*قوة الإطار الوطني*
ناجي عمر مساعد
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد ،،،
السبب الرئيسي و الأوحد الذي وراءه كل أسباب هذه الحرب وكل بلاوينا هو :-
( عدم تقبلنا لبعضنا البعض )
و تقبلنا لبعضنا البعض يكون في ظل الإختلاف و التباين في وجهات النظر و الأراء و الأيدلوجية مهما كانت الفوارق بينها ، و إلا لو لا وجود هذا الإختلاف فما الداعي لأن نقول تقبلنا لبعضنا البعض ؟
و تقبل بعضنا البعض هذا ليس من أجل من نتقبله ،، لا بل من أجل الوطن .
إذ أن الذي سيدفع عدم تقبلنا لبعضنا البعض هو الوطن وهذه الحرب هي الدليل البائن لما أتحدث عنه ،، و تقبلنا لبعضنا البعض هذا لا ينفي الإختلاف بيننا فهذه سنه الله في خلقة لا يستطيع أحد أن يغيرها أو ينكرها ،، قد تعترينا في كثير من الأحيان نزعة الغيظ و الغضب من هذا أو ذاك و هذه من متلازمات الإختلاف بيننا ،، ولكن فلتكن في ظل تقبلنا لبعضنا البعض . و هذا ما يسمي قوة
( الإطار الوطني )
و هذا الإطار كل ما كان قوياً كان حائط الصد لكل سوء و كل مهدد يمكن أن يطال الوطن داخلياً كان أم خارجياً .
لأنه يخلق في النهاية قوة الوجدان الوطني .
أعوذ بالله أن أقول أنا و لكن هناك تجربة حقيقية عشتها في هذا الإطار .
إذ جمعتني الصدفة المحضة بالعميد محمد الأمين خليفة رحمة الله عليه و ماكنت لأفوتها . محمد الأمين خليفة هو عضو مجلس قيادة ثورة الإنقاذ و رئيس برلمانها في ما كان يسمي بالمجلس الوطني الإنتقالي وقتها ، و هو الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي الإسلامي الذي أسسه د حسن الترابي ، و أنا علي النقيض من كل ذلك في كل شئ أيدلوجياً و سياسياً من موقف مبدئ راسخ عندي ، المهم في الأمر ظللت علي تواصل مع المرحوم العميد محمد الأمين خليفة ، و كنت والله أوجه له جام الانتقادات بما فعلته الإنقاذ و الرجل كان يتقبل ذلك و يرد علي و هو لا يخشي في الحق لومة لائم ، بل و قد كان يتحدث معي في ما لا أعتبره خيانة له لعلاقتي به و أنا أتحدث عنه هنا و عن ما وصل إليه الحال بينه و بين البشير شخصياً بإعتباره أحد كبار قادة ثورة الإنقاذ و كيف كان إنحراف حكومة ثورة الإنقاذ إنحراف كلي عما تعاهدو عليه كظباط قادو ذاك الإنقلاب العسكري و إستلمت به مقاليد الحكم في البلاد ، إلي أن وصل الحال الي إغلاق البشير كل وسيلة للتفاهم معه و عدم إنصياعة لكل نصح ، حتي وصل الحال بمحمد الأمين خليفة إلي قناعة بأن ثورة الإنقاذ الوطني قد ماتت تماماً و هناك واقع جديد هو برئ منه وهو لم يكن أبداً ما إتفقو عليه في خط مسيرة ثورتهم . هذا ما تحدث به معي مباشرة محمد الأمين خليفة رحمة الله عليه . وهو يعلم إني مختلف معه سياسياً و أيدلوجياً ، هذا هو القبول لبعضنا البعض الذي أتحدث عنه في ظل الإختلاف بيننا و هو ضالتنا و سبب بلوانا و مصائبنا الوطنية كلها .
وهذه الحرب نار إطفائها هو تقبلنا لبعضنا البعض دون إستعلاء و لا مفاضلة و لا فيتو لأحد علي أحد .
اللهم أنت السلام ومنك السلام وإليك السلام.
ناجي عمر مساعد
سبتمبر/ سنه الحرب ٢٠٢٣م .