المعز إبراهيم الهادي يكتب : *أخوان روزبة ..* *رسالة إلى البرهان في يوم الإمتحان*
كما تعلم ..
نحن في سنوات خدّعات ..
يصدق فيها الكاذب ..
ويكذب فيها الصادق ..
ويؤتمن فيها الخائن ..
ويخوّن فيها الأمين ..
وينطق فيها الرويبضة ..
قيل وما الرويبضة يا رسول الله؟
قال “الرجل التافه يتكلم في أمر العامة” ..
والرويبضة قد عرفتهم وعرفناهم ..
الآن يترنحون ..
تراهم دائخون ..
وفي غمرتهم يعمهون ..
مثل صاحبهم البائس اليائس ..
ضربتهم الذلة والمسكنة ..
تسمعهم يصرخون ..
ويستجدون ..
ويستنجدون ..
وهؤلاء ..
وبعد أن يستسلمون ..
يُجمعون للرمي ..
ويُربطون بسلك ..
حتى يوم الحساب ..
ورأس الفتنة يُقص ..
والباغي إما يَفيئ وإما يُقتل ..
ثم يُصلب حتى تأكل الطير من رأسه ..
هذا هو القانون ..
وهذا هو الحكم ..
وهذه هي الحياة ..
دورة حق ودورة باطل ..
دورة خير ودورة شر ..
والشر فيها كثير ..
والباطل كثير ..
وأكثر الناس فاسقين ..
ومخادعين ..
وقد كشفتهم سورة البقرة ..
وكما تعلم ..
فالشيطان ..
يوسوس ويُزيّن ..
ويُملي .. ويُسوّل ..
ثم ينزِغ ..
ثم يفتِن ..
ثم يستزِل ..
ثم يَغوي ..
ثم يُضل ..
ثم يَحتنك ..
والمُحتنكُون أمامك ظاهرون ..
ركبهم عزازيل ..
وطارت بهم الأبابيل ..
تعرفهم في لحن القول ..
وفي لا للحرب ..
وفي الصمت المريب ..
والتجهم الغريب ..
والتردد ..
والذبذبة ..
والكذب البواح ..
والوجوه التي عليها غبَرة ..
فلولا هؤلاء ..
ما انكشف الغطاء عن الوطن ..
ولأن رد الغطاء صعب الآن ..
ولأنهم هم العدو الذي ينخر ويدمر ..
فلا بد مما ليس منه بد ..
لكن ..
إذا رفعوا الراية البيضاء ..
وسلموا ..
واستسلموا ..
فأبلغهم مأمنهم ..
وأصدقهم العهد ..
وحاسبهم ..
على كل قطرة دم ..
بقطرة دم ..
وإياك .. إياك ..
أن تصدقهم ..
او تثق بهم ..
او تقربهم ..
هم العدو ..
فأحذرهم ..
قاتلهم الله ..
أنى يؤفكون ..
ويا برهان ..
قديماً قالوا ..
إذا أردت أن تحرر وطناً ..
ضع في بُندقك عشر رصاصات ..
إضرب الخونة بتسعة ..
واضرب العدو بواحدة ..
فلولا الخونة ما دخل العدو ..
وقد كتب بن الأثير ..
أنه لمّا طال مقام الفرنجة على أنطاكية ..
ولم يستطيعوا أن يدخلوها ..
راسلوا أحد المستأمنين على أبراجها ..
إسمه “روزبة” ..
فأعطوه مالاً وإقطاعاً ..
ولما تقرّر الأمر ..
دخلوا من شباك البرج الذي يحرسه ..
فسقطت جميع القلاع والحصون ..
ثم سقطت أنطاكية ..
فالحصون – يا برهان – تسقط من الداخل ..
الاّ حصون السودان ..
حماها ثلاثون ..
بأرواحهم ..
فهنئياً لهم ..
وكل شيء لهم ..