منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

د. حيدر البدري.. يكتب نقطة سطر جديد *أهل القحط والتقزم والتوهان بين مفهوم المعارضة السياسية والخيانة الوطنية* 

0

د. حيدر البدري.. يكتب

 

نقطة سطر جديد

*أهل القحط والتقزم والتوهان بين مفهوم المعارضة السياسية والخيانة الوطنية*

حيدر خرطوم

اثناء المعارك السياسية التي تشهدها العديد من البلدان، يبرز دائماً ذلك الخط الرفيع الذي يفصل بين المعارضة المشروعة للنظام الحاكم وبين الخيانة الوطنية، حيث تختلط المفاهيم وتتداخل التهم فيسقط الجميع في فخ الاصطفاف الإقصائي الذي يلغي الآخر وينتهك حق الاختلاف. فكيف يمكن التمييز بين النقد المشروع والتجاوز المحظور؟ وأين تقع الخطوط الحمراء الوطنية الحقيقية التي لا يجوز تخطيها؟
لا شك أن المعارضة السياسية هي ركن أساسي من أركان أي نظام ديمقراطي، وهي الضمانة الحقيقية ضد استبداد الحكام وانحرافهم عن الصالح العام. فالمعارضة التي تراقب وتنتقد وتقترح البدائل هي لاشك دماء جديدة تدب في شرايين الوطن لتحميه من الجمود والفساد.
وقد أكدت المواثيق الدولية والقيم الديمقراطية أن للجماعات والأفراد الحق في مناقشة كل القضايا بما فيها انتقال السلطة وتبدل النخب الحاكمة، طالما أن هذا النقاش لا يشكل تهديداً حقيقياً لسلامة المجتمع وأمنه. وعندما تتحول الحساسيات السياسية وتتجاوز الخطوط الحمراء تصبح خطرا حقيقيا على السلم المجتمعي. و النتيجة الحتمية هي نحر حرية الرأي وإضعاف الممارسات الديموقراطية.
أما الخيانة الوطنية فهي تجاوز لكل الحدود، وهي التواطؤ مع جهات خارجية ضد مصلحة الوطن، أو العمل على تقويض أمنه وسيادته. وفي التحليل النفسي للخونة، يشير المختصون إلى أن الشخصية الخائنة غالباً ما تكون شخصية مضطربة وغير مستقرة تعاني من “الجرح النرجسي” و”عقدة أوديب” والعداء للسلطة والوطن . ( هنا… نحن لم نات بسيرة _ بقال_ وسلك_ وحمدوك) وامثالهم. قفزت فقط الفكرة الى ذهنك لوحدها لتشابه الأوصاف ووقعها عليهم.
ويختلف الخونة في دوافعهم وأشكالهم، فمنهم من يفعل ذلك بسبق الإصرار والترصد ( قلنا لاتفكر في بقال وحمدوك ووو..) ومنهم من يقع ضحية لظروفه، لكن القاسم المشترك بينهم هو أنهم لا يعترفون بأنهم خونة، بل يصنعون لأنفسهم حزمة من الدوافع المصطنعة لتغطية بشاعة جرمهم، لأن “الخائن لا يقول لنفسه أنا خائن” كما يوضح الطبيب النفسي وضابط “الموساد” السابق إيلان ديامانت .
الخطوط الحمراء مصطلح برز في الأدبيات السياسية والدبلوماسية ليشير إلى الحدود التي لا يمكن تجاوزها، والتي يؤدي تخطيها إلى عواقب وخيمة. وتصبح هذه الخطوط مشروعة عندما تكون مرتبطة بحقوق الآخرين أو بسلامة المجتمع والوطن ، أما عندما تتحول إلى أدوات لقمع الحريات وإسكات الأصوات المخالفة، فإنها تفقد شرعيتها الأخلاقية والسياسية .
وفي العلاقات الدولية، ترتبط “دبلوماسية الخطوط الحمراء” بموازين القوى، حيث تستخدمها الدول لإرساء سلام صعب من خلال بعث رسائل بعدم تجاوز حدود معينة، كما حدث في أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 التي كادت تؤدي إلى مواجهة نووية بين القوتين العظيمتين .
على اية حال عندنا في السودان، نموذجاً صارخاً للخلط المتعمد بين المعارضة والخيانة، “الوطنية” . .
كيف يمكن إذن التمييز بين المعارضة السياسية المشروعة والخيانة الوطنية؟ هناك عدة معايير موضوعية يمكن الاستناد إليها:
الاستعانة بالخارج : فالمعارضة تختلف عن الخيانة عندما تتحول إلى استعانة بقوى خارجية للضغط على الوطن.
ايضا الشفافية : فالمعارضة المشروعة تكون علنية وواضحة في أهدافها ووسائلها. وليس مؤامرات تحت الطربيزة وامور تدبر بليل.
ايضا الوسائل المشروعة : المعارضة تلتزم بالقانون والدستور، بينما الخيانة تتجاوز كل الحدود. فتتعاون مع سفارات ومنظمات مشبوهة.
وتحديد الغاية : فالمعارضة تهدف إلى الإصلاح، بينما الخيانة تهدف إلى الهدم
( حتى الآن لم نتحدث او نتهم اهل القحط والتقزم) انت فقط تفكر في ذلك.

حاشية :
رسالة : لحمدوك وسلك وحنان وبقال وبرمه.. و.. و.. بقية بلهاء السياسة :
المعارضة ايها السادة تنتقد النظام من أجل الوطن، بينما الخيانة تهدم الوطن من أجل النظام.
وضح؟!
شاهت الوجوه.
نقطة سطر جديد.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.