د.طارق عبدالله يكتب: *معركة الاعلام السوداني*
يطالب الجميع بمواقع التواصل الاجتماعي الجيش بضرورة قطع امداد متمردي الدعم السريع ومنع وصوله لمناطق الحرب في الخرطوم وجنوب دارفور وقفل طريق الصادرات وضرب رتل العربات التي تحمل الاسلحة والمواد البترولية وكل احتياجات الحرب وهي مطالب واقعية لا أظنها تفوت على فطنة هيئة قيادة الجيش لكنه قطع جزئ للإمداد وان قطع الإمداد الحقيقي يجب أن يكون بضرب الدول التي تدعم المتمردين وتنقل اليهم العدة و العتاد وتدعمهم بالمقاتلين وتمول الحرب ، وهي معركة لا تخص الجيش ومن مسئولية الحكومة التي يجب أن تكون لها موقف دبلوماسي وسياسي وإعلامي واضح.. وليس منطقيا أن يتحدث الساسة ورجال الدولة وينقل الإعلام بان هناك (دولة) تمد المتمردين ب(المسيرات) عن طريق مطار ام جرس ويخافون أن يقولوا بأن تلك الدولة هي الامارات يد اسرائيل والولايات المتحدة الباطشة . _ هناك أدلة دامغة و شواهد عديدة توكد ضلوع دولة الإمارات في تمويل الدعم السريع لوجستيا ..وهناك أدلة دامغة أن دولة تشاد تفتح أراضيها لمرور الاسلحة والمدرعات للسودان.. وهناك أدلة دامغة على أن دولة الجنوب تمد المتمردين بالمرتزقة ..ذلك فضلا عن أدوار أخرى لأفريقيا الوسطى وكينيا وغيرها من الدول ، ولا أظن أن هناك من لايعرف تلك الحقائق ولكن نتعامل معها باستحياء في وقتا بلادنا تمضي نحو الزوال والانهيار والتفكيك والتدمير.. ولماذا نحتفظ بحسن التعامل مع تلك الدول ورؤسائها ونحن في هذه الحالة الصعبة? وإني لا اجد اي مبرر للإعلام الوطني في عدم قيادة حملة لها أبعادها الدولية لمهاجمة تلك الدول والتصعيد الإعلامي ضدها وان نترك الحكومة التي تتعامل بمرونة تجاه عاصفة مدمرة تستهدف زوال الدولة السودانية ويبقى ان انشغال الإعلام والإعلاميين بإسناد الجيش في معركته بتلك الطريقة البدائية لايمثل دور لمعالجة الازمة السودانية ولايتعدى دور رفع الروح المعنوية للجيش ليقوم بدوره في حسم التمرد وهو دور مطلوب ولكن لابد من وضع استراتيجية إعلامية تتجاوز الإسناد للمشاركة الفعلية في إنهاء الحرب تقوم على فضح الدول المتورطة والتعامل معها بقوة و تكليب الراي العالمي ضدها واستخدام كل الآليات المتاحة في جمع المعلومات والنشر على اوسع نطاق والاستعانة بزملاء الخارج في توضيح دور تلك الدول المخزي ..يجب أن تكون تلك هي معركة الاعلام السوداني .