منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

أفياء ايمن كبوش يكتب :  *حكايات مؤلمة.. ومنسية.. !*

0

أفياء

ايمن كبوش يكتب :

*حكايات مؤلمة.. ومنسية.. !*

# ربما تبدو فزاعة (الانضباط فوق العدالة) كبديل وجيه وموضوعي يكبح جماح السادة (الزباط) بما يحملونه من اعباء على الصدور والاكتاف وثمة طموحات، ولكن تلك العبارات تتقاصر أمام هياج ضباط الصف (حضرة صول فما دون والجنود) مهما كانت جودة التدريب وعرق الميدان.. تتقاصر جداً يا سيدي الفاضل، بمعادل الرواتب الشحيحة وسنوات الخدمة التي ربما تخرج منها متكيئا على عكاز.. وهذا هو قسمك.. المعادلة جد صعبة ولكن تصاريف الحياة السودانية توجدها بشكل صحيح واحداثيات صحيحة.. فرغم المفارقات والفوارق.. نسمو جميعا في رحاب نحن جند الله.. جند الوطن.. و….
# قاتل الله النسيان.. بتاريخ 23/9 من هذا العام.. كتبت هذا الذي كتبته ثم انصرفت عنه لأمر آخر.. لا يعلو أهمية بطبيعة الحال.. ولكنها الأقدار.. الان اعود إليه (متذكرا).. ولكن بعد أن وقعت (فؤوس على الرؤوس).. والتاريخ أعلاه هو بداية اعلان عمل اللجنة الكارثية، يومها كتبت: (قبل أيام عديدة، قام رئيس هيئة الأركان بتشكيل لجنة ودفع بها إلى العاصمة المصرية القاهرة.. من أجل إخلاء المشافي المصرية من مصابي وجرحي معركة الكرامة.. بحجة غير مكتوبة تقول أن الحكومة السودانية باتت عاجزة عن دفع فاتورة العلاج لعدد كبير من الضباط وضباط الصف والجنود، هذا القرار، لتأكيد صحته وموضوعيته يحتاج لقرار طبي يؤكد بأن هؤلاء الجرحي والمصابين لم يعودوا في حاجة للمتابعة والعلاج وقد بلغوا الصحة والعافية التي تمكنهم من العودة إلى السودان.. وبالتالي ممارسة أعمالهم العسكرية المعتادة، ولكن هذا لم يحدث، إذ تفاجأ العسكريون في مشافى القاهرة والجيزة بحضور اللجنة التي طالبتهم بالاخلاء وترتيب أوضاعهم للعودة، بينما يقول المصابون ان هذا الإجراء الصادر من رئيس هيئة الأركان سببه أن الدولة السودانية أصبحت عاجزة عند دفع الأموال وتسديد الفواتير.. فهل كان وجود هؤلاء الأبطال في المشافي الخارجية من أجل العلاج ام الرفاهية ؟ هذا تطور خطير في العلاقة بين منسوبي المؤسسة العسكرية من ضباط وضباط صف وجنود.. وما كان لرئيس هيئة الأركان أن يورط نفسه في مثل هكذا إجراء دون أن يكون مسنودا بالتقارير الطبية التي تحمي قراره الكارثي.. الجدير بالذكر أن القوات المسلحة السودانية تدفع لمصاب العمليات مبلغ 100 دولار فقط كمصروفات إدارية لمرة واحدة في الشهر.. بينما يتلقى المصاب من مؤسسة نظامية اخرى مبلغ 7000 جنيه مصري.. ورغم ذلك صاحب الدعم الأقل يبحث عن الإخلاء..)
# انتهى المقال المنسي في زحمة المنسيين الكثر.. ولاحقا جرت احداثا كثيرة تحت جسر الأزمة، وعلمت لاحقا أيضا أن اللجنة برئاسة (مجدي وصفي) الذي كان أسيرا في الأيام الأولى لاندلاع الحرب… ! وفي نهاية الامر هو (عبد المأمور) ينفذ تعليمات ما هو أعلى منه، مع أن (تقدير الموقف) الصحيح كان يتطلب منه تعاملا إنسانيا مختلفا يراعي الحالة النفسية لهؤلاء الجنود، مازالت ذاكرتنا السودانية تحتفظ ببعض المواقف والتصرفات الاحتجاجية في قلب العاصمة الخرطوم مثل إغلاق الشوارع والكباري إلى رمي السيارات بالحجارة والعكاكيز.. فما بالكم كيف يكون حال هؤلاء الأبطال في ديار الغربة بعد ان مهروا بالدماء الغالية.. تفاصيل تضحيات لا يمكن أن ترمى في سلة الإهمال والبوار.. قرار ايقاف المرتبات ليس حلا نهائيا للأزمة خاصة بعد أن تضاعفت الفواتير بوجود مرافقين من الأسر التي تسكن بالشقق.. يبدو أن المشكلة اكبر من امكانيات الملحق العسكري العميد الركن (محمد حامد) الذي صبر كثيرا على حصار المصابين للسفارة السودانية.. الأمر يتطلب تدخلا من رأس الدولة والقائد العام.. لابد من الحكمة والاتزان في حضرة اسود الميدان.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.