المتراكمة منذ عشرات السنوات الي الان بعضها ضاع او مسح او اتلف او ينتظر حتفه والباقي مدفون بالحيا في الغرف الباردة ويشتمل علي تاريخ وتوثيق وفنون واداب وعلوم وسياسية ومجتمع ونبض الحياة السودانية في أكثر من ستين عاما ويتضمن ابداع صفوة وخلاصة اهل السودان من اذاعيين وتلفزيونيين وعلماء وادباء ومسرحيين و دراميين وموسيقيين وسياسيين ومسئولين وشخصيات اجتماعية ورجال المال والاعمال والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني ورجال الدين والطرق الصوفية ومجالات المرأة والاطفال والتواصل مع الدول الاخري وغير ذلك من سجل الحياة السودانية ..
ماذا تفعل الاذاعة والتلفزيون؟ كل يوم وكل شهر وكل دورة تنتج العشرات والمئات من الاعمال الفنية الجديدة وتعامل بنفس المفهوم القديم تعرض مرة اولي وربما ثانية ثم تاخذ طريقها الى (مقابر احمد شرفي الفنية)
ولا ادري ماهي الحكمة في حفظ اطنان من الاعمال الفنية تتضخم كل يوم اذا كنا لا نفكر في نصف قرن من ان نستفيد منها أكثر من العرض الأول وربما الثاني؟ .. اسال اي مخطط و منظر اعلامي مسئول لماذا تحتفظوا بهذا العدد المهول من الاشرطة؟ ومتى يأتي ذلك اليوم الذي ستستفيدون منها فائدة قصوي ..؟
ان الاستفادة منها بالأخذ منها للاستعانة بالمستلف في اعمال جديدة لايساوي معشار في المائة من حجمها الضخم ويقتصر اعادة بثها على الاغاني والموسيقى والقرآن والمدائح وقدر ضئيل جدا في الاذاعة لاعمال كبيرة ولامثيل لها مثل تفسير القرآن للدكتور عبدالله الطيب .. ان الكثير جدا من الاعمال الاذاعية والتلفزيونية الممتازة جدا لاسماء لامعة في مختلف المجالات يرغب المتلقون بشدة في اعادتها مرارا وتكرارا لا تحظي بذلك لمجرد ان العادة المتوارثة جرت الا يعاد اي برنامج اكثر من مرتين واكثر ما استطاع التلفزيون فعله عندما احس بالتراكم التاريخي الرهيب للاشرطة تقديم برنامج اسبوعي تعاد فيه بعض المواد القديمة لكن هذا لا يحل المشكلة لانه لا يمثل شيئا قياسا بحجم الموجود في ارشيف التلفزيون .. اذا سالت اي مسئول لماذا لاتعاد الاعمال الفنية القديمة؟ الاجابة التقليدية هي ان زخم الاعمال الجديدة لايتيح مجالا لعرض الاعمال القديمة ..
لذلك نقترح ان يطلق التلفزيون السوداني قناة خاصة بعرض الاعمال القديمة بمختلف مجالاتها وسواء كانت (ابيض واسود) او (بالالوان) علي مدار الاربع وعشرين ساعة وتطلق الاذاعة السودانية قناة مماثلة في موجة ال FM باسم ( كلاسيك ) او (الإذاعة زمان) او اي اسم آخر وهذا وحده هو الذي سيعيد الحركة والحياة من جديد للكنز الإذاعي والتلفزيوني المدفون في الارشيف وسيعيد الحركة والحياة للمبدعين السودانيين في مختلف المجالات من مات بالفعل ومدفون في احمد شرقي او البكري او فاروق وغيرها ومن مات بالحيا ومدفون في ارشيف الإذاعة والتلفزيون
من يكلف بهذه المهمة سيذهل عندما يتصفح الاشرطة القديمة لانه سيجد فيها ما يفيد الناس الآن أكثر من بعض منتجات الاذاعة والتلفزيون الحالية خاصة الاشرطة المنتجة في عقدي الستينات والسبعينات العصر الذهبي السوداني للادب والفنون بالاضافة الى عقود نهاية القرن الماضي وصحيح أن بعض الاشرطة القديمة لا يصلح حاليا من الناحية الموضوعية ولكن هذا قليل ومحصور غالبا في بعض المواد السياسية ومن السهل علي مدير البرامج أن يميز بينها ..
اعيدوا الحياة من جديد للتراث السوداني المرئي والمسموع فلا توجد حكمة في سجنه المؤبد مع سبق الاصرار كانه وثائق عسكرية سرية .. بالله عليكم في مجال واحد فقط كم عدد المسلسلات الدرامية و التمثيليات في الاذاعة والتلفزيون؟ وكم صرف عليها وكم مرة عرضت ؟.. وهل يمنع عرض مسلسل جديد في الاذاعة ان يعرض مسلسلا قديما في زمن آخر؟… كثير من الناس قرأ رواية موسم الهجرة الي الشمال مرات عديدة وعندما يبحث عنها قارئ يجد دائما طبعة جديدة عندما تنفذ الطبعة السابقة وكثير من الناس يرغب في الاستماع الى مسلسلات حمدنا الله عبد القادر لكن لا يجد الى ذلك سبيلا بينما يستطيع ان يشاهد افلام اسماعيل يسن او فريد شوقي اذا تابع قناة (افلام زمان) :
افتحوا الاذاعة في عمقها للجماهير وكذلك التلفزيون فالاذاعة والتلفزيون هما ٧٠ عاما من الانتاج للأولى و ٥٠ عاما من الإنتاج للثاني وليس فقط ما يقدم من انتاج عام ۲۰۱۰ والتعامل مع المتلقي بما في اللحظة الانية فقط مثل شيخ يتحدث لك في كل مرة بما يحدث له في اللحظة الآنية بينما يختزن في دواخلة درر قيمة من التجارب السابقة في حياته دون أن يحدثك عنها.
صلاح التوم من الله
صحيفة قوون – ٢١ / ١ / ٢٠١٠
*****
كتبت اقتراح انشاء قناة اذاعية تعيد الحياة الي ارشيف الإذاعة يوم ٢١ يناير ٢٠١٠ وبعد ٤١ يوم من نشر اقتراحي تم افتتاح اذاعة (ذاكرة الأمة)