منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

*اقحام قادة القبائل فى الاستنفار خطأ يجب تداركه …* إبراهيم مليك 

0

قحام قادة القبائل فى الاستنفار خطأ يجب تداركه …*

 

إبراهيم مليك

الاثنين ٢٠٢٥/١٢/٨

فى خضم التنافس على القيادة وتقدم الصفوف وحب الزعامة برزت إشكالات حقيقية تحتاج إلى تدارك سريع حتى لا تنعكس المعركة بين القبائل مستقبلاً….
الخطأ الذى وقعت فيه حكومة الإنقاذ أنها حاربت التمرد فى دارفور بقوات ذات طابع قبلى تحت مسمى حرس الحدود ومن ثم تطوّرت لاحقاً إلى دعم سريع وظل قوات الدعم السريع تحشد عبر القبائل مما كرّس لديها مفهوم أن القبيلة أقوى من الدولة…

بعد سقوط نظام البشير سار حميدتى على نهجه القديم حيث كان يمنح الرتب للقبائل فسارعت كل قبيلة لإبراز قوتها وحشد أبناءها لتجد لها موطئ قدم فى تشكيل مستقبل السودان…

ضعف الدولة ومؤسساتها فى دارفور جعل معظم القبائل تلجأ للدعم السريع مستجيرة من بطشه رغم ذلك لم تسلم لأن عقلية قادة الدعم السريع عقلية فرعونية تعمل بمبدأ ما أوريكم إلا ما أرى…

بعد تمرد مليشيا الدعم السريع على الدولة عقب الإنقلاب الفاشل لجأ قادته لحشد القبائل….
رأينا قادة المجموعات داخل الدعم السريع بالقبائل وفى داخل القبيلة نجد كل فخذ أو أسرة لها قائد فصار التنافس فى زعامة المليشيا داخل القبيلة الواحدة تنافس محموم وله انعكاساته التى بلا شك ستؤدى إلى انهيار المليشيا فى المستقبل القريب لأن الدولة لا تحكم بالمحاصصات القبلية إنما بمؤسسات حزبية راسخة لها مشروع سياسى شامل لكل إشكالات الدولة يستوعب حقوق المواطن السودانى وليس القبيلة …
الأمر المهم الذى يجب أن تنتبه له الدولة أن الاستنفار لمحاربة التمرد يجب أن يكون عبر مؤسسات الدولة وليس القبائل لأن القبيلة كيان إجتماعى يجب ألا تسيس ولا تُقْحَم فى الحروب إلا عبر قانون يضع ضوابط للانضمام أفرادها للمؤسسة العسكرية…

إن تجييش قوات باسم القبائل يؤدى إلى ضرر بالقبائل والدولة معاً لاسيما فى مجتمع مثل المجتمع السودانى المشبّع بالقبلية والأعراف ويقدّس القبيلة أكثر من الدين والوطن…
على قادة القبائل ألا يتاجروا بمجتمعهم من أجل مكاسب شخصية فمن أراد الانضمام للمؤسسة العسكرية عليه أن يدخلها من باب الكفاءة والرغبة وليس بتوصية أو بتوجيه من الناظر أو سلطان حتى لا يكون الولاء للقبيلة أكثر من الوطن.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.