منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

دكتورة ليلى الضو أبو شمال تكتب : عودة مواطن

0

لم يكن المواطن السوداني يظن أن القادم به أسوأ مما كان عليه حاله في السابق،، حيث ظل طيلة حياته وهو يظن أن ما ات هو أجمل ، ومن يراقب حياة المجتمع السوداني يرى أن عدم الإستقرار سمة هذا المجتمع في جوانبه المختلفة،، سياسيا، اقتصاديا واجتماعيا حين خرج من دائرة الإستعمار وتم اعلان الاستقلال حلم ببناء وتعمير وتنمية وتوطين ثم ما لبثت الأجواء السياسية في تعكير صفو حياته واستقرارها،،مما أثر على حركة الإستقرار الإقتصادي كذلك الصراعات والحروب القبلية والنزاعات الجهوية التي استهلكت طاقات هذه الدولة لسنوات طوال وظلت الأوضاع هكذا والمواطن يعيش الحلم بأن الغد يبشر بالخير الوفير، ولكن ما يلبث أن ينهض مرعوبا من حلمه على واقع أشد ألما واقسى مرارة،، ف حين كان يعاني من الجوع كان هنالك بعض الأمن وحين قاسى من الحروب وجد مكانا ما لاذ فيه هانئا، ووجد خصوصية في حياته ينعم فيها وأهله ببعض من أمان واستقرار، إلى أن وصل به الحال أن تكون كل بقعة في السودان في حالة عدم استقرار حتى الذين يقطنون في ديارهم بالولايات المختلفة البعيدة عن أماكن الحروب ،حيث أصبحت تلك الديار شراكة بين مجموعات من الأسر منهم من يجمعك به صلة الدم ومنهم من يجمعك به قرابة الوطن ، فأصبح الجميع لا يجدون مستقرا ولا آمنا ولا عيشا هانئا ،،وانتهكت الخصوصية فصار الجميع يتباكى على ماض كان أفضل حالا مما يعيشونه الان ، ولا شك أن المستقبل لم يعد واضح الملامح ولا ينبئ باستقرار حيث يعرف الجميع أنه لم يتبق من الديار الا رسمها،، وكيف تعمر وتصفو كما كانت.
إن البكاء على الأطلال دمع منهمر لا تكفكفه الأماني بالغد الجميل، ولا الوعود التي ما عادت تفي بما تقول، وباتت العودة حلما صعب المنال،،
لم يعد السودان حالة تستدعي التشخيص أطباؤه كثر نظروا وشخصوا ولكن لم ينجح المداوون في استشفائه ولا في استئصال أورامه .
عودة المواطن تعني عودة الروح إلى جسدها ، والنفس إلى هدوءها ، والدواخل إلى سكونها والثقة في أناس يفعلون ما يقولون،،
إن عودة المواطن السوداني عودة من أزمة نفسية لم تعد المسكنات دوائها،،، ولا يطيب معسول الكلام خاطرها،،
ويا شباب الغد اسمعني جوابك
يقتنيه الجيل في الدنيا كتابا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.