منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

0

“هجوم حماس” يهدد بإنهاء مسيرة نتانياهو السياسية
24 – أبوظبي

ألقاب كثيرة ونياشين متعددة تزين كتفي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، جراء حروب طويلة خاضها ضد الفلسطينيين، مكنته رغم دمويتها من البقاء في كرسي رئاسة الوزراء أكثر من 15 عاماً، متفوقاً على ديفيد بن غوريون، أول من حكم الدولة العبرية بعد قيامها في عام 1948، على أنقاض فلسطين.

حكم طويل
في ثلاثة عقود، فاقت الألقاب والأوسمة الملحقة باسم نتانياهو عدد المرات التي فاز فيها في الانتخابات، فقد وصل للحكم أول مرة في عام 1996 وظل في الحكومة حتى عام 1999، وعاد مرة أخرى في 2009 وبقي في رئاسة الوزراء إلى عام 2021، وتمكن في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، من كسب انتخابات مفصلية وإزاحة خصومه في المعارضة ليعود للحكم مجدداً على رأس ائتلاف واسع، يضم عدداً من الوزراء المتطرفين لتكون حكومته الأخيرة، الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل.
“الساحر” تحت التهديد
لكن في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها إسرائيل بعد تنفيذ حماس هجوم “طوفان الأقصى” يوم، السبت الماضي، وقتل أكثر من 1200 إسرائيلي بينهم 170 جندياً حسب التحديثات الأخيرة للجيش الإسرائيلي، فقد يصبح لقب “الساحر” المتبع باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أول من ينقلب عليه، بعد أن أصبحت حكومته على شفير الانهيار والتفكك بسبب فشلها الاستخباراتي الكبير في درء هجوم، السبت، الذي تصفه تل أبيب بالأكبر منذ 50 عاماً على إسرائيل.

“الملك بيبي”
“الملك بيبي”، واحد من ألقابه الأشد شيوعاً، وأطلق عليه بفضل قدرته على البقاء في الحكومة لفترة هي الأطول في تاريخ رئيس وزراء إسرائيلي، ولربما فاقت في طولها فترة حكم بعض الملوك الكبار والمعروفين.. والآن، بعد هجوم السبت، صار في رصيد نتانياهو لقب إضافي، هو “سيد الأمن”، لكن هذه المرة في إطار ساخر، يسلط الضوء على فشل حكومته الذريع في التنبؤ بـ”طوفان الأقصى” المباغت.
في الوقت الحالي، وبحسب تقرير لشبكة “سي أن أن”، لا تطالب المعارضة الإسرائيلية بتنحي الملك بيبي، إذ قال رئيس الوزراء السابق يائير لابيد، وزعيم المعارضة: “أنا لا أسعى لمحاسبة من يقع عليه اللوم حالياً، ولا أتساءل لماذا فوجئنا، إنه ليس الوقت أو المكان المناسب لذلك”.

حساب مؤجل
لكن، الزمان والمكان المناسبين لمحاسبة المسؤولين سيأتيان من دون شك، ووفقاً لكبير المحللين السياسيين في القناة الـ12 الإسرائيلية أميت سيغال، فإن المفاجأة ستكون إذا نجح نتانياهو في النجاة بحكومته من طوفان هذه الحرب.

درس من التاريخ
وقال المحلل لــ”سي أن أن”: “بقاء نتانياهو في الحكومة على الرغم من كل ما جرى، سيشكل سابقة تاريخية، لقد علمنا التاريخ في إسرائيل، أن كل مفاجأة، وأزمة، أو حرب، كانت مقدمة لانهيار الحكومة.. ففي 1973، بعد حرب أكتوبر مع مصر وسوريا، سقطت حكومة غولدا مئير، وفي عام 1982، حين اشتعلت الحرب الأولى مع لبنان، سقطت حكومة مناحيم بيغين، وفي عام 2006، مع اندلاع حرب لبنان الثانية مع حزب الله، سقطت حكومة إيهود أولمرت”.

من المؤكد أن التاريخ يقدم مقارنة مفيدة، فالمرة الأخيرة التي فشلت فيها الاستخبارات الإسرائيلية إلى هذه الدرجة كانت قبل 50 عاماً تقريباً، عندما شنت مصر وسوريا حرباً على إسرائيل في 6 أكتوبر (تشرين الأول) 1973.
رئيس المعهد الإسرائيلي للديمقراطية يوهانان بليسنر، قال بدوره، إن تلك (حرب أكتوبر) كانت حرباً “اتبعت نوعاً من منطق الأعراف والقواعد، لقد تفاوضنا على السلام مع الرئيس المصري آنذاك أنور السادات بعد بضع سنوات، بدعم الأغلبية في الكنيست، لكن الآن لن نتفاوض على أي سلام مع حماس، إنها لعبة مختلفة تماماً”.

وقالت الشبكة، إن “إجراء نوع ما من المفاوضات من خلال وسطاء، مثل مصر أمر لا مفر منه، فحتى في الوقت الذي تقصف فيه إسرائيل غزة بغارات جوية مستمرة وعنيفة، وتفرض حصاراً كاملاً على القطاع، وتستعد لغزو بري محتمل، يحتاج نتانياهو إلى إيجاد طريقة لتحرير الأسرى الـ150 لدى حماس.

تحديات مضاعفة
ويضيف التقرير، أن التحديات في طريق نتانياهو تضاعفت ، فهو يخوض حرباً أجبر عليها هذه المرة، أتت في ظل احتجاجات شديدة على حكومته، بسبب خطة الإصلاحات القضائية المثيرة للجدل، كما يواجه أيضاً تهم فساد متعددة

يقول الرائد في صفوف قوات الاحتياط بليسنر: “آخر ما يهتم به الإسرائيليون الآن هو الحياة السياسية لنتانياهو”.

هزم نتانياهو في معارك انتخابية سابقة، وانهارات ائتلافات حكومية قادها أكثر من مرة، لكنه استطاع العودة مرة أخرى، لكن في هذه المرة يبدو الأمر مختلفاً، فهو يخوض حرباً لم يخترها، ولم يختر توقيتها، وضاعفت الأعباء الملقاة على عاتقه، في وقت سياسي عصيب بالنسبة له، فهو بلا شك مشتت بسبب كل ما يواجهه من ضغوطات محلية تزايدت بسبب الاحتجاجات المستمرة منذ تسلم حكومته الرئاسة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
سقوط مؤخر
وأضاف سيغال، أن هجوم حماس كان مباغتاً، وجاء في وقت كانت تسعى فيه الحركة الفلسطينية المسيطرة على غزة للحصول على تنازلات اقتصادية وتخفيف الحصار عن القطاع، وبات مطلوباً من نتانياهو الذي يقود حكومة طوارئ إلى جانب وزير الأمن السابق والزعيم الوسطي المعارض بيني غانتس قد تؤخر تنحيه لوقت قصير، التركيز كلياً على الحرب والقضاء على حماس، لضمان بقائه في الحكم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.