منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

سفيان ادم علي يكتب : *بين غزة و السودان..هذا حالنا*

0

نحن الاعلاميون هنا في الغربة أصبحنا نطارد مسارات الحياة المتنوعة و فيها جهاد المعيشة و جهاد الفكر و جهاد اعالة الأسرة و تربية الأبناء و فوق ذا و ذاك جهاد الوقت لمتابعة اخبار أهلنا و أخوة لنا في الدين و الإنسانية كان قدرهم ان يتنكر كل ساسة الدنيا لهم و لنساءهم و لأطفالهم و لأرضهم و تركوهم لحالهم الا قلة من الناس تهوي افئدتهم اليهم يبتغون وجه الله. ان مصاب إخوتنا في غزة هون علينا مصابنا في بلدنا السودان رغم اننا جميعا يكال لنا من مكيال واحد وهو لحن القول غرورا باسم القوي الدولية و المنظمات الإنسانية؟!
ان عصرنا الحالي هو عصر المادية الموغلة في التفحش في الماديات .انه عصر لا روح فيه و لا انسانية و لا حياء و بالتالي لا حياة فيه .انه عصر الأموات التي تمشي علي جثث الضحايا من المغدورين و المضطهدين..و حيث ان الأقلام و العدسات التي تحاول ان ترسم واقعنا أصبحت صماء بكماء لا تعرف من تخاطب الضحايا المكلومين ام الطغاة المجرمين ؟ ام شركاءهم المتفرجين الممسكين انسنتهم و ايديهم ؟!
و حتي لا كيف تصل الي هذه العقول المغيبة و من فيهم من الشباب الغر و الرجال المضللين ببهارج الذل و الخنوع و الانحطاط الأخلاقي و الثقافي..
ان واقع كهذا يجعلك كل مرة تعيد حساباتك الف مرة و الف مرة قبل ان تحمل قلمك او تصوب عدسة كاميراتك و انت تسأل نفسك لمن اكتب؟
اني اكتب هذا ليس بحثا عن عذر و لكنها حيرة الصحفي الذي يري أمته تصرع و قد تداعي عليها الأكلة من كل جانب حتي من بني جلدتها الذين خانوا العهد و الدم و العشرة و الملح و الملاح و حتي المصير المشترك، فاصبحوا يبحثون عن مصير آخر لهم اشبه بالسراب الذي فيه هلاكهم ان كانوا يدركون ذلك.ولكن بين كل تلك الدروب المظلمة في حلكتها هناك بصيص امل بصحوة الشعوب الان في معظم حواضر الدني لعلها تحيي ضمائر الساسة في بلادنا و اوطاننا بعد فقدت الشعوب فيهم الأمل .و بعد أن اضحوا تجارا بدماء و أرواح شعوبهم و مستقبل بلدانهم ..فلله في خلقه شئون و هو الذي يحي العظام فيكسوها لحما .و هو الذي يخرج الحي من الميت.
فالله نسأل ان يحي ضمائرهم لتحيا شعوبهم و فتنهض بلادنهم
سفيان ادم علي
الجمعة ١٧ نوفمبر ٢٠٢٣م

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.