منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

عادل حسن يكتب : *امدر لن يسرقوا الطابية*

0

اتلاقح مع كبدي لانزف لكم سرت رعدة خوف في جسدي وانا اتحري همس المفاوضات تحت ستارة صالة المجتمعين وبدات اتعثر داخل روحي وشعوري بالقلق يتحالف مع الهلع والغموض واللاتركيز ثم صرير اخبار يسقط علي اذني كباشي الي الامارات وعلان الي الواق واق وفلان الي جزر البطريق المنسية
وافصل قناعتين الي نصفين ليكتمل الجرح وانشطر انا كليا سيما مايخرج من معدة القنوات عبارة عن تفل ما بعد غربلة المواضيع بكل رهبتها واثارها
ونحن نلعق لزاجة الانتظار وما يخلق عندنا الطمانينة
وضجة اسرار تفوح منها رائحة الدم تتجمد علي جزارة التفاوض التي تجلس عليها كل اهوال السندباد في مجاهل رحلاته ولكن مهما تلاطمت عواتي التفاوض قادما ام ماضيا تبقي السعودية هي المرسي الوحيد الذي يمتص عباب التقلبات التي تمخر عقول اهل السودان
ومن هنا بانت اكثر معالم الطمانينة وتخير الناس
نعم هنا بعاد واخرين هناك نتزكر شوارع امدرمان واشجار النيم العملاقة واللبخ الكثيف والاسواق الضخمة المتلاصقة والمنازل العتيقة تتامل ذلك وفي حنجرتك غصة واحساس غامض بخوف الفراق واللاعودة والغضب وتحس بان هذه الامكنة والخيرات كلها مهددة فالعدو الافريقي المزدوج للجنجويد لا يخفي شهيته لامتلاكها وتخريبها ان مرتزقة افريقيا سرقوا قتلوا حرقوا خربوا كل شي في ام درمان ولكنهم لن يستطيعون سرقة الطابية زاكرة التاريخ وخزانة النضال المر
احرقوا الحياة التي كانت تفور بكل مظاهر الرخاء في ام درمان ام السودان واخيرا علي صفحتها الشرقية هدموا الكبري رئة المدينة داخل بطن الخرطوم بحري شقيقة الخرطوم المحروقة تحت الرماد
اه اه
مع ذلك نجد من هو يبكي علي نيالا والجنينة والضعين خازنات الالغام النفسية والبارود الطبقي ومحشوة باصابع التفجير العنصري
لم ولن تكن اولي بمدامعنا وثكلانا علي الخرطوم حتي ولو اضحت تلك المدن تحمل احزان هيروشيما وهدم برلين تحت سورها
شهور متلظية تتمرق تحتها الخرطوم ولم يحدثونا هؤلاء عن الجرم ولم يقول علي محضر بلاغات التاريخ بان ام درمان اصبحت مثل طفل جائع حافي القدمين يصرخ في الطرقات يستعطف درب اهله الفارين
ان زبانية اقلام قحط لاتعرف اصلا ماهي فواصل الدنيا من التاريخ وكيف تلتقي الرعود مع الاسود
ان امدرمان ليست مدينة الشيخوخة البائسة حتي تاوي اقلام قوم يصارعون عتية الثمانون في معصية
صحيح كل شي احترق واتلف حتي اعصابنا ومناظر الدمار تفور في عيوننا بغزارة ولدرجة الاشتياق حتي لسماع نويح عربات الاسعاف المخطوفة او المعطوبة كل شي تعطل وتحول الي رماد ارض او ذكري
ام درمان نحروها حرقوها وكنا نريد وداعها وتقريبها من وجوهنا وتقبيلها ثم نتفرق في مدن الضياع
ام درمان مثل طفل ملفوف بالقطن ونجره الي حفرة الاحزان العامة وننعي انفسنا الي انفسنا وكل الدنيا تشهد في بكاء
سلامات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.