*اللواء حيدر أحمد سليمان يعقب على د. شنان:*
*اللواء حيدر أحمد سليمان يعقب على د. شنان:*
*روحي ليه مشتهية ود مدني*
– سلام اخي الحبيب د،شنان …
– منذ الامس قرأت مقالك و لا ابالغ ان قلت لك – ان براعتك في تصوير حالك بما حباك الله به من ملكة في التعبير وحذاقة في السرد واتقان في الحكي والشرح ومقدرة علي تطويع اللغة ومهارة في انتقاء الكلمات – ما جعلني اصبح جزءً من هذه التفاصيل بكافة دقائقها.. من سوء حظ اهل ود مدني ان الظروف اوجدتك بينهم لتروي بدقة تفاصيل معاناة تجرعها كثيرون مثلك ولكنهم عجزوا في ان يعبروا عنها كما تفضلت .. الروايات متطابقة لكل من اجبرته ظروف الحرب علي الاستجارة من رمضاء الحرب بنار مدينة ود مدني ..كنت اقرأ ما تكرمت بتدوينه باشفاق شديد عليك – وانا اعلم ان المعاناة لم تراوح مكانها قيد انملة – ورافقتك في رحلتك قريناً لك في كل حركاتك وخليلاً في تحركاتك خلال هذا السرد البديع .. لا ابالغ ان قلت لك انني تنسمت رائحة طلاء جدران الشقة اثناء صيانتها و( احمد الله ) انها كانت نصيباً او ( مصيبة ) لمن إكتراها .. عبر كتابتك تخيلت صورة تلك الشقق المزعومة والمدعاة وقد قرات وسمعت بل وشاهدت عبر الوسائط بعضاً من تلك التي اضطر كثيرون علي قبولها مكرهون .. اعدت قراءة ما سطرته عدة مرات ولم اجد له وصفاً او تعبيراً الا انه نزف مرير لمشاعر شجِنة وإراقة لوجدان مكتئب أسقمه الترحال واضناه البحث ودواخل تمور بالحزن والفجيعة والكآبة ..
– اخي د. شنان .. لا اود ان اصب زيت الحسرة والاسي علي نار مشاعرك واتون احاسيسك ومرجل عواطفك ولكن اقولها ويا للحسرة وللاسف والاسي ،، تعاسة مدينة ود مدني انك لجأت لها وكتبت عنها ما يطابق الحال في كل مدن النزوح في بقاع السودان المختلفة واجاهر لك بالقول ان هذا هو حال اهل السودان في كل مناحيه وبقاعه شرقت او غربت او ( خاتف لونين ) .. لقد كشفت لنا هذه الحرب الوجه الحقيقي للشخصية السودانوية المدعاة مظهراً والمتناقضة مخبراً والتي تحمل بين جوانحها كل تناقض وتضارب واختلاف وتباين
Contradictory
Personality ..
– في الميثولوجيا الاغريقية يسمون المراة Pandora
( هناك عطر نسائي بهذا الاسم ) وهي المرأة الاولي في التاريخ وتعني ( الهبة او الهدية وتعني ايضا هي التي حوت كل شيئ ) وصاحبة العطايا وهي هدية من زيوس كبير الالهة للبشرية .. باختصار هي ( حواء ) او Eve في الانجليزية وEva لدي كثير من الشعوب ويتم تدليلها Eveline ( حواية ) . . والاسطورة فحواها ان خلقها جاء من كل المتناقضات في الكون مادية كانت او معنوية .. الخير والشر والنور والظلام ورقة النسيم وهياج الاعاصير والبرودة والحرارة والقوة والضعف ونعومة جلد الافاعي وخطورة لدغاتها .. الدين واللطف والقسوة والجبروت ، صلابة الصخر ونعومة الحرير والكلام المعسول والخادع ومن الكذب والصدق بل وطلب من كل الالهة ان يمنحوها صفة منهم ثم تم خلط ومزج كل هذه المكونات وخلقت المرأة من عجينتها . . كل ذلك حتي يعذب بها الانسان الرجل نكاية في بروميثيوس الذي افشي سر النار للبشرية ما ادي لتطور البشرية وجعله معلقا علي صخرة في جبال الاولمب مقر قصره ( قصر كبير الالهة ) وأوصي طائر الفينيق او الرخ Phoenix بان يلتهم كبده كل يوم حتي يحترق الطائر تماماً ويصبح رماداً ثم ينمو له كبد جديد كل صباح ويبعث الطائر للحياة مرة أخرى ويبدا في التهام الكبد وهي دلالة رمزية علي الخلود
Immortality & Trinity
.. عذراً فقد اسهبت في الحديث ولكن قصدت ان اشير الي ان السوداني هو ( باندورا ) مكتملة الاركان بما يمارسه من سلوك متناقض
Paradoxical behaviour
.. هذا السوداني يجبر مئات المسافرين علي الطرق القومية خلال شهر رمضان للترجل من رواحلهم وتناول الإفطار ثم لا يهدر اي فرصة مؤاتية لاستغلالهم .. يرتكب ابشع الجرائم لسبب وضيع لا يستحق العتاب ويعفو عمن ازهق روح فلذة كبده !! .
– هذه الحرب ابانت وللأسف حقائق عديدة كان الجميع غافلين ( او يتغافلون ) عنها ولكن يجب الوقوف عندها طويلا ، واهم هذه الحقائق هي من هم ( نحن ) !! ثم من هم الاخرون ؟ الاجابة حتما ستقود لسودان جديد معافي .
سلمت سيدي.