*هل من صارخ كسهيل…* *وهل من موقظ كأنس؟!!*
★مر أنس بن النضر وحديثه في الصحيحين على القوم وهم جلوس يوم أُحد،وغبار المعركة ما زال في الأجواء…
★فقال لهم:
فيم جلوسكم؟
★فقالوا:
وماذا نفعل وقد قتل رسول الله؟!!
★قال:
فما بقاؤكم بعده؟! قوموا فموتوا على ما مات عليه ..
فانطلق الناس نحو أرض المعركة تحدوهم كلمات أنس ..
★ولما انتشرت الرّدّة في مكة وعظم أمرها واستفحل خطرها..قام سهيل بن عمرو يخطب الناس عند الكعبة قائلا:
يا أهل مكة،لا تكونوا آخر الناس إسلاما وأولهم كفرا…فأعادت كلماته الناس إلى الإسلام من جديد..
★لابد للقوم اليوم من أنس_وسهيل ..
فالقعود أصبح ديدن القوم… والخمول عن واجبات الدين أصبح حالة يؤكدها الواقع ..
★مع أن دماء الشهداء لم تجف…وأنين الصحب لم يخفت..
وليس عيبا أن يقعد المحارب بين الجولات…إنما العيب أن يطول قعوده حتى تتيبس أطرافه ..
★والأشد عيبا ألا يمر عليهم أنس يوقظ أو سهيل يصرخ…
إن مرورا سريعا على مجالس الصحب ينبيك عن حالة موجعة من الكمون والركون ..
حتى أنها طالت الفرائض عند ★بعضهم ، وهزت الأخلاق عند آخرين ..وبات القوم أحوج لمن يمسكهم من أكتافهم،ويهزهم جميعا ولو كان وحده ، والناس ألفٌ منهمُ كواحدٍ … وواحدٌ كالألفِ إنْ أمرٌ عَنَا ..
★رحم الله أم أيمن ردت الناس يوم أحد بمغزلها تحرج رجولتهم به تقول لأحدهم:
هاك مغزلي خذه فاغزل به وأعطني سيفك أقاتل به عن رسول الله ..
وحال القوم اليوم والله يستدعي ألف ألف مغزل يستنهض هممهم..
★تأبى أقدار الله إلا أن تكشف عن معادن الرجال بالمحن الطوال .. فمن كان من هؤلاء فليجلِّ عن نفسه..
فهذا زمان يحرم فيه ادخار الهمم…سيما لو كان طول
القعود قد استفحل في القوم ..
★ولا بد للقوم من أفراد ينتدبون أنفسهم لإيقاظ إخوانهم وأهليهم…
فلو انتظر سهيل تكليف القيادة يوم الردة…ما بقي على الإسلام أحد
★فهل من صارخ كسهيل… وهل من موقظ كأنس؟!!